السنيورة: يجب ألا يترأس الحوار اللبناني طرف في الأزمة

قال إن الأكثرية ستذهب إلى النهاية في اتجاه اجتماع لوزراء الخارجية العرب

رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، والامين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك امس في القاهرة (ا ب)
TT

أجرى فؤاد السنيورة رئيس الحكومة اللبنانية مباحثات مكثفة أمس في القاهرة حول الأزمة السياسية في بلاده، وتداعياتها، وكذلك الأوضاع في المنطقة، فيما شملت لقاءاته في العاصمة المصرية، كلا من رئيس البرلمان المصري أحمد فتحي سرور، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر، غادر بعدها السنيورة، مصر متجهاً إلى أبوظبي.

وبينما جدد السنيورة دعوة بلاده لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب قائلا «إن لبنان سيذهب في هذا الاتجاه للنهاية»، قال مصدر مرافق له لـ«الشرق الأوسط»: إن الرئيس (يقصد السنيورة)، لم يقدم طلبا رسميا لعقد ذلك الاجتماع، غير أن المصدر أوضح «أنه حال الاتفاق على عقد هذا الاجتماع، سيعقد بمقر الجامعة في القاهرة، وليس في بيروت كما تردد من قبل». إلى ذلك شدد السنيورة في تصريحاته للصحافيين على «تضامن بلاده مع سورية في مواجهة أي عدوان إسرائيلي»، قائلا «إن أي شوكة تصيب سورية، تصيب لبنان، وسيكون اللبنانيون جميعا مع سورية ضد الاعتداءات الإسرائيلية»، كما أكد على «أن لبنان مظلوم من سورية، حيث يعاني منذ عقود من استمرار حال غير مقبولة خاصة في الفترة الأخيرة»، وأضاف «هناك محاولة تفريغ الدولة وهز أركانها وهذا أمر لا يقبله أي عربي ببلده .. مستشهدا بقول الرسول (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما).

وردا على سؤال حول دعوة سورية للسعودية للتقدم بخطوة من أجل حل الأزمة اللبنانية، قال السنيورة «إن استعمال لبنان كوسيلة لحل مشكلة ثانية أمر غير مقبول، وأن يختطف لبنان على أمل الحصول على فدية من شقيق أو عدو أمر غير مقبول، ولا يجوز استعمال هذه الوسائل لتحقيق مكاسب معينة، يجب أن يكون هناك عمل عربي لحل هذا الموضوع».

وفي مؤتمر صحافي عقده السنيورة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى، أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تضامن بلاده مع سورية ضد أي اعتداء أو عمل إسرائيلي، مشيراً إلى أنه لفت انتباه قوات اليونيفيل في جنوب لبنان لخطورة المناورات الإسرائيلية الأخيرة». وأوضح «أن مواجهة إسرائيل تكون بتعزيز الوحدة بين اللبنانيين، ولا تتم من خلال الوجود في شوارع وأزقة مدينة بيروت» (في إشارة إلى اعتصام المعارضة).

وأكد السنيورة «أن بلاده سيواصل مشاوراته، وسيسير في الاتجاه الموصل لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث الأزمة اللبنانية، والعلاقات بين سورية ولبنان بما يخدم قضايا البلدين»، مشيراً إلى «أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة وضع نقطة حول العلاقات اللبنانية السورية وهذا اعتراف بوجود مشكلة». وقال «إننا حريصون أن يلعب العرب دورا مهما وأساسيا لمعالجة الصدع الذي يعتري العلاقات السورية اللبنانية، التي نريد أن تكون علاقة ممتازة، والتصدي لكل المخاطر التي تواجهها منطقتنا العربية في هذه المرحلة».

ودعا إلى جهد عربي في هذا الصدد من أجل إيجاد حلول حقيقية لكل نقاط التوتر في هذه العلاقة والتي كان أوضحها في الرسالة التي وجهها للقمة العربية في دمشق.

