إسرائيل تنفي أن تكون لديها أي نية لشن حرب على سورية

صحيفة إسرائيلية: الأسد كان يخطط لحصول سورية على سـلاح نووي

TT

أثار وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، موجة من الانتقادات داخل اسرائيل بسبب تصريحاته المتشددة ضد سورية، وما أدى اليه من توتر عسكري في المنطقة. وسارع العديد من القادة الاسرائيليين الى نفي النية بإعلان الحرب. وقالت مصادر سياسية ان باراك يثير الأجواء الحربية لكي يحرف النقاش ضده في حزب العمل ويعزز مكانته السياسية الشخصية.

وكان باراك قد أعلن بشكل درامي عن الغاء زيارته المقررة اليوم الى ألمانيا بدعوى مواجهة التدهور الأمني في المنطقة، مع انه خطط للتباحث مع نظيره الألماني، جوزيف يونغ، في قضايا ذات أهمية كبرى تتعلق بالتعاون العسكري وفي التهديدات الايرانية النووية وصفقة تبادل الأسرى مع حزب الله. وذكرت مصادر مقربة منه انه ألغى الزيارة بسبب «مناورات عسكرية كبيرة»، نشرت بعض الصحف أنها تجري في الجيش السوري. وقالت المصادر الاسرائيلية ان «معلومات مؤكدة وصلت الى اسرائيل تقول ان سورية تشارك حزب الله وايران في تخطيط عملية انتقامية ضد اسرائيل ردا على اغتيال عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله»، وان «حزب الله يقترب جدا من تنفيذ العملية الانتقامية»، وان باراك يريد أن يكون في اسرائيل لكي يضمن متابعة التطورات ويقود بنفسه «الرد الاسرائيلي الحازم على العملية الانتقامية». وتزامن هذا التطور مع قرار المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الاسرائيلية، أول من أمس، اجراء أكبر تدريبات للدفاع المدني في تاريخ اسرائيل، والتي ستبدأ بعد غد وتستمر خمسة ايام، ويجري فيها فحص مدى جاهزية الجبهة الداخلية الاسرائيلية لمواجهة هجمة صاروخية شاملة. وحسب المصادر العسكرية، فإن اسرائيل تتوقع أن يبادر حزب الله الى عملية تفجير ضخمة ضد اسرائيل، فترد عليها بقصف لسورية ولبنان، يقابل بهجمة صاروخية كبيرة من ايران وسورية وحزب الله في الشمال وهجمة مشابهة في الجنوب من قطاع غزة. وتأخذ اسرائيل في حساباتها أن يتم قصفها بالصواريخ غير التقليدية (كيماوية وبيولوجية).

وقد طلب باراك من رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، أن يسمح له بتأجيل زيارته الى ألمانيا، لكي يشارك في متابعة التدريبات الداخلية. فوافق. ولكن الاعلان بأن التأجيل جاء لمتابعة التدهور الحربي في الشمال، فاجأ أولمرت وسائر زملائه في القيادة الاسرائيلية. فأدركوا ان وراء هذا التمويه غرضا سياسيا شخصيا لدى باراك، خصوصا أنه جاء بعد سلسلة تصريحات أطلقها باراك في الأسبوعين الأخيرين، قال فيها ان اسرائيل هي أقوى دولة في الشرق الأوسط وانه لا ينصح أحدا بأن يتحداها وانه «لن يوقف الحرب ضد الارهاب من حماس وحزب الله». وفي حينه قوبلت تصريحات باراك بالنقد في واشنطن وحتى داخل اسرائيل. وقال جنرال مثل يوسي بيلد، وهو مرشح اليمين السياسي المعارض لمنصب وزير الدفاع، ان «باراك يطلق تصريحات حربية عربيدية كنا قد دفعنا ثمنها بشكل قاس». وراح رفاق باراك في قيادة حزب العمل، بمن في ذلك أقرب المقربين اليه، الوزيران بنيامين بن اليعيزر وشالوم سمحون، يتساءلون عن الحكمة في اطلاق هذه التصريحات. واتهمه خصومه في الحزب بمحاولة اثارة غبار المعارك حتى يغطي على قصوره في قيادة الحزب. وتصاعدت مثل هذه الأصوات بشكل حاد في اسرائيل، بعد اعلان باراك الدرامي عن تأجيل الزيارة الى ألمانيا. وانتقده بشكل غير مباشر، حتى رئيس الدولة، شيمعون بيريس، الذي قال انه لا توجد حرب في الأفق. وانتقده عضو المجلس الوزاري الأمني المصغر، الوزير رافي ايتان، الذي حاول طمأنة الجمهور وقال: «ان سورية تعرف جيدا اننا لا ننوي شن حرب عليها»، مؤكدا بذلك الأنباء التي تحدثت عن توجيه رسالة من اسرائيل الى دمشق تطمئنها فيها بأنها لا تنوي شن حرب عليها. واضطر الناطق بلسان وزارة الدفاع الى التصريح بأن تأجيل زيارة باراك ما هو إلا اجراء تقني لا يوجد له أي مغزى سياسي أو حربي. إلى ذلك, قالت صحفية «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية، في تقرير نشرته أمس، إن الرئيس السوري بشار الأسد «كان يخطط للحصول على السلاح النووي» قبل أن يعتلي سدة الحكم.

وزعمت الصحيفة أن الرئيس الأسد بدأ بـ«التخطيط لذلك خلال تشييعه جنازة والده الرئيس الراحل حافظ الأسد».

ومن جهة ثانية زعمت الصحيفة أن الأسد سيكشف قريبا تفاصيل أوفى عن اغتيال عماد مغنية ـ القائد العسكري لجماعة حزب الله اللبناني الذي قتل قبل شهرين في دمشق، وان المعلومات تشير إلى أن جهاز استخبارات عربيا تعاون مع إسرائيل في تنفيذ عملية اغتياله، دون أن تسمي هذا الجهاز العربي.