«معاريف»: أبو جهاد سار في سيارته وهي مفخخة عدة أيام.. ولم تنفجر به

إسرائيل فشلت في اغتياله 3 مرات

TT

كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية في عددها أمس، ان القائد الفلسطيني الراحل خليل الوزير (أبو جهاد)، كان قد تعرض لثلاث محاولات اغتيال نظمها «الموساد»، ولكن هذه المحاولات فشلت. وفقط في 1988 نجحوا في اغتياله في بيته في تونس، بعملية انزال بحري.

وقالت الصحيفة، المعروف ان أبو جهاد قتل في تلك السنة، انتقاما منه على تنظيم وإدارة الانتفاضة الفلسطينية الشعبية الناجحة في 1987 – 1988، إلا ان هذه لم تكن سوى حجة تذرعوا بها. والحقيقة ان الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجية)، بدأ في جمع المعلومات عنه ومطاردته في السنوات 1985 – 1988. وخلال هذه السنوات جرت ثلاث محاولات لاغتياله، على النحو التالي:

في أبريل (نيسان) 1985، اكتشفت إسرائيل ان أبو جهاد يشرف على تنفيذ عملية تفجير ضخمة في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وأن فرقة من 20 مقاتلا فلسطينيا تتدرب على العملية في الجزائر، وحسب الخطة التي وضعها أبو جهاد، فقد كان ينوي إرسال المقاتلين المذكورين في قارب بحري من الجزائر إلى شاطئ بات يام (جنوب تل أبيب)، الذي يعتبر الأقل مراقبة من سلاح البحرية. وانزال القوة إلى الشاطئ واختطاف حافلة ركاب واقتحام مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب وأخذ رهائن منه، ربما وزير الدفاع نفسه (اسحق رابين، في حينه).

لكن تفاصيل العملية وصلت إلى إسرائيل فاستعدت لها وأجهضتها في بداية الطريق، حيث ارسلت قوة كوماندوز بحرية إلى ميناء عنابة في الجزائر (على بعد 2600 كيلومتر من إسرائيل)، ودمرت الزورق الحربي «مون لايت»، الذي أعد لنقل المقاتلين الفلسطينيين. ولكن تبين ان هذه القوة دمرت زورقا آخر بالخطأ، وأن الزورق الذي أعد للعملية هو «أتيبيريوس». وقد اكتشف ذلك أيضا في آخر لحظة، عندما كان الزورق قد انطلق لتنفيذ العملية. وقد أرسلت إسرائيل عدة سفن حربية لمجابهة «أتيبيريوس» في عرض البحر. وتمكنت من العثور عليه وهو على بعد 185 كيلومترا عن الشواطئ الإسرائيلية، فأغرقته في البحر على من فيه.

ولم يكتف الموساد بهذه العملية، وقرر اغتيال أبو جهاد، «حتى يتعلم غيره». وقد صادقت حكومة الوحدة القومية برئاسة اسحق شامير ونائبه شيمعون بيريس ووزير دفاعه اسحق رابين، على الخطة. وتم اعداد الكثير من الخطط، لكن في معظمها لم يكن أبو جهاد يصل إلى الهدف، فيعود الجنود الإسرائيليون خائبين. بيد ان ثلاث محاولات فعلية جرت لاغتياله في هذه الفترة، وفشلت. وتكشف الصحيفة الإسرائيلية عن احداها، فتقول ان المخابرات الإسرائيلية نجحت في وضع مواد متفجرة في السيارة الخاصة بأبو جهاد، وقد سافر بهذه السيارة وهي مفخخة، عدة أيام وبمسافات طويلة، لكنها لحسن حظه لم تنفجر. والمعروف انهم تمكنوا من اغتيال أبو جهاد، في النهاية، بواسطة عملية عسكرية في بيته في تونس يوم 16 أبريل (نيسان) 1988. ولم تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن العملية حتى اليوم، ولكن حسب المنشورات الخارجية، فقد أرسلت قوات كبيرة من الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي إلى تونس، وكان يقودها مباشرة موشيه يعلون، الذي أصبح رئيسا لأركان الجيش فيما بعد. واشرف عليها من البحر ايهود باراك، وزير الدفاع الحالي. وفي حينه داهمت القوة الإسرائيلية بيت أبو جهاد وهو نائم بعد منتصف الليل. وشعر أبو جهاد بها فاستل مسدسه ونزل إلى الطابق الأرض ليقاوم، ولكن أفراد القوة كانوا مستعدين لهذا السيناريو فاردوه. وحسب الروايات الإسرائيلية حول الموضوع، فإن قائد القوة، موشيه يعلون، كان قد دخل البيت بعدما أنهى جنوده المهمة. وقد شاهد أبو جهاد ممددا على أرضية بيته جثة هامدة، ومع ذلك فقد أطلق الرصاص عليه مجددا، ثم صعد إلى غرفة نومه راكضا بهستيريا، وراح يطلق الرصاص على سقف الغرفة وجدرانها، في حين كانت أم جهاد تحتضن ابنها الفتى جهاد (أصبح اليوم عميدا لصندوق النقد الفلسطيني). وقد سألت «الشرق الأوسط» يعلون، خلال مقابلة صحافية معه في سنة 2005 حول هذه القصة، فرفض إعطاء أي رد واكتفى بالقول: «لا جواب»، إزاء كل سؤال وجه إليه حول الموضوع.