كلينتون تطالب بسحب القوات الأميركية من العراق وانتهاز «فرص» أخرى حول العالم

مقترحات بفرض أجور عسكرية على بغداد وتساؤلات حول الاتفاق البعيد الأمد

TT

استمرت جلسة استماع لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أربع ساعات ونصف الساعة، دار فيها نقاش مطول بين قائد القوات الاميركية في العراق ديفيد بترايوس والسفير الاميركي لدى بغداد رايان كروكر من جهة وأعضاء اللجنة من جهة أخرى. وبينما شرح بترايوس وكروكر آخر التطورات في العراق، كانت هناك تساؤلات حول مستقبل الوجود الاميركي في العراق ضمن اطار اتفاقية بعيدة الأمد بين البلدين وخسارة «فرص» أخرى حول العالم.

وقالت السناتور هيلاري كلينتون، وهي احد مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة الاميركية: «التكلفة تزداد في العراق»، معبرة عن رفضها لإبقاء القوات الاميركية لفترة بعيدة الأمد، مؤكدة ان الوقت قد حان للبدء في سحب القوات الاميركية من العراق بطريقة «منظمة». وأضافت «ان الاستمرار في سياسة لم تثمر عن النتائج التي وعدنا بها مرارا وتكرارا أمر غير مسؤول». وتطرقت كلينتون الى الكلفة الهائلة على الجنود وعائلاتهم نتيجة وجودهم في العراق. وتابعت: «المسؤولون في الادارة الاميركية يتحدثون عن تكلفة الانسحاب من العراق، ولكن لا يتحدثون عن تكلفة البقاء»، موضحة: «لا نتحدث عن خسارة الفرص وأخذ المصادر من افغانستان وتحديات دولية اخرى». وتعمل واشنطن وبغداد على إقرار هذا الاتفاق قبل انقضاء أجل قرار مجلس الامن الدولي الذي ينظم وجود القوات الاميركية في العراق في نهاية هذا العام، بعد انتهاء تفويض الامم المتحدة للقوات المتعددة الجنسية.

وعبر عدد من أعضاء اللجنة عن رفضهم لإبرام الاتفاق بموجب قرار رئاسي، مما يعني ان الكونغرس الاميركي لن يصادق عليه. وقالت كلينتون: «سيكون بإمكان مجلس النواب العراقي المصادقة على هذا الاتفاق، ولكن نحن لا نحصل على هذا الحق». وشرح السفير الاميركي رايان كروكر ان الاتفاق سيكون بموجب قرار رئاسي يوقعه الرئيس الحالي جورج بوش. وسعى كروكر الى طمأنة اعضