أبو مازن وأولمرت يتفقان على مواصلة المفاوضات وسط خلافات عميقة

عباس قدم خرائط عن المستوطنات ووعد بإعادة 4 مبعدين فقط وإسرائيل ترفض عددا من طلباته

تلاميذ فلسطينيون يشاركون في اعتصامات احتجاجية ضد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت، على مواصلة المفاوضات للتوصل الى اتفاق اسرائيلي ـ فلسطيني وفق ما نصت عليه خطة خارطة الطريق. وقال مارك ريغيف الناطق باسم اولمرت ان الزعيمين «اتفقا على مواصلة الجهود وتطبيق خطة خارطة الطريق». لكنهما فشلا في التوصل لاتفاق حول القضايا محل الخلاف. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات «الخلاف في معظم القضايا عميق بين الجانبين». وعقد ابو مازن واولمرت اجتماعا مغلقا لحوالي 45 دقيقة قبل ان تنضم اليهما طواقم المفاوضات الموسعة، بحضور رئيسي الطاقمين احمد قريع وتسيفي ليفني، حيث راجعوا سير العملية التفاوضية. وقدم ابو مازن لأولمرت خرائط ووثائق عن العملية الاستيطانية التي قال له انها تدمر عملية السلام، واحتلت قضية استمرار الاستيطان مساحة كبيرة من اللقاء. وقدم ابو مازن وثائق تثبت ان لا تغيير قد تم على الارض في ما يخص ازالة الحواجز وفق ما اعلنه وزير الدفاع ايهود باراك. وقال عريقات «هناك إغلاق محكم وهو نظام اصبح قائما، ولا يمكن تصور الحديث عن حل جدي في ظل هذا الاغلاق» معتبرا ان الحديث عن ازالة 50 ساترا ترابيا هو للعلاقات العامة، ولم يتغير شيء على الارض.

وقال عريقات في مؤتمر صحافي في رام الله «تساءل عباس عن عدم وقف النشاطات الاستيطيانية، وعدم فتح المكاتب المغلقة في القدس وعدم ازالة بؤرة استيطانية واحدة، وعدم اعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 28 سبتمبر (ايلول) 2000 (بداية الانتفاضة الثانية). ولم يتلق عباس جوابا عن اسئلته تلك، لكن اولمرت قال له انه سيدرس ذلك، وهو ما قاله ردا على المطالبة كذلك بإطلاق سراح اسرى فلسطينيين، واعادة مبعدين من غزة. واكد عريقات ان اسرائيل عرضت اعادة 4 مبعدين من اصل 26 في القطاع لكن السلطة رفضت التجزئة. ووافق اولمرت على طلب ابو مازن بمنح لم الشمل لـ 10 آلاف فلسطيني. وقال عريقات ان ابو مازن تطرق كذلك الى التطورت في غزة، وحسب عريقات فانه اكد انه يدعم جهود مصر لرفع الحصار وفتح المعابر والتوصل لتهدئة. وشدد على ضرورة توفير حاجات غزة الانسانية وعدم استغلاها كسيف مسلط على رؤوس الفلسطينيين.

وردا على سؤال حول تصريحات ليفني التي وضعت خطوطا حمراء لأي اتفاق، قال عريقات ان خطوطها الحمر هي جدول اعمال الوضع النهائي. وكانت ليفني قد قالت ان «إسرائيل تعتزم تحديد الخطوط الحمراء في المفاوضات مع الفلسطينيين ولن تساوم عليها»، موضحة أن هذه الخطوط هي «شؤون الأمن واللاجئين والأماكن المقدسة»، وانه سيتم عرضها على ابو مازن. وقال عريقات «انا لا استطيع ان اقف حارسا على شفاه المسؤولين الاسرائيليين، ولا يمكن تصور اتفاق بدون القدس والحدود واللاجئين والمياه، ولا نستطيع إجبار أحد على اتفاق سلام، لكن سلامنا لن يكون بأي ثمن، والذي يريد التوصل الى سلام عليه ان يعرف ما هي حدود هذا السلام».

واضاف عريقات ان من المفيد ان يسمع اصحاب صنع القرار في اسرائيل، من الفلسطينيين مباشرة، مؤكدا حالة الاحباط التي تصيب الفلسطينيين.

من جهتها أكدت حركة حماس رفضها لاستمرار لقاءات عباس ـ أولمرت لأنها «توفر الغطاء للاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في مسلسل الاستيطان والتهويد وتبرير مجمل الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني».

وقال سامي أبو زهري الناطق باسمها إن اللقاء الذي يأتي بعد ادعاءات أبو مازن بأن لا لقاءات، إلا بعد وقف العدوان، يؤكد أن «تلك التصريحات كانت مجرد خداع ودغدغة لعواطف الشعب الفلسطيني».

واضاف أبو زهري «بات من المؤسف عقد اللقاءات مع المجرم أولمرت صاحب محرقة أطفال غزة في اللحظة التي يرفض فيها أبو مازن الحوار أو اللقاء مع قادة الشعب الفلسطيني».