جنبلاط: إسرائيل والنظام السوري يتبادلان الغزل على حساب لبنان

اعتبر إطلاق النار ابتهاجاً دليل تخلف وعامل استفزاز

TT

انتقد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ظاهرة اطلاق النار ابتهاجاً، واعتبر انها لا تتلاءم مع التقاليد السياسية اللبنانية. وقال ان اطلاق النار يجسد الرجعية والتخلف ويستفز المؤسسات الأمنية، داعياً الى «لجم جماعي» لهذا «التعبير الغرائزي» والى الامتناع عن رفع صور السياسيين في الأحياء. ومن جهة اخرى، رأى ان «اسرائيل والنظام السوري يريدان لبنان مسرحاً لمصالحهما، ويتبادلان الغزل على حسابنا».

وقال، في موقفه الأسبوعي الذي تنشره اليوم جريدة «الانباء» الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي: «لا تتلاءم ظاهرة إطلاق النار مع التقاليد السياسية اللبنانية. لا بل إنها على طرف نقيض معها لأنها تمثل الرجعية والتخلف. فما الذي يبرر الابتهاج بالسلاح عند إطلالة كل زعيم سياسي من هنا أو هناك؟ وما الذي يبرر ترويع المواطنين اللبنانيين في أمسياتهم بأزيز الرصاص وما يتعدى الرصاص في الكثير من الأحيان؟ ألا يكفي الشعب اللبناني قلقه المستمر على مصيره الوطني وخوفه على مستقبل أولاده جراء السياسات التي تعتمدها بعض الأطراف عبر تعميم حالة الشلل المؤسساتي وإدخال البلاد في دوامة التعطيل؟».

وشدد جنبلاط على انه «لا يجوز إعطاء المزيد من الذرائع السياسية أو غير السياسية لأي شكل من أشكال الميليشيات المسلحة تحت شعار المقاومة أو سواها، فحق الدولة وواجبها احتكار السلاح وحدها دون سواها أسوة كما هو حاصل في كل دول العالم. ولقد دلت التجارب على أن نظرية الأمن بالتراضي تعني التطاول على أمن المواطنين والحد من قدرات المؤسسات الأمنية عند كل مفترق أو في كل ظرف سياسي لا يتلاءم مع طروحات من يحمل السلاح». واعتبر انه «لا بد للطبقة السياسية والمقاومة أن تدركا خطورة هذا الموضوع، فهو سوف يقضي على ما تبقى لهذه المقاومة، إذا تبقى لها، من صورة إيجابية حيث لم تعد تنفع، على ما يبدو، حتى الفتاوى الشرعية. كما أنه يناقض كل المسار الذي رسمته قوى الرابع عشر من آذار من خلال الاتجاه السلمي والديمقراطي واللاعنفي الذي تعتمده... والأمر نفسه ينطبق على الصور المرفوعة للسياسيين في كل المناطق والأحياء. وهذه أيضا تتطلب قرارا من جميع القوى السياسية لأنها تشوه المنظر العام وتزيد التوترات في الشارع من دون جدوى». واضاف: «أخيرا، بالنسبة الى المناورات العسكرية الاسرائيلية التي تعكس العدوانية الاسرائيلية تجاه لبنان، فإنها تؤكد مرة جديدة أنه إذا كان هناك من حرب فلبنان هو مسرحها الوحيد. وهنا يحصل التقاطع المصلحي مع النظام السوري الذي لم يحشد قواه العسكرية في الجولان بل على الحدود مع لبنان. أي أن كل من إسرائيل والنظام السوري يريدان أن يكون لبنان ساحة ومسرحا لمصالحهما الخاصة بينما يتبادلان هما الغزل على حسابنا».