تجمع الأديان من أجل السلام يرحب بدعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار

TT

قوبلت دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، لإقامة حوار بين المسلمين والمسيحيين واليهود، بترحيب من جانب القيادات الدينية في تجمع الأديان من أجل السلام، حيث أعربوا أمس عن ترحيبهم بتلك الدعوة.

وتأتي دعوة خادم الحرمين الشريفين في أعقاب زيارته للفاتيكان ولقائه التاريخي بالبابا بينديكت السادس عشر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007, وهي زيارة اعتبرها الفاتيكان تمهيداُ لمزيد من النقاشات الموسعة حول ضرورة إقامة حوار بين الأديان والحضارات المختلفة لتعزيز السلام والعدالة وإرساء القيم الروحية والأخلاقية، وقد شدد الملك عبد الله على أن نداءه موجه للعالم بأسره. وقال الدكتور ويليام فيندلي، الأمين العام لتجمع الأديان من أجل السلام، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أمس «إن التعاون بين الأديان المختلفة هو السبيل نحو إقامة السلام في الشرق الأوسط والعالم. ولكن للأسف فإن المبادرات السياسية كثيرا ما أغلقت الباب أمام التعاون بين الأديان والدور الإيجابي الذي يمكنه القيام به لبناء السلام، وها هو الملك عبد الله يفتح ذلك الباب مجددا».

تجدر الإشارة إلى وجود شخصيات سعودية بارزة في تجمع الأديان من أجل السلام، مثل الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية، والدكتور عبد الله بن عمر نصيف الرئيس الفخري لتجمع الأديان من أجل السلام، وكلاهما شغل منصب الأمين العام لرابطة العلام الإسلامي، والمهندس ناصر المطوع العتيبي وهو عضو في مجلس الأمناء الدولي للتجمع. من جانبه أشار القس ليونيد كيشكوفسكي، وهو منسق أعمال تجمع الأديان من أجل السلام، إلى أن «نداء الملك السعودي للحوار والتعاون يرتكز على مبادئ راسخة أتاحت للطوائف الدينية أن تحقق نتائج ملموسة فيما يتعلق بفض النزاعات ودفع عجلة التقدم». وأضاف ان التعاون الحقيقي بين الأديان يتطلب اعترافاُ صادقاُ بالاختلافات الدينية والتزاما بالتعاون فيما يخص القضايا الأخلاقية المشتركة والتمسك بتلك المبادئ. وقد مكن تجمع الأديان من أجل السلام من الوقوف في الخطوط الأمامية للتعامل مع الصراعات وقضايا الفقر وإشاعة جو من الثقة بين المجموعات الدينية المختلفة.

من جانبه أثنى الدكتور مصطفى تشيرتش، مفتي جمهورية البوسنة والهرسك وعضو المجلس العالمي لتجمع الأديان من أجل السلام، على نداء الملك عبد الله ودعوته للحوار حيث علق قائلا «يعرف الكثيرون منا الألم والمعاناة والدمار الذي تجلبه الحروب والصراعات على الأبرياء.. فلنعمل معاُ من أجلا سلام بصفتنا أصحاب عقيدة».

يذكر أن تجمع الأديان من أجل السلام يعمل منذ عام 1970 على دعم التعاون بين الأديان من أجل تحقيق السلام، وفي ديسمبر (كانون الاول) الماضي تحركت قيادات التجمع في منطقة الشرق الأوسط نحو تشكيل مجلس الشرق الأوسط للزعماء الدينيين لتجمع الأديان من أجل السلام في فلسطين.

ومعروف أن تجمع الأديان من أجل السلام هو أكبر تحالف في العالم، والأكبر تمثيلا للديانات، وهو معتمد من الأمم المتحدة ويعمل على خلق تحرك مشترك من أجل تحقيق السلام. ويباشر التجمع الذي يتخذ من نيويورك مقراُ له أعماله من خلال المجالس التابعة له في 70 دولة واقعة في 6 قارات.