القوات الأميركية في العراق.. بين المكاسب الأمنية «المتواضعة».. وإنهاك الجنود

الكونغرس: جيشنا قام بواجباته.. وعلى العراقيين القيام بما يلزم

TT

مع اقتراب ساعة الحسم لجهة اتخاذ قرار حول مواصلة سحب القوات الاميركية في العراق، تتنازع وزارة الدفاع الاميركية الحيرة بين تواضع المكاسب التي تحققت على الارض، بدليل تجدد العنف في البصرة، وبين حاجة القوات المسلحة الى التقاط انفاسها.

وسيستمع الكونغرس في الثامن والتاسع من ابريل (نيسان) الى قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس. وبدعم من وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، سيوصي بترايوس بـ«وقف» خفض عديد القوات الاميركية اعتبارا من الصيف، حين سيتراجع عددها من 156 الف عنصر الى 140 الفا.

ويبدو ان تجدد العنف في العراق خلال الاسابيع الاخيرة يعزز موقفه، الامر الذي يكشف تواضع التقدم الذي تحدث عنه البنتاغون على الصعيد الأمني منذ الخريف الفائت.

وكانت واشنطن قد ركزت في الاشهر الاخيرة على نجاح استراتيجيتها لارساء الاستقرار في العراق، وذلك بفضل ارسال نحو ثلاثين الف جندي اضافي بداية 2007، والاستعانة بمتمردين سنة سابقين لمحاربة القاعدة والتهدئة التي شهدتها كبرى المدن الشيعية في البلاد.

لكن وقف النار هذا تم نسفه نهاية مارس (اذار) في البصرة (جنوب)، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن العراقية وميليشيا جيش المهدي الشيعية طوال اسبوع.

واثارت هذه المعركة تساؤلات حول قدرة القوات العراقية على ضمان الأمن في البلاد، وهو الشرط الرئيسي لدى ادارة الرئيس جورج بوش للانسحاب من العراق. واشاد رئيس اركان الجيوش المشتركة الاميرال مايكل مولن الاربعاء بقرار الحكومة العراقية البدء بالعملية، معتبرا انه «من المبكر جدا القول (...) اذا كان الامر انتصارا أم هزيمة»، حسبما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي ذروة السباق الى البيت الابيض، من شأن دعوة بترايوس الى «تجميد» سحب الجنود الاميركيين في ظل تجدد العنف، ان تصعد وتيرة الانتقادات في صفوف الديمقراطيين الذين يطالبون بانسحاب سريع.

وفي هذا السياق، تساءل السناتور الديمقراطي جوزف بيدن الذي يترأس لجنة مجلس الشيوخ، التي ستستمع الى بترايوس، «ماذا تحقق من ارسال التعزيزات؟ واين نذهب الان في موضوع درجة الالتزام الاميركي (...) لتحقيق نجاح في العراق؟».

والواقع ان وقف خفض عديد القوات يطرح مشكلة بالنسبة الى الجيش الاميركي، الذي انهكته ستة اعوام من الحرب في العراق وافغانستان. ويطالب رئيس اركان القوات البرية الجنرال جورج كايسي بتقليص مدة الانتشار من خمسة عشر شهرا حاليا الى اثني عشر شهرا.

وأقر الاميرال مولن هذا الاسبوع بوجوب تخفيف الضغط على الجنود، محذرا من تجاوز «خط احمر غير منظور» من شأنه تعريض وضع القوات المسلحة للخطر، واضاف «اعتقد اننا نقترب» من هذا الخط. وتزداد حاجة الولايات المتحدة الى تقليص حضورها في العراق، كونها تنوي ارسال عدد «ضخم» من الجنود الى افغانستان عام 2009، يضافون الى الثلاثين الفا المنتشرين حاليا، وذلك تصديا لتمرد طالبان. واعلن بوش هذا الامر خلال قمة الحلف الاطلسي في بوخارست، واكده غيتس الجمعة.

لكن الغالبية الديمقراطية في الكونغرس وجهت كتابا مفتوحا الى بوش نشر الجمعة، شددت فيه على «وجوب استعادة الدرجة العليا من النشاط المتجدد لقواتنا البرية ولمشاة البحرية (المارينز)»، معتبرة ان «عمليات الانتشار الطويلة والمتكررة في العراق اثرت بشكل كبير على قدرات قواتنا المسلحة». واضافت «علينا ان نسارع الى الدفع نحو اتفاق سياسي بين العراقيين»، مؤكدة ان «جيشنا قام بما عليه: حان الوقت للعراقيين والقادة المدنيين في هذه الادارة ان ينجزوا ما هو مطلوب منهم».