زيمبابوي: المحكمة العليا تقرر اليوم مصير نتائج الانتخابات الرئاسية

موغابي يهول بعودة المستعمرين وأنصاره يقتحمون مزارع للبيض

TT

أعلنت المحكمة العليا في زيمبابوي تأجيل اصدار قرارها في طلب المعارضة إجبار اللجنة الانتخابية على اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت قبل عشرة أيام، في وقت أعلنت فيه السلطات الافراج عن صحافيين أحدهما بريطاني والاخر أميركي بعد ان اعتقلتهما قبل ايام بتهمة ممارسة العمل من دون ترخيص.

وقررت المحكمة العليا في هراري أمس الاستماع الى الطلب الذي قدمه حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي المعارض، بزعامة مورجان تسفانجيراي، الذي فاز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في اليوم نفسه من الانتخابات الرئاسية، الا انها أجلت اصدار قرارها حتى اليوم.

ونظرت المحكمة أول امس في المراجعة العاجلة التي تقدمت بها المعارضة، ولكن محامي اللجنة الانتخابية رد عليها بالقول ان اللجنة تحتاج الى وقت للتحقق من اعمال الفرز التي تصلها من الدوائر المختلفة.

وكان حزب الرئيس روبرت موغابي، الذي خسر الاكثرية في البرلمان، قد طالب امس بمهلة قبل اعلان النتائج لإعادة احتساب الاصوات، بينما أعلن مرشح المعارضة فوزه في الانتخابات الرئاسية. وفور إعلان المحكمة تأجيل اصدارها القرار المتعلق باللجنة الانتخابية، اعلن نائب سابق من زيمبابوي في المنفى لوكالة الصحافة الفرنسية ان تسفانجيراي يزور جنوب افريقيا الاثنين لاجراء «محادثات خاصة». وقال روي بينيت، النائب السابق من حركة التغيير الديمقراطي المعارضة، المقيم في المنفى في جنوب افريقيا، ان تسفانجيراي «يجري سلسلة محادثات خاصة ويعود هذا المساء» الى زيمبابوي. ورفض بينيت كشف اي تفاصيل حول مضمون المحادثات والشخصيات التي سيلتقيها. إلا ان المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب افريقيا روني مامويبا، قال انه ليس على علم بأي برنامج رسمي لتسفانجيراي. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «يمكن للزيمبابويين أن يأتوا متى شاؤوا. هذا لا يعني انهم سيشاركون في لقاءات رسمية» موضحا ان كلا من الرئيس ثابو مبيكي ووزيرة الخارجية نكوسازانا دلاميني زوما خارج البلاد.

الى ذلك، نقلت صحيفة «هيرالد» الحكومية عن موغابي تحذيره لمواطني زيمبابوي خلال خطاب له أول أمس من أجل حماية أراضيهم من «المستعمرين السابقين». وذكر مزارعون في زيمبابوي امس أنه جرى طرد المزيد من المزارعين البيض من مزارعهم بمنطقة سينتيناري بإقليم ماشونالاند وسط البلاد. وتعهد محاربون قدامى من الموالين لموغابي مطلع هذا الاسبوع بالدفاع عن «سيادة» زيمبابوي وبدأوا موجة جديدة من الاحتلال للمزارع في تذكير بحملة عام 2000 العنيفة حيث استولوا على عدد من المزارع التي يمتلكها البيض في ماسفينجو جنوب هراري. وزعم تسفانجيراي أن موغابي يعد لشن «حرب» ضد شعبه ليبقى في السلطة.

ويتهم حزب موغابي المعارضة بالرغبة في إلغاء نظام إعادة توزيع الاراضي للسود، وهو موضوع يتكرر دوما في خطاب الحكومة التي تسعى من خلاله الى التهويل على المواطنين السود بخطر عودة الاستعمار البريطاني. وتسلم موغابي السلطة منذ استقلال البلاد قبل 28 عاما، وتغيير اسمها من روديسيا الى زيمبابوي، بعد ان قاد ثورة ضد الاقلية البيضاء التي كانت تسيطر على الحكم.

وتشهد زيمبابوي انهيارا اقتصاديا حادا، ويعتمد سكانها على الاعانات الدولية للعيش. وبحسب منظمات الدفاع عن حقوق الانسان فان هذه المساعدات هي الدافع الوحيد الذي يرغم السلطات على الاستمرار في اجراء الانتخابات. وتعدى معدل التضخم السنوي التوقعات متجاوزا المائة الف في المائة، وهذا يعني ان اسعار السلع القليلة التي لا تزال متوفرة في الاسواق تتضاعف مرتين او حتى ثلاث مرات في اليوم الواحد.

ويؤكد عدد من المراقبين ان المصرف المركزي فقد كل احتياطاته بالعملات الاجنبية لإصدار ما يكفي من النقود لتغطية تكاليف الانتخابات. وبحسب مصدر دبلوماسي غربي فان الحزب الحاكم لم يعد يملك الاموال الكافية للذهاب الى دورة انتخابية ثانية.