إسرائيل تحذر أنها سترد على هجوم من طهران بـ«تدمير الأمة الإيرانية»

أحمدي نجاد يعلن اليوم عن تقدم نووي جديد من «نتانز»

TT

وجهت اسرائيل تحذيرا شديدا اللهجة الى ايران أمس، وحذرتها من أن أي هجوم على اسرائيل سيؤدي إلى «تدمير الأمة الايرانية». ونقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن أليعازر قوله أمس: إن اسرائيل ستعتمد «ردا قاسيا» وستدمر ايران في حال شنت طهران هجوما على الدولة العبرية. وجاءت تصريحات بن أليعازر قبل يوم من احتفال ايران باليوم الوطني للطاقة النووية والتوقعات بإعلان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد إحراز المزيد من التقدم التقني في مجال الطاقة النووية.

وبحسب التصريحات التي نشرتها صحف اسرائيلية، قال بن اليعازر، العضو في الحكومة الأمنية المصغرة، ان «ايران لن تعمد الى مهاجمتنا لأنها تفهم معنى مثل هذا العمل»، موضحاً ان هجوما ايرانيا على اسرائيل سيؤدي الى رد قاس ينجم عنه دمار الأمة الايرانية».

وجاء كلام بن أليعازر خلال اجتماع في وزارته نظم في إطار أكبر مناورة دفاعية تجريها إسرائيل في تاريخها بدأتها أول أمس. وأضاف بن اليعازر ان «الايرانيين مدركون لحجم قوتنا ولكنهم يواصلون استفزازنا عن طريق تسليح حليفهم السوري وحزب الله (اللبناني)، وعلينا مواجهة هذا الأمر».

وبما خص المناورة الدفاعية الجارية في البلاد، أعلن بن اليعازر ان «هذا التدريب ليس سيناريو خياليا. قد يكون الواقع في المستقبل اكثر خطورة مما نتخيله اليوم». واضاف «نحن نواجه واقعا المدنيون فيه موجودون على خط الجبهة. في حرب مستقبلية، سيكون أكثر أمانا العيش في نهاريا وشلومي (في شمال اسرائيل) منه في القدس وتل أبيب لانني اتصور ان مئات الصواريخ يمكن ان تسقط على اسرائيل». وشدد الوزير الاسرائيلي على ضرورة «الاستعداد لأسوأ السيناريوهات»، مؤكدا في الوقت عينه على ان المناورة الدفاعية «ليست بأي طريقة من الطرق تهديدا لجيراننا، بل هي استعداد لمواجهة كل الاحتمالات فحسب».

من جهته، أكد رئيس الاركان العامه للقوات المسلحة الايرانية اللواء حسن فيروزآبادي أمس، ان «القوات المسلحة الايرانية ستُفشل مؤامرات الأعداء وتخيب آمالهم في هذا العام الذي سمي بعام الإبداع والازدهار».

وأفادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية «ارنا» ان فيروزابادي اكد اثناء اجتماع مع مسؤولي الاركان العامة للقوات المسلحة في طهران على استراتيجية «الاستقلال النووي الايراني وفشل الاهداف الأميركية في القضاء على التقنية النووية الايرانية وحرمان الشعب الايراني من حقوقه المشروعة» في الطاقة النووية. وكانت لهجة وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الايرانية مصطفى محمد نجار اقل حدة، قائلاً ان «القوة الصاروخية الايرانية دفاعية بحتة وهي موجهة ضد المعتدين فقط». ونقلت «ارنا» عن الوزير الايراني قوله ان «الضجة التي تثيرها الادارة الاميركية لنشر الدرع الصاروخي بذريعة القوة الصاروخية الايرانية... اجراء مخادع». وتتهم اسرائيل، القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، ايران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامجها النووي السلمي. وهو الاتهام الذي يدفع واشنطن بالعمل على اقامة نظام صاروخي دفاعي في اوروبا. ولكن طهران تنفي هذه الاتهامات وترفض التخلي عن برنامجها النووي على الرغم من ثلاثة قرارات أصدرها مجلس الأمن الدولي وفرض بموجبها عقوبات دولية عليها.

وتستعد ايران اليوم للاحتفال باليوم الوطني للطاقة النووية. وقالت الاذاعة الايرانية ان أحمدي نجاد سيزور صباح اليوم محطة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في ايران «نتانز»، مما اثار تكهنات بأن يعلن الرئيس الايراني المزيد من التقدم في البرنامج النووي الايراني، فقد كان استغل هذه المناسبة العام الماضي للاعلان عن قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم على النطاق الصناعي. وقال دبلوماسيون في فيينا الاسبوع الماضي ان طهران ركبت أجهزة طرد مركزي متقدمة لتخصيب اليورانيوم في منشأة التخصيب تحت الارض في وسط ايران مما يعني تسريعا من النشاط الذي قد يمكنها في المستقبل من صنع أسلحة نووية.

وأبدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي والمانيا في مارس (اذار) استعدادها لزيادة عرض الحوافز الذي قدم الى ايران عام 2006 اذا ما أوقفت تخصيب اليورانيوم وتفاوضت مع الدول الست.

ورفض الناطق باسم الخارجية الايرانية في مؤتمر صحافي اسبوعي، محمد علي حسيني تخلي بلاده عن البرنامج النووي مقابل حوافز غربية، قائلاً: «أي حوافز تدعو لتعليق التخصيب أو تضر نوعا ما أو تحد من الحقوق النووية للامة الايرانية... مرفوضة من الحكومة الايرانية وغير مقبولة». وعندما سئل حسيني عن الانباء المتعلقة بأجهزة الطرد المركزي الجديدة قال: ان أي أنباء عن النشاط النووي ستعلن اليوم.

ومن جهته، قال النائب عن شيراز محمد نبي رودكي والعضو في لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية أمس، ان ايران ينبغي ان «تفهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعالم برمته بحزم بأنها ستستمر في نشاطاتها النووية السلمية ولن تتخلى عن هذا الحق مطلقا». واضاف في تصريحات لـ«ارنا» ان «الهدف الذي تسعي اليه ايران من خلال هذه التكنولوجيا هو تحقيق الاكتفاء الذاتي ازاء القوى السلطوية».