محكمة هولندية تبرئ اليميني فيلدرز من اتهامات تتعلق بالإساءة للإسلام والمسلمين

TT

برأت محكمة هولندية أمس اليمني المتشدد خيرت فيلدرز، من اتهامات تتعلق بالإساءة للإسلام والقرآن والرسول، وأعطته الحق في التعبير عن رأيه من منطلق مبدأ حرية التعبير. واعتبرت المحكمة أن بث فيلدرز فيلما على الانترنت حول القرآن لا يعتبر انتهاكا للقوانين، ولا يعتبر دعوة للكراهية أو للعنف ضد الإسلام والمسلمين، بالرغم من اختياره لصياغات استفزازية.

وجاء قرار محكمة الأمور المستعجلة في لاهاي أمس، خلال النظر في دعوى تقدمت بها الفيدرالية الإسلامية في هولندا قبل أسبوعين، للمطالبة بصدور قرار يمنع فيلدرز مستقبلا من إطلاق تصريحات يهاجم فيها الإسلام والقرآن ويصف الكتاب المقدس فيها بالفاشية، ويصف الرسول الكريم بالشخص البربري، وطالبت المنظمة من خلال الدعوى، بضرورة ندب خبير مستقل لمشاهدة فيلم «فتنة» ـ الذي بثه فيلدرز بالفعل عبر الإنترنت ـ لتحديد ما إذا كان الفيلم يتضمن أشياء فيها تجاوزات للقانون، ولكن المحكمة قالت أمس إن الوقت أصبح متأخرا لتنفيذ هذا المطلب.

وجاء في قرار المحكمة أن استمرار وصف فيلدرز للقرآن والإسلام بالفاشية، لا يعتبر انتهاكا للقانون لأن ذلك الأمر يأتي من منطلق حرية التعبير، وأشارت المحكمة الى أن المنظمة التي تقدمت بالشكوى القضائية لم تقدم ما يؤكد وجود دوافع عنصرية في تصريحات فيلدرز، كما رفضت المحكمة مطالبة اليميني المتشدد بالتراجع عن تصريحاته السابقة، لأن هذا التراجع يساوي تقديم اعتذار والمحكمة لا يمكن أن تجبر أحدا على تقديم اعتذار.

ومن جهته قال محامي فيلدرز إن موكله يلجأ أحيانا لاستخدام عبارات قوية خلال تصريحاته في ندوات سياسية، واتفقت المحكمة في ما ذهب اليه دفاع فيلدرز، وفي نفس الوقت رحب الأخير بقرار المحكمة، وقال انه حذر دائما من أسلمة الغرب وهولندا «ولم يخطر على بالي إطلاقا مسألة انني تجاوزت الحدود وخلال النقاشات السياسية لا بد دائما من استخدام تعبيرات قوية».

يذكر ان فيلدرز قام أول من أمس، ببث النسخة الجديدة من فيلمه «فتنه» المسيء للقرآن الكريم، على موقع «ليف ليك» البريطاني، الذي بث النسخة الأولى قبل اجراء التعديلات عليها من جانب فيلدرز والذي صرح أنه أقدم على هذه الخطوة تفاديا للمساءلة القانونية، نتيجة بعض الأخطاء التي تضمنتها النسخة الأولى، ومنها نشر احد الرسومات المسيئة للرسول الكريم للرسام الدنماركي كيورت ويسترغارد دون استئذان، كما نشر عن طريق الخطأ صورة للعداء الهولندي من أصل مغربي صلاح الدين، على انه محمد بويري قاتل المخرج الهولندي ثيو فان غوخ.

وشهد البرلمان الهولندي الاسبوع الماضي جلسة ساخنة لمناقشة هذا الفيلم اليميني وما ترتب على عرضه من تبعات حملت مخاطر تهدد مصالح هولندا في الخارج.