لندن: «فلاش ميموري» كشف عن تفاصيل مؤامرة «الإرهاب السائل»

ممثل الادعاء: دعوا إلى قتل «الكفار» في وصاياهم الانتحارية

TT

بدأت في بريطانيا محاكمة ثمانية مواطنين بريطانيين، يزعم أنهم خططوا لوضع قنابل محلية الصنع، على متن ما لا يقل عن سبع طائرات مدنية متجهة عبر الاطلسي الى اميركا وكندا، على أمل قتل مئات الأشخاص في هجوم إرهابي نوعي كبير، وفق ما أعلنه الادعاء العام في وقت متأخر.

وقال المدعي العام، بيتر رايت، إن الرجال الثمانية خططوا لشن هجمات منسقة تشمل رحلات لشركات طيران «يونايتد إيرلاينز» و«أمريكان إيرلاينز» و«إير كندا» خلال موسم السفر والرحلات السياحية في صيف عام 2006.

وكشفت معلومات تم الحصول عليها من بطاقة كمبيوتر محمولة «فلاش ميموري» تفاصيل لسبع هجمات محددة تشمل رحلات متجهة من مطار هيثرو بلندن إلى مطارات شيكاغو ونيويورك وسان فرانسيسكو وواشنطن وتورنتو ومونتريال، وفقا لما جاء في بيان عن المحاكمة التي ينتظر أن تستغرق عام.

وكشف المدعون عن أن بعض المتهمين كانوا قد اعدوا تسجيلات قبل اعتقالهم، حذر واحد منها من «عمليات استشهادية» ضد «الكفار». وقال ممثل الادعاء البريطاني انم كانوا يفكرون في عمليات تتميز بالعنف باسم الاسلام بهدف ازهاق عدد كبير من الأرواح بشكل غير مسبوق». وعرض المدعي بيتر رايت على هيئة المحلفين شريط فيديو ظهر فيه أحد المتهمين عمر اسلام الملقب ببراين يانغ، 29 عاما، وقال ان الخطة اعدت «انتقاما» من الولايات المتحدة و«شركائها البريطانيين واليهود».

واضاف «ستنهمر العمليات الاستشهادية تلو العمليات الاستشهادية على رؤوس هؤلاء الكفار حتى يتركونا ويرحلوا عن ارضنا». وحذر اسلام من ان الغرب «لن يحقق النصر أبدا في هذه الحرب»، طالما بقي افراد مثله على تصميمهم. وفي شريط آخر، قال متهم آخر يدعى عبد الله احمد علي الملقب بأحمد علي خان، 27 عاما، انه المسؤول عن «العملية المباركة». وأضاف «ان الشيخ اسامة بن لادن حذركم مرارا وحضكم على مغادرة ارضنا، والا سيتم القضاء عليكم والآن حان وقت القضاء عليكم»، متهما الغربيين بأنهم «يولون اهتماما اكبر للحيوانات من الأمة الاسلامية».

وأوضح رايت انه عثر على اشرطة الفيديو في منزل اسلام في لندن، وفي مرآب متهم آخر يدعى اسد ساروار، 27 عاما. وقال انها تؤكد عزمهم على تنفيذ هجمات باسم «الجهاد» و«محاربة غير المسلمين». وأثار الكشف عن «المخطط الإرهابي» في أغسطس عام 2006، ارتباكاً كبيراً في المطارات البريطانية، بعد إصدار أوامر لمئات الطائرات المسافرة بالهبوط ووقف الرحلات المغادرة، بحسب وكالة الأسوشييتد برس. وأدى الكشف عن المؤامرة المزعومة إلى تشديد الإجراءات الأمنية، وفرض أخرى جديدة حول عدد القطع التي يسمح للمسافرين بنقلها معهم داخل الطائرة، إضافة إلى التفتيش الدقيق الذي أخضعت له أغراض المسافرين، التي كان يحملها المسافرون وقتذاك، إلى جانب وقوع مشاكل تأخير وإلغاء عدة سفرات في بريطانيا.

وكشف رايت عن أن الرحلات الجوية السبع التي كانت تستهدفها الجماعة في الهجمات كانت ستغادر (جميعها) في غضون ثلاث ساعات، بحيث تكون في الجو في الوقت نفسه، وأن كل عدد الركاب في كل رحلة يتراوح بين 240 و285 راكباً. وقال إن المؤامرة كانت تهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الخسائر في الأرواح. وكشف المدعي العام لهيئة المحلفين عن أن المشتبه بهم كانوا يأملون في تهريب متفجرات يدوية الصنع، وأن مكونها الأساسي هو بروكسيد الهيدروجين، الذي يمكن إخفاؤه على هيئة مشروبات غازية خفيفة أو شيء من هذا القبيل. وقال رايت إن المتهمين لم يؤكدوا حجوزات العودة، ما يعني أنهم لم يهتموا بالعودة إلى بريطانيا. وأوضح رايت أنه وجهت للرجال الثمانية، الذين لهم روابط عائلية في باكستان، تهم تتعلق بالتآمر بهدف القتل والتخطيط لتنفيذ أعمال عنف تهدد أمن وسلامة الطائرات. وقال ممثل الادعاء بيتر رايت ان المتهمين خططوا لإحداث قدر كبير من الخسائر في الارواح بـ«اسم الاسلام». وذكر رايت امام المحكمة «هؤلاء الرجال نحن نقول، غير مبالين بالمذبحة، التي كان من المؤكد انها ستحدث». واضاف ان اثنين من المتهمين شوهدا من قبل الشرطة، وهما يتقابلان في التاسع من أغسطس 2006. وأضاف «انهما كانا يستعدان للسفر على متن احدى الطائرات مع معدات ووسائل مساعدة ضرورية، لتفجير جهاز كان سيؤدي ليس فقط الى قتلهما، لكن ايضا الى قتل الركاب الذين يتصادف وجودهم على متن تلك الطائرة». واستمعت المحكمة، خلال جلسة الاستماع، الى معلومات اقتصرت فقط على الرحلات الجوية المتجهة فقط من مطار هيثرو في الفترة من أغسطس 2006 الى أغسطس 2007. والمتهمون الثمانية هم، إلى جانب عبد الله أحمد علي (المعروف بأحمد علي خان)،  وأسعد سروار، 27 عاماً، وتنوير حسين، 27 عاماً، ومحمد غولزار، 26 عاماً، وإبراهيم سافانت، 27 عاماً، وعرفات وحيد خان، 26 عاماً، ووحيد زمان، 23 عاماً، وعمر إسلام المعروف ببراين يونغ، 29 عاماً، وجميعهم من لندن.