مساعد الأمين العام للأمم المتحدة: اتفقنا مع السعودية على آليات تنسيق لتقديم المساعدات الإنسانية

سجل انبهاره بإلتزام خادم الحرمين الشريفين واهتمامه بالقضايا الإنسانية

هولمز (تصوير: إقبال حسين)
TT

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في مكتبه بالديوان الملكي في قصر اليمامة بالرياض أمس، جون هولمز، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة الطارئة، ونقل هولمز لخادم الحرمين الشريفين تحيات وتقدير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فيما حمله الملك عبد الله تحياته وتقديره للأمين العام. وأطلع الأمين العام المساعد خادم الحرمين الشريفين على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في مجال الإغاثة.

من جانبه، أكد هولمز لـ«الشرق الأوسط»، في تصريحات قبيل مغادرته الرياض أمس، أن الأمم المتحدة اتفقت مع السعودية، بشكل أولي، حول خلق آليات تنسيق بين الأمم المتحدة التي تُمثل دائرة تنسيق الشؤون الإنسانية، والسعودية التي تُعتبر من أهم المانحين.

وأضاف، نريد أن تقوم كل الأطراف المعنية بتقديم المساعدات، بتنسيق تقييم الأضرار في أقاليم معينة وتحديد الحاجيات، وتقديمها بشكل سريع، مُعللا بأن التنسيق في الوقت الحالي، يشكو من نوع من الخلل، فيما أكد على التزام السعودية داخل الأطر متعددة الأطراف، التي تعمل على تقديم المساعدات مع أو من خلال الأمم المتحدة، مشيراً في الحين ذاته إلى أنه من خلال هذه الزيارة، هناك جانب كبير من الالتزام بضرورة العمل بهذا الاتجاه من قبل السعودية.

وقال هولمز، إنه بحث مع خادم الحرمين الشريفين مختلف الأزمات والكوارث البشرية التي ما زالت قائمة في مختلف أنحاء العالم، مشيراً في الوقت نفسه إلى انبهاره مما إبداه من التزام واهتمام في مختلف القضايا الإنسانية التي تعاني منها مختلف البلدان والأقاليم على مستوى العالم.

وأضاف، أنه ناقش مع خادم الحرمين الشريفين، والأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية، والأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس جمعية الهلال الأحمر، ووزير المالية السعودي، إمكانية تكثيف التنسيق والتعاون بين السعودية، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي يترأسه، فيما يتعلق بتقديم المساعدات لمن يحتاجون بطريقة مُنسقة، ومنظمة، ومُجزية، مؤكداً في الحين ذاته إلى أن مد يد السعودية للبلدان المنكوبة، وتقديم المساعدات، هو أمر غير مستغرب عليها دولة وشعباً، وعلى الملك عبد الله بوجه الخصوص.

وقال: توصلنا إلى الاتفاق على ضرورة العمل سوياً وبطريقة منسقة أكثر، وبمتابعة ما توصلنا له من اتفاقات وترتيبات هذا اليوم، لإيصال المساعدات للمستفيدين منها والمحتاجين إليها في أقرب وقت ممكن، وبطريقة أكثر نجاحاً، موضحاً، أنه تم الاتفاق على ضرورة تأسيس هياكل لمزيد من التنسيق بين الأمم المتحدة والسعودية، لإعطاء المساعدات الإنسانية بفعالية أكثر، مشيراً إلى أنه سوف يُتابع بخطوات عملية، ما توصل له اليوم من اتفاقات، تهدف لإيصال المساعدات للمحتاجين بطريقة سريعة.

وتابع: نريد أن نكثف مساعداتنا للفلسطينيين، والصومال، ودارفور، والعراق، والأقاليم المسلمة، ونسعى في نفس الوقت إلى تكثيف مساعداتنا لهؤلاء على وجه الخصوص وبدون استثناء، إضافة إلى الأقاليم الأخرى، فهذا واجب أخلاقي علينا كأمم متحدة، وعلى كل الأديان، والمجتمع الدولي.

وأضاف، أنه كان يحمل تركيزاً على تطوير التعاون ما بين السعودية والأمم المتحدة، ومن خلال السعودية أيضاً، يُريد تقوية العلاقات مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي، معللا بأن السعودية تلعب دوراً مهماً في هذا الإقليم، «لذا، بدأنا الزيارة للمنطقة من العاصمة السعودية الرياض» على حد قوله.

وكشف عن وضع اللبنة الأساسية التي ستجمع الأمم المتحدة ممثلة بالإغاثة الطارئة، ونظيرتها جمعية الهلال الأحمر السعودي، فيما يتعلق بالتعاون ما بين الجهتين، وسينجم عن لقاءات ومقابلات مستقبلية تجمع أطرافاً من الجهتين، خطوات عملية خلال الأشهر المقبلة.

وأفصح عن نية الأمم المتحدة في تبادل المعلومات مع جمعية الهلال الأحمر السعودي أولا بأول في حال أي أزمة أو كارثة، لتلمس الطرفين حاجات الأطراف المتضررة، والطاقات المتوفرة للاستجابة لهذه الحاجات.

وأشار إلى خبرة الأمم المتحدة في تشخيص الحاجيات وتحديد الأولويات، مضيفاً «أننا سنعمل مع الهلال الأحمر السعودي، على تحديد آلية التنسيق مسبقاً، قبل أن تحدث أي كارثة أو أزمة، بحيث نكون مُستعدين لإجابة سريعة».