وقال السنيورة أن لبنان درس القرار بعدم المشاركة في القمة العربية بعناية كاملة..وقال «إننا توصلنا لهذا القرار ونحن مقتنعون بأن قرارنا كان سليما، بهدف توصيل رسالة مدوية للعالم أجمع حول غياب رئيس الجمهورية». وأكد «نحن لا نريد أن نتعود على هذا وعلى تفكيك المؤسسات».

وأكد السنيورة أن تشكيل حكومة وحدة وطنية متفق عليه من حيث المبدأ، ولكن هذا يقتضى انتخاب رئيس الجمهورية، وقال إنه ليس معقولا أن تكبل عملية الانتخاب بشروط مسبقة من هناك ، كأنها سباق حواجز». ودعا إلى الإسراع لانجاز انتخاب رئيس الجمهورية، بما يحفظ استمرار لبنان كجمهورية دستورية .. مضيفا «أن جوهر المبادرة العربية هو انتخاب رئيس الجمهورية، ثم تجرى مشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية».

واعتبر أن الأكثرية قدمت خطوات إيجابية من أجل التقدم على طريق الحل وهناك شواهد عديدة على ذلك .. مشيراً إلى أن الحكومة اللبنانية تستند إلى أكثرية في مجلس النواب، وتستند إلى أكثرية من الشعب اللبناني، وإلى دعم عربي ودولي، ونحن لا نستقوى بأحد ولكن نلجأ لأشقائنا العرب.

وفيما يتعلق بدعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برى للحوار، قال السنيورة «إنه ليس هناك من حلول سوى من خلال الجلوس والحوار سويا»، ولكنه تساءل: من أوقف الحوار؟ .. مضيفا «أن مكان الحوار الحقيقي هو مجلس النواب، الذي أقفل منذ 17 شهرا». وأضاف أن من يجري الحوار هو رئيس الجمهورية الذي هو رئيس إجماعي بين اللبنانيين، وهو الذي يرأس الحوار .. مشددا على أنه لا يمكن أن يكون هناك طرف يقود الحوار. كما أكد أن اللبنانيين يريدون حل الأزمة من خلال انتخاب رئيس الجمهورية .. موضحا أن هذا كان فحوى الرسالة التي وجهها للإخوة العرب في القمة، بأن المشكلة بين لبنان وسورية يجب أن تحل من خلال تحديد حقوق كل طرف، ومناقشة كل القضايا الثنائية.

وردا على سؤال حول حصول الحكومة اللبنانية على تأكيدات من الأميركيين بعدم اعتداء إسرائيل على جنوب لبنان، قال السنيورة «ليس لدينا أي تأكيدات عبر الإدارة الأميركية بعدم الهجوم على جنوب لبنان». وأشار إلى أن لبنان أبلغ الإدارة الأميركية بأن هناك موضوعات ما زالت معلقة بشأن القرار 1701، واستمرار احتلال مزارع شبعا والأسرى، والخروقات على الأجواء اللبنانية، وعدم تسليم إسرائيل خرائط القنابل العنقودية التي ألقتها على لبنان.

وأكد السنيورة أنه ليس هناك نية لعقد اجتماع دولي بشأن لبنان ولم تثار فكرة مع مبعوث الأمم المتحدة تيرى لارسون.

ومن جانبه ، قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية «إننا تحدثنا مع السنيورة في إطار الخطة المستقبلية والجهود التي تبذل من الآن فصاعدا لحل المشكلة اللبنانية، موضحا أن هناك اتصالات تجري مع مختلف الدول العربية مثل سورية ومصر والسعودية ودول عديدة للمساعدة في الحركة العربية المتناسقة للعمل على حل المشكلة اللبنانية». وأوضح أن التركيز على المبادرة العربية وقرارات الجامعة التي تتعلق بحل المشكلة اللبنانية والعلاقة السورية ـ اللبنانية .. مشيرا إلى أن الطلب اللبناني من أجل عقد اجتماع لوزراء الخارجية ما زال في إطار المشاورات وليس في إطار رسمي.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد استقبل أول من أمس رئيس الوزراء اللبناني، وبحث معه آخر تطورات الموقف على الساحة اللبنانية.