هولندا: النسخة «المعدلة» من فيلم «فتنة» المسيء للإسلام ظهرت على الإنترنت

TT

قام اليميني المتشدد الهولندي خيرت فيلدرز، أمس، ببث النسخة الجديدة من فيلمه «فتنة» المسيء للقرآن الكريم، على موقع ليف ليك البريطاني، الذي بث النسخة الأولى قبل إجراء التعديلات عليها من جانب فيلدرز، والذي صرح امس أنه أقدم على هذه الخطوة تفاديا للمساءلة القانونية، نتيجة بعض الاخطاء التي تضمنتها النسخة الاولى، ومنها نشر احد الرسومات المسيئة للرسول الكريم للرسام الدنماركي كيورت ويسترجارد من دون استئذان، كما نشر عن طريق الخطأ صورة للعداء الهولندي من أصل مغربي صلاح الدين، على انه محمد بويري قاتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ. وتضمنت النسخة الجديدة صورة لبويري، ورسما آخر في بداية الفيلم يظهر مسلما وكأنه يحمل العالم على كتفيه، ولكن الفيلم يظهر العالم في شكل قنبلة، جاء صوت انفجارها في نهاية الفيلم. وكان من المفترض أن يتقدم العداء المغربي الاصل صلاح الدين امس بشكوى قضائية ضد فيلدرز، وقال محامي صلاح الدين ان موكله في كل الاحوال سيطالب بتعويض. وسبق ان هدد الرسام الدنماركي كيورت ويسترجارد بتقديم شكوى قضائية، وقام بنشر رسم كاريكاتوري لليميني المتشدد خيرت فيلدرز، وتضمن وجود قنبلة على رأس فيلدرز ولوحة على صدره مكتوب عليها عبارة «خطر حرية التعبير».

وجاء الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته «بي ماغازين» البلجيكية الناطقة بالفلامنكية، الى جانب تصريحات ادلى بها الرسام الدنماركي البالغ من العمر، 72 عاما، وصاحب الرسومات المسيئة للرسول، والتي أثارت مشكلة لاتزال تعاني منها بلاده حتى الآن، حسب ما ذكرت الصحيفة البلجيكية التي اجرت الحوار مع الرسام الدنماركي قبل وقت قصير من عرض فيلم «فتنة»، وجاء فيه انه يؤيد عرض الفيلم ولكنه في الوقت نفسه لا يتفق في كثير من الآراء مع اليميني فيلدرز. وأشار الى ان هناك شيئا ثابتا ومهما يتفق فيه مع فيلدرز زعيم حزب الحرية اليميني الهولندي، وهو حرية التعبير وحق الجميع في ان يقولوا رأيهم بمنتهى الحرية.

وأضاف أنه توقع حدوث كل هذه الضجة بعد نشر الرسوم المسيئة للرسول، وتوقع ايضا رد فعل من بن لادن «ولكن الشيء الذي لم يكن أتوقعه هو انه وبعد مرور عامين من نشر الرسوم لايزال هناك أناس يريدون قتلي». وحول الرسومات وما تسببت فيه من أزمة لبلاده، هي الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية، قال «رسوماتي ليست هي السبب لأن ما حدث لم يكن بالامكان تفاديه، كما انه آجلا أم عاجلا كان سيحدث هذا الأمر من خلال نشر كتاب او فيلم او مسرحية او معرض»، وقال «المواجهة بين الديمقراطية الغربية والثقافة الاسلامية كان لا بد ان يأتي يوم وتحدث».

وشهد البرلمان الهولندي الاسبوع الماضي جلسة ساخنة لمناقشة فيلم اليميني المتشدد خيرت فيلدرز «فتنة» المسيء للقرآن الكريم، وما ترتب على عرض الفيلم من تبعات، حملت مخاطر تهدد مصالح هولندا في الخارج. وخلال الجلسة أعلن وزير العدل هيرش بالين، ان الحكومة مارست ضغوطا على فيلدرز، لإقناعه بالعدول عن عرض مشاهد تتضمن تقطيع صفحات من القرآن الكريم وحرقها، نظرا لأنه كتاب مقدس وان هذا الامر سيثير مشاعر المسلمين.

من جانبه، نفى فيلدرز خلال الجلسة ما جاء على لسان الوزير، وقال إنه لم يتعرض لأي ضغوط سياسية او دينية لتغيير السيناريو الذي أعده للفيلم، ورفض فكرة تقديم اي اعتذار عن عرضه للفيلم، وانما طلب من رئيس الحكومة بيتر بالكينيند تقديم اعتذار عن التصريحات التي اطلقها قبل مشاهدته الفيلم، وهي من الامور التي تسببت في إثارة القلق والمخاوف الحالية، وهدد فيلدرز زعيم حزب الحرية اليميني، بأنه سيلجأ الى طرح طلب بسحب الثقة من الحكومة الحالية، إذا لم يتقدم بالكينيند باعتذار عن تلك التصريحات.