أولمرت مطمئنا سورية: لا نملك خططا سرية ومعنيون بمفاوضات مع دمشق

إسرائيل تطلق أكبر مناورات في تاريخها لمواجهة هجمات غير تقليدية

TT

أطلقت إسرائيل أمس، أكبر مناورة في تاريخها، تستمر خمسة أيام، لمحاكاة وقوع هجمات صاروخية محتملة تتضمن هجمات كيماوية وجرثومية. إلا أن الدولة العبرية حرصت على طمأنة سورية تحديدا ان «لا خططا» تستهدفها من وراء هذا التدريب. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في مستهل الجلسة الاسبوعية لحكومته أمس «لا يعدو الأمر (التدريبات) كونه مناورة لا تخفي شيئا. كل التقارير حول التوتر في الشمال، يجب ان تأخذ حجمها الطبيعي. لا نملك خططا سرية». وأضاف «يعلم السوريون هذا الأمر، ولا سبب لإعطاء هذه المناورة تفسيرا آخر، اسرائيل لا تسعى الى مواجهة عنيفة في الشمال. السوريون يعلمون هذا وأتمنى أن يستوعبوا ذلك».

وذهب اولمرت في حديثه امس الى ابعد من طمأنة سورية تجاه نية استهدافها، بإعلانه استعداد حكومته للتفاوض قائلا «اسرائيل معنية بالمفاوضات السلمية مع سورية». مشيراً إلى «أن كلاً من الجانبين على اطلاع بتوقعات الجانب الآخر، وبالتالي فإن تهيأت الظروف الملائمة، فإن إسرائيل ستسير في هذا الاتجاه».

وحسب اولمرت فإن هذه المناورة تهدف الى التأكد من قدرات السلطات على التحرك في أوقات الأزمات وتحضير المواقع الخلفية لسيناريوات مختلفة.

واكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، ان هذه التدريبات الدفاعية تهدف لاختبار الاستعدادات لاغاثة المدنيين في حال الحرب، وهي لا تستهدف سورية او لبنان او حزب الله اللبناني.

وقال باراك للاذاعة الاسرائيلية «ليست لدينا اي نية في التسبب بتدهور عسكري، والجانب الآخر يعرف ذلك، ونعتقد انه هو ايضا لا يريد ان يكون مصدر تدهور».

واما وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، فقالت «ان السوريين ليسوا بحاجة الى الرسائل، إذ أنهم يعرفون تمام المعرفة موقف اسرائيل». وأوضح الوزير الاسرائيلي زئيف بويم، ان المناورات تعد عبرة طبيعية من حرب لبنان الثانية، وانها لا تنطوي على أي تهديد. ورأى ان ثمة ضرورة للاستعداد لمواجهة السيناريوهات، التي قد تكون فيها الجبهة الداخلية معرضة للضرب. وتهدف المناورات الاسرائيلية الى تحضير الاسرائيليين لهجمات بأسلحة تقليدية وغير تقليدية. وكانت أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، قد رسمت صورة قاتمة لاحتمال اندلاع حرب تطلق فيها الصواريخ على اسرائيل من عدة جبهات، (ايرانية وسورية ولبنانية ومن قطاع غزة). وقال باراك إن «اعداد المواقع الخلفية للمواجهة يشكل عاملا اساسيا لتحقيق نصر، وبتنظيم هذا التدريب نستخلص أحد دروس حرب لبنان الثانية».

وطالبت الاذاعتان العامة والعسكرية، الاسرائيليين أمس، بتفقد ملاجئهم تحت شعار «ان تكون محميا هو ان تستعد». وتشمل التدريبات جميع الدوائر الحكومية وقوات الجيش والسلطات المحلية والجهاز الصحي ومؤسسات التعليم. وستديرها سلطة الطوارئ الاسرائيلية التي تم استحداثها بموجب «العبر المستخلصة من حرب لبنان الثانية».

وكانت التدريبات قد بدأت بانعقاد جلسة خاصة لمجلس الوزراء الاسرائيلي. وسيلتئم اليوم المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية لمحاكاة وقوع حرب.

وستطلق في تمام الساعة العاشرة من صباح الغد صفارات الانذار في كل اسرائيل بصورة متقطعة. وسيتم استنفار المستشفيات واقسام الطوارئ والبلديات والوزارات والمدارس.

كما سيتم التدرب على تعامل السلطات المحلية وقيادة الجبهة الداخلية مع الهجوم، وسيتدرب التلاميذ في المدارس على النزول الى الملاجئ وفي الوقت نفسه سيوضح الدفاع المدني عبر التلفزيون كيفية التصرف في حال وقوع الهجوم.

وأكد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، ان التدريبات هذه ستجرى وفقا لتخطيط مسبق في اطار خطة العمل لهذا العام، موضحا أنه لا علاقة له بالحوادث الآنية.