مدير «إف بي آي» يتوقع القضاء على الإرهاب خلال سنوات

حدد التهديد في 3 فئات وقال إن الاستخبارات والتعاون الدولي ستهزمها

TT

توقع مدير «مكتب المباحث الفدرالي» الاميركي (اف بي آي) روبرت مولر هزم «الارهاب» خلال سنوات قليلة، او على الاقل خلال ادارته لـ«اف بي آي». وجاء ذلك خلال جولة من الاسئلة اجاب عليها مولر بعد القاء محاضرة في معهد «تشاثام هاوس» البريطاني أمس. وشدد مولر في محاضرته على اهمية التعاون الأميركي ـ البريطاني في مواجهة الارهاب، الا انه حرص على عدم استخدام مصطلح «الحرب على الارهاب» الذي بات سيئ الصيت بين الاوساط السياسية والاعلامية في واشنطن ولندن. ورداً على سؤال حول امكانية استمرار المواجهة مع الارهاب والتطرف لاجيال طويلة، قال: «انني ارى النصر في زمني (مديراً للمباحث)». ويذكر ان مولر تولى منصبه في 4 سبتمبر (ايلول) 2001، اسبوعا قبل هجمات نيويورك. واضاف: «استخدم الارهاب كتكتيك في مراحل سابقة لكنه سينتهي». وعندما حاول احد الحضور الفصل بين الارهاب كتكتيك وتنظيم «القاعدة» كمجموعة يمكن دحرها، رد مولر: «نقضي الكثير من الوقت الحديث عن التسميات... ولكن سنهزم الارهاب».

وقال مولر في خطابه، ان التهديد الارهابي ينقسم الى 3 طبقات، «الطبقة الاولى هي صلب تنظيم القاعدة التي اسست ملاذات امنية جديدة في مناطق غير خاضعة للحكومة ومناطق قبلية ومحافظات حدودية في باكستان». وأضاف: «الطبقة الوسطى ربما الاكثر تعقيداً»، موضحاً ان هذه الطبقة مكونة من «مجموعات صغيرة لديها بعد العلاقات مع التنظيم الارهابي المعروف ولكنها تقود نفسها». واعتبر ان المسؤولين عن تفجيرات 7 يوليو (تموز) 2005 في لندن من بين هؤلاء. وتابع: «الطبقة السفلى هي من المتطرفين المحليين، وهم يمولون انفسهم ويقومون بأعمالهم بانفسهم»، موضحاً: «انهم يلتقون عبر الانترنت بدلاً من اللقاء في معسكرات التدريب، لا يوجد لديهم ارتباط رسمي مع تنظيم القاعدة ولكن يستلهمون رسالته العنيفة».

وشدد مولر على ان هناك وسيلتين للقضاء على هذا التهديد، من خلال الاستخبارات والشراكات مع دول اخرى، موضحاً ان «العولمة تؤثر على عملنا». وقال: «الغالبية العظمى من قضايا الارهاب لدى الإف بي آي تبدأ من معلومات يطورها شركاؤنا في دول اخرى، حتى في القضايا التي يكون المشتبهون واهدافهم على اراضي اميركية». وأضاف انه في اعقاب تفجيرات 11 سبتمبر، أخذت الاجهزة الامنية الاميركية تنسق مع الاجهزة الامنية البريطانية على نحو اكبر من السابق، موضحاً انها «اسست روابط شخصية ومؤسساتية لم تكن موجودة سابقاً». وعلى الرغم من التنسيق الوثيق بين لندن وواشنطن في القضايا الامنية، هناك مخاوف من بعض الدوائر الاميركية من استخدام متطرفين جوازات سفر بريطانية لدخول الاراضي الاميركية وتنفيذ هجمات انتحارية هناك. وكانت هناك مقترحات في السابق في وقف صلاحيات البريطانيين لدخول الاراضي الاميركية من دون تأشيرة دخول، الا ان مولر اكد امس ان «نظام رفع التأشيرة لن يتغير». واضاف: «نرى اوروبا شريكة وليست ضعفاً... وقد تم كسر الحواجز بيننا قبل سنوات ولن نعود عن ذلك التحرك». وقدم مولير بعض النماذج امس للطرق المختلفة بين الاجهزة الامنية الاميركية والبريطانية. واعتبر ان استخدام تسجيلات صوتية للمشتبهين في قضايا الارهاب على اجهزة التلفون «مفيدة جداً»، ولكن القوانين البريطانية مازالت تمنع استخدام الادلة المبنية على تسجيلات صوتية عبر الهاتف في محاكمها. وهناك الكثير من الانتقادات في بريطانيا للولايات المتحدة في ما يخص استخدام اساليب تعذيب في استجواب المشتبهين في قضايا ارهاب، الا ان مولر أكد ان «سياسة الإف بي آي عدم استخدام طرق تعسفية».

ورداً على سؤال حول من احد الحضور حول «المؤتمر الصحافي الالكتروني» الذي عقده الرجل الثاني في «القاعدة» ايمن الظواهري عبر الانترنت، قال مولر ان الظواهري «ردد نفس لغة التهديد». ولكنه اضاف ان الفرق في خطاب الظواهري هذه المرة كان «الحديث عن علماء الدين الذين يعارضون فكر القاعدة وينددون به مما يشير الى قلق التنظيم» من هؤلاء العلماء. وشدد مولر على انه يجب مكافحة تنظيم القاعدة في باكستان وخاصة في المناطق الوعرة على الحدود مع افغانستان. لكنه امتنع عن الخوض في مسؤولية الحكومة الباكستانية في مواجهة عناصر «القاعدة»، قائلاً: «الحكومة في باكتسان تمر في مرحلة انتقالية، ولكن هناك بعض القلق (من باكتسان) لاننا نرى انتشار (عناصر القاعدة) هناك مما يعطيهم مأوى وفرصاً للتدريب والعمل». ومن الملفت ان مولر لم يشر في حديثه الى الإسلام او التطرف الاسلامي، على عكس الكثير من رجال الامن. وقال ان الارهاب يأتي في «اشكال كثيرة» وانه لا يمكن تحديد «هوية» للارهابيين. ولكنه اقر بأن الـ«اف بي آي» تتعاون مع اجهزة الامن الاسرائيلية مثل الموساد اذ ان تلك الاجهزة «لديها خبرات لغوية مهمة ولدينا علاقات تعاون معها».