نجل الحكيم: دور إيران الإيجابي أوقف القتال في العراق.. وواشنطن طلبت عقد جولة محادثات مع طهران

المالكي يأمر بوقف المداهمات.. ويمنح «الأمان» لمن يلقي بالسلاح

TT

نقل عن مستشار سياسي شيعي عراقي بارز، قوله أمس ان ايران ساهمت في إنهاء القتال الذي دار بين قوات الحكومة العراقية وميليشيا جيش المهدي في جنوب العراق، من جهته، امر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بوقف الملاحقات والمداهمات في جميع المناطق بعد المعارك التي دارت بين القوات العراقية وجيش المهدي، بهدف «إعطاء فرصة للراغبين بإلقاء السلاح».

وأبلغ محسن الحكيم وكالة مهر الايرانية للانباء أن وفدا عراقيا يرأسه نائب شيعي بارز في البرلمان العراقي أجرى محادثات مع المسؤولين الايرانيين خلال زيارة لإيران الجمعة قبل الماضية.

وأبرزت التصريحات التي أدلى بها محسن الحكيم الذي يرأس والده عبد العزيز الحكيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، حجم النفوذ الذي تتمتع به ايران في العراق بعد الغزو الاميركي للعراق عام 2003 والذي اطاح بحكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وبعد يومين من اجراء المفاوضات أعلن مقتدى الصدر الزعيم الشيعي الشاب المناهض للولايات المتحدة وقف اطلاق النار لإنهاء ستة ايام من الاشتباكات مع القوات العراقية والاميركية في البصرة والتي امتدت الى شتى انحاء الجنوب والى العاصمة بغداد.

ويقول مسؤولون أميركيون إن الصدر موجود الآن في ايران. ونقل عن الحكيم الابن قوله «طهران من خلال استخدام تأثيرها الايجابي على الامة العراقية مهدت الطريق لعودة السلام الى العراق والموقف الجديد هو نتيجة الجهود الايرانية» من دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.

وأكد أعضاء في الوفد العراقي انهم توجهوا الى ايران قبل ان يعلن الصدر الهدنة، لكنهم أحجموا عن اعطاء اي تفاصيل عن اي دور لعبته ايران.

ونقلت وكالة رويترز عن الحكيم الابن في حديثه مع وكالة مهر للانباء ان الولايات المتحدة طلبت عقد جولة رابعة من المحادثات مع المسؤولين الايرانيين والعراقيين حول سبل تحسين الامن في العراق.

وقال الحكيم الابن «في الاسبوع الماضي طلبت أميركا جولة جديدة من المحادثات الثلاثية مع ايران والعراق وأعلنت ان تأخير الجولة الرابعة من المحادثات كان لأسباب فنية».

وأول من أمس صرح السفير الاميركي في العراق رايان كروكر للصحافيين الاجانب، بأنه لا يعلم بدور لعبته ايران في قرار الصدر. ولفت الانتباه بدلا من ذلك الى وابل من الصواريخ وقذائف المورتر التي سقطت على المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبعثات الدبلوماسية في بغداد خلال الازمة التي قال ان ايران تسببت فيها. وأضاف «دعونا نبدأ بالتورط الايراني لا فيما يتعلق بإنهاء (القتال) بل ربما فيما يتعلق ببدئه».

ويقول مسؤولون اميركيون ان عناصر مارقة في ميليشيا الصدر تلقى الدعم والسلاح من ايران. واستطرد كروكر مشيرا الى القذائف التي سقطت على المنطقة الخضراء «كل هذا صنع حرفيا في ايران. كل هذا خرج من ايران والكثير منها صنع عام 2007».

من جانبه، أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، بوقف الملاحقات والمداهمات في جميع المناطق بعد المعارك التي دارت بين القوات العراقية وجيش المهدي، بهدف «اعطاء فرصة للراغبين بالقاء السلاح».

وجاء في بيان صادر عن مكتب المالكي «لإفساح المجال واعطاء فرصة للنادمين الراغبين بإلقاء السلاح، تتوقف الملاحقات والمداهمات في جميع المناطق، ويحاسب من يعود الى حمل السلاح». واكد البيان «منح الامان لمن يلقي السلاح من المشاركين في اعمال العنف التي حدثت في الفترة الاخيرة».

كما امر المالكي وفقا للبيان، بالعمل على «ارجاع كافة العوائل التي اضطرت الى ترك مناطق سكناها في جميع المحافظات بسبب حوادث العنف». وأكد رئيس الوزراء على قيام حكومته بـ«منح مبالغ مالية لعوائل الشهداء والمصابين جراء العمليات العسكرية»، بالاضافة الى «تعويض الاضرار المادية التي لحقت بممتلكات المواطنين».

كما ستباشر الحكومة بانجاز مشاريع عمرانية وتوفير الخدمات في المناطق المتضررة والمحرومة، وفقا للبيان.

وفي حصيلة جديدة حول اعداد الضحايا الذين سقطوا في المواجهات بين الحكومة وميليشيا جيش المهدي، قالت الامم المتحدة ان المعارك أوقعت اكثر من 700 قتيل وما يزيد على 1500 جريح جلهم من المدنيين. وأوضح ديفيد شيرر، منسق الشؤون الانسانية في العراق، خلال مؤتمر صحافي في عمان، أن «تقديراتنا تشير الى ان احداث الايام القليلة الماضية اودت بحياة اكثر من 700 شخص وسقط خلالها ما يزيد على 1500 جريح (...) أغلبهم من المدنيين». وأشار الى ان هذه الحصيلة قابلة للارتفاع.