السنيورة: نأمل بحل قبل تقاعد العماد سليمان .. ولو تقاعد سيبقى المرشح التوافقي للجميع

بحث التطورات اللبنانية مع مبارك ودعا لاجتماع لوزراء الخارجية العرب

TT

تحدث رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة عن علاقات بلاده مع سورية قائلاً للصحافيين في مقر الرئاسة المصرية أمس «إنه ينظر إلى الموقف من زاوية أن لبنان وسورية بلدان شقيقان وأنه لا يجوز أن يختطف شقيق.. شقيقه، ويحتفظ به كرهينة على أمل أن يحصل على فدية من شقيق آخر».

وأجرى فؤاد السنيورة مباحثات أمس في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك، حول الوضع في لبنان في ضوء المستجدات على الأرض و نتائج اتصالات وتحركات الأطراف المعنية بالشأن اللبناني.

وأوضح السنيورة أن لبنان يهدف من مشاوراته مع الدول العربية إلى التوصل إلى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب من أجل بحث القضايا الأساسية، وخاصة العلاقات اللبنانية السورية، بما يؤدي فعليا لاستعادة المؤسسات الدستورية في لبنان لدورها وتعزيز دور الدولة اللبنانية التي عانت الكثير من عمليات الإفراغ لمضمونها والتأثير عليها لتصبح غير قادرة في حماية حاضر وأمن وأمان اللبنانيين، مؤكدا أن جولته الحالية تستهدف هذا المطلب أساسا. وقال «إن عدم حضور لبنان القمة العربية كان بهدف أن يوصل صوته بشكل مدو، ويناشد أشقاءه العرب من أجل رأب الصدع في العلاقات العربية ومعالجة مسألة العلاقات السورية ـ اللبنانية، والتي وضعها مجلس وزراء الخارجية العرب لدى اجتماعه الأخير في مقدمة أولوياته لأنها تسبب مشكلة تتطلب إيجاد حل لها».

وأوضح السنيورة للصحافيين عقب مقابلة الرئيس المصري أن مباحثاته مع الرئيس مبارك، والتي استغرقت نحو الساعتين، تطرقت أيضا إلى العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان، والتعاون بين البلدين في شتى الأمور.

وردا على سؤال عما ينشده من موقف عربي خاصة بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان واعتزام المرشح للرئاسة العماد ميشيل سليمان التقاعد.. قال السنيورة إن لبنان يؤكد على أهمية المضي في عملية انتخاب رئيس الجمهورية وإن تقاعد العماد ميشيل سليمان هو بمثابة صرخة أطلقها معبرا عن ضيقه بهذه الطريقة التي يعامل بها لبنان.. وبهدف التوصل إلى اتفاق بشأن المبادرة العربية.

وأوضح السنيورة أن هذه المبادرة تؤكد رغبة الأخوة العرب في الإسراع إلى انتخاب رئيس للجمهورية وهو ما اتفق عليه اللبنانيون وأن هذا المرشح التوافقي يوكل إليه بحسب الدستور اللبناني تشكيل حكومة وحدة وطنية.. وأن ما يجري في هذه الفترة هو تحميل عملية انتخاب رئيس الجمهورية جملة كبيرة من الشروط من هنا ومن هناك بما يؤدى عمليا لمنع عملية الانتخاب. وأعرب عن أمله في التوصل لحل قبل تقاعد ميشيل سليمان، وقال إنه «حتى لو تقاعد فإن هذا لا يمنع كونه لا يزال مرشحا توافقيا للجميع». وحول تأثير الأزمة الحالية على الأوضاع الاقتصادية قال السنيورة إن لبنان تأثر شأنه في ذلك شأن باقي دول العالم بالمتغيرات الاقتصادية العالمية الناجمة عن ارتفاع أسعار البترول والسلع الأولية. وأشار إلى أن الحكومة تسعى لاحتواء هذه التداعيات والتعاون مع المؤسسات الاقتصادية وممثلي القطاع الخاص من أجل معالجة هذه المسائل.

وأكد في الوقت نفسه أن حل المشكلة الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام إنما يكمن في إعادة البلاد والاقتصاد إلى الحالة الطبيعية التي تساعد لبنان على الاستفادة من الطفرة الاقتصادية الحالية في المنطقة. وأشار إلى أن لبنان خسر على مدى السنوات الثلاث الماضية ما يزيد عن 20% من ناتجه المحلي في معدلات النمو بسبب استمرار الأوضاع السياسية والاقتصادية غير المستقرة.

وحول الموقف من تطورات مناقشة الأوضاع في لبنان في مجلس الأمن وأيضا التحرشات الإسرائيلية على الحدود السورية، قال السنيورة «نحن لم نسع يوما ولا نقبل على الإطلاق أن نوافق على اللجوء للحلول العسكرية من أية جهة كانت.. فنحن عرب وسنظل عربا وأي اعتداء من أية جهة ضد لبنان أو ضد سورية أو بلد عربي فإن موقف لبنان سيكون الوقوف ضد هذا العمل وبجانب الأشقاء العرب وبجانب سورية.. «وبالتالي نحن لا نلجأ ولا نحبذ وندين أي عمل عسكري ونحن ضد المغامرات التي تقوم بها إسرائيل حاليا». وأضاف السنيورة: إن لبنان ناشد القوات الدولية بأن تكون على بينة ويقظة مما يجري حتى لا تتخذ إسرائيل ذلك ذريعة لخرق الأجواء اللبنانية والاعتداء على لبنان، وكذلك كانت هناك تعليمات للجيش اللبناني ليكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تطور في الموقف. وشدد على أهمية دور مجلس الأمن في منع أية اختراقات والتأكيد على الإسراع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأكد السنيورة من جديد أهمية الموقف العربي الضاغط من أجل إيجاد حل لمشكلة لبنان التي يؤدى استمرارها لإدخال المنطقة العربية ككل في مخاطر غير محسوبة، وكذلك ضرورة المسارعة لتنفيذ المبادرة العربية ومعالجة الخلل الواضح في العلاقات اللبنانية السورية حتى لا تزداد الأمور سوءا ويكون لبنان مدخلا للمزيد من المغامرات التي يقوم بها آخرون ضد لبنان وضد المصالحة العربية ككل.وأشار السنيورة إلى أن موقفه الأخلاقي تجاه سورية ينطلق من إيمانه بالتضامن العربي، وفى الوقت نفسه الحرص على علاقات لبنان العربية مع سورية. وردا على سؤال بشأن ما تقترحه فرنسا لاجتماع في باريس لبحث الأزمة اللبنانية، قال رئيس الوزراء اللبناني: «نحن مع أي جهة تقدم اقتراحا عمليا ولكننا نؤكد على الدور العربي. وهذا هو هدف هذه المشاورات بدءا من القاهرة ثم في عدد من الدول العربية للاستماع إلى وجهة نظرهم وشرح وجهة نظر لبنان في محاولة لتقديم الدعم اللازم للبنان لتعزيز صموده وتمكينه من انجاز عملية انتخاب رئيس الجمهورية بأسرع وقت ممكن مما يفسح المجال لعودة المؤسسات الدستورية إلى عملها لان توقف هذه المؤسسات يؤدي إلى تحاور اللبنانيين في الشارع ـ وبلغة الشارع ـ وهذا أمر غير صحي».

وحول ما أعلنه من أن المبادرة العربية هي الحل في ضوء رفض بعض الأطراف اللبنانية لها.. قال السنيورة إن «الأطراف تتأثر ببعض الضغوط الآتية من خارج لبنان مما يمنع تنفيذ هذه المبادرة ويحول دون العملية الديمقراطية وتسلط الأقلية على رأى الأغلبية».

وعما إذا كانت هناك آلية سعودية لحل الأزمة اللبنانية، قال السنيورة إن السعودية تدعم المبادرة العربية، وهذه المبادرة هي الأمر الوحيد الموجود على الطاولة الذي يمثل الفكرة الجدية التي علينا أن ندعمها بقدر ما نطرح مسألة العلاقات اللبنانية السورية.