مسؤول بريطاني لـ«الشرق الاوسط»: علينا تحسين مستوى معيشة الأفغان

TT

بينما هيمنت علاقات حلف الشمال الاطلسي بروسيا والخلافات حول قضايا رئيسية على قمة الناتو التي انهت اعمالها أمس، ساد جو من الارتياح لإحراز تقدم في الوضع الافغاني. وأعلن الحلف ان مهمة قواته في افغانستان «ايساف» هي الأولوية بالنسبة له في وثيقة شاملة بعنوان «رؤية الايساف الاستراتيجية» كشف عنها مساء اول من أمس بعد تأكيد فرنسا ارسال المزيد من القوات الى افغانستان. وكانت افغانستان هي ايضاً مصدر انفراج في علاقات الحلف مع روسيا بعد توقيع اتفاقية نقل المعدات غير القتالية الى افغانستان عبر الاراضي الروسية. وفي وقت تساءل فيه الاعلام عن الخلافات بين روسيا والحلف في ما يخص نظام الدفاع الصاروخي وتأجيل منح اوكرانيا وجورجيا فرصة الانضمام الى الحلف، حرص مسؤولو الحلف وروسيا على الاشارة الى الاتفاقية بين الطرفين التي تنصب في مجال «التعاون المشترك ضد الارهاب».

وصرح قائد القوات المسلحة البريطاني السير جوك ستيراب بأن «القمة احرزت تقدماً عسكرياً جيداً، واعلان الرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي ارسال المزيد من القوات الى شرق (افغانستان) مرحب به»، موضحاً ان القرار له «اهمية سياسية وعسكرية». وقال ان «مشاركة موسعة من دولة اوروبية رئيسية يعطي رسالة مهمة»، وأضاف: «كما اعلن الرئيس بوش، ذلك يعني ان قوات اميركية (متمركزة في الشرق) يمكنها الانتقال الى الجنوب، هذه كلها أمور جيدة».

ولكن السير ستيراب شدد في تصريحات خاصة لـ«الشرق الاوسط» على هامش القمة، على ان الاوضاع في افغانستان تحتاج الى دعم سياسي وتنسيق جهود اعادة الاعمار، وهو ما خرجت به القمة في وثيقة «رؤية الايساف الاستراتيجية». واضاف: «علينا ان نتذكر ان الحملة العسكرية تسير بشكل جيد في افغانستان، وستستمر على هذا النحو، ولكن الامر الجوهري هو منح الشعب الافغاني النتائج الجيدة من حيث الحكومة واعادة الاعمار والتعليم والوظائف والعدالة، وهنا على المجتمع الدولي ان يركز جهوده حقاً». ورداً على سؤال حول الاستراتيجية في افغانستان التي كانت خلال السنوات الاخيرة ترتكز على اعادة الاعمار بالاضافة الى العمل العسكري، قال ستيراب: «الاستراتيجية كانت هناك دائماً، ولكننا ربما لم نتحدث عنها بشكل واسع»، موضحاً ان «المشكلة هي في الحاجة الى تنفيذ الاستراتيجية». وأضاف: «من الجانب العسكري، لدينا طرق لتنسيق الجهود العسكرية وتنسيق الاحداث في الوقت والمجال الملائم للحصول على النتيجة المطلوبة ولكن بعيداً عن الحيز العسكري لا توجد مثل هذه الآلية، مما يعني اننا نختلقها تدريجياً». وتابع: «لهذا السبب نعتبر تعيين المندوب الجديد للأمين العام للأمم المتحدة (كاي ايدا) امرا في غاية الاهمية، لأنه سيكون من ننظر اليه لتنسيق الجهود الدولية وجهود الحكومة الافغانية». واعلنت المملكة المتحدة امس انها ستساهم في انشاء صندوق نقدي لتمويل معدات ضرورية لعمليات الحلف في افغانستان، مثل المروحيات. ولكنها لم توضح اذا كانت تنوي ارسال المزيد من القوات. وقال السير ستيراب: «سنواصل مراجعة الوضع على الارض في هذا المجال»، مضيفاً: «اذا كانت هناك حاجة لتعديل مستوى القوات فسيتم ذلك، مثلما حصل في السنوات الاخيرة». وبالاضافة الى قضية ارسال المزيد من القوات الى افغانستان، فقد شهدت القمة خلافات داخل الحلف حول الصلاحيات الممنوحة للقادة العسكريين في افغانستان لنشر القوات في المناطق المضطربة، وخاصة جنوب البلاد. ويذكر انه على الرغم من حضور ممثلين عن 40 دولة من الدول المشاركة في قوات «ايساف» والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الافغاني حميد كرزاي في قمة الناتو في اجتماعات خاصة بافغانستان، لم تستحوذ الدولة المضطربة على الكثير من الاهتمام في القمة بعدما تم الاتفاق على وثيقة «رؤية الايساف الاستراتيجية» قبل بدء القمة خلال اسابيع من المشاورات الدبلوماسية.