استقالة المخطط الاستراتيجي في حملة كلينتون بسبب «تضارب مصالح»

ماكين وأوباما وكلينتون أمام امتحان اليوم لإثبات قدراتهم لقيادة القوات المسلحة

مارك بن في صورة من الأرشيف (أ.ف.ب)
TT

تضاربت التكهنات حول الدوافع الحقيقية التي أدت الى استقالة مارك بن، المخطط الاستراتيجي في حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، في وقت كلفت هيلاري كلا من هوارد ويلفسون مدير التواصل، وجيوف غرين عضو حملتها، وضع استراتيجية جديدة لحملتها المتراجعة في مواجهة منافسها المتقدم عليها باراك اوباما. وفي غضون ذلك يتوقع ان يستقطب المرشحان الديمقراطيان اليوم اضافة الى الجمهوري جون ماكين الأضواء في الكونغرس، حيث سيحاول الثلاثة البرهنة عن قدراتهم السياسية والاستراتيجية والعسكرية عندما يوجهون أسئلتهم الى كل من ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق وريان كروكر السفير الاميركي في بغداد.

وبالعودة الى استقالة مارك بن، فقد قال ان سببها «تناقض مصالح» بين عمله في حملة كلينتون وعمله في شركته التي تتعاون مع الحكومة الكولومبية لتمرر اتفاقية في التجارة الحرة تعارضها كلينتون. و«بن» هو رئيس لشركة «بيرسون مارستلر»، وهي شركة علاقات عامة، وكان قد التقى بسفير كولومبيا قبل عدة ايام كجزء من عمله مع الشركة. وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن هذا اللقاء وقالت إنه تم في 31 مارس (آذار) الماضي، مشيرة الى ان غرضه كان الترويج لاتفاقية التبادل الحر بين اميركا وكولومبيا والسعي لاقرارها من طرف الكونغرس، وهي اتفاقية تعارضها هيلاري. وأشارت الصحيفة الى انه نتيجة لهذا اللقاء قررت حكومة كولومبيا التعاقد مع شركة «بيرسون مارستلر»، بيد انها تراجعت عن قرارها وقررت فسخ العقد مع الشركة بعد ان اعتذر بن لهيلاري عن لقائه مع السفير الكولومبي. واعتبرت كولومبيا ان الاعتذار عن اللقاء مع السفير يعبر عن «قلة احترام» لبلد برمته. وكان الدفعة الاولى من العقد تبلغ حوالي 300 الف دولار سددت للشركة من أجل «تنوير اعضاء الكونغرس» حول أهمية الاتفاقية.

وذكر ان هيلاري وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون عبرا عن استيائهما الشديد من مبادرة بن الذي سبق له ان عمل مع الرئيس السابق عندما خاض حملته في العام 1996. وبرر بن موقفه قائلاً إن هناك «خطأ في التقدير» ولم يتبين ان الامور يمكن ان تخلط بين صفقة مع حكومة كولومبيا وحملة هيلاري، الا ان ذلك لم يكن كافياً لارضاء كلينتون فاضطر للاستقالة .

وقالت ماغي وليامس مديرة حملة هيلاري، إن بن سيستمر على علاقة بالحملة وسيقدم نصائح لكلينتون انما من موقع آخر. وشددت على ان سبب الاستقالة هو «تعارض المصالح»، لكن ثمة تفسيرات اخرى تتحدث عن «إقالة» وليس «استقالة»، بسبب تحميله مسؤولية الفشل في تحقيق تقدم للحملة الانتخابية لهيلاري. وفي هذا السياق نسب الى الاستراتيجي الديمقراطي كريس كوفينيس والذي عمل متحدثاً باسم حملة المرشح الديمقراطي المنسحب جون ادواردز قوله: إن استقالة بن كانت مطلوبة. وقال كوفينيس: «الامر الذي احتفظ به سراً ان استراتيجية بن لم تكن صالحة ولسوء حظ حملة كلينتون انها دفعت الثمن... وهذه أفضل خطوة اتخذت على صعيد حملة كلينتون وهو أمر كان يأمل انصارها ان يحدث قبل أشهر».

وفي السياق نفسه قال المحلل ستيف كلارك من معهد «ودرو ويلسون» لـ«الشرق الاوسط»: «كان واضحاً ان استراتيجية حملة كلينتون غير موفقة، حيث اعتمدت فقط التركيز على شخصيتها وخبراتها دون اعتبار للجوانب الاخرى». وأضاف: «هم أنفسهم (حملة كلينتون) ألقوا بظلال من الشك حول موضوع تعارض المصالح، إذ ان هذا الأمر كان واضحاً منذ انطلاق الحملة لأن الشركة كانت موجودة ولم يتخل بن عن رئاستها».

ويذكر ان بن كانت له خلافات مع بعض اعضاء فريق هيلاري، وكانت تصل هذه الخلافات في بعض الاحيان الى حد الصراخ. الى ذلك، ستتوقف الحملات الانتخابية اليوم مؤقتاً حيث سيتوجه المرشحون الثلاثة الى واشنطن لحضور اجتماع «لجنة الشؤون العسكرية والعلاقات الخارجية» في مجلس الشيوخ حيث سيدلي كل من الجنرال ديفيد بترايوس والسفير ريان كروكر بشهادتيهما حول تطورات الاوضاع في العراق.

ومن خلال الاسئلة التي سيطرحها المرشحون الثلاثة ستتضح مقدرة كل منهم ليكون رئيساً للولايات المتحدة وفي الوقت نفسه القائد الأعلى للجيوش الاميركية.

وقالت رئيس ليندسي غراهام «إن كل مرشح يريد أن يبرهن على قدراته حول فهم ما يجري في العراق وكيف يمكن معالجة الوضع هناك». وتوقعت صحيفة «واشنطن بوست» ان يطرح كل مرشح أسئلة تعزز وجهة نظره حول غزو العراق، وفي هذا الصدد توقعت ان تدور اسئلة باراك اوباما عن «ما إذا كانت الولايات المتحدة آمنة بعد خمس سنوات من الغزو»، في حين ستطرح هيلاري اسئلة عن «التقدم السياسي الذي تحقق»، وسيختار جون ماكين ان يسأل عن النجاحات التي تحققت بعد قرار الرئيس جورج بوش السنة الماضية بزيادة عدد القوات الاميركية المنتشرة في العراق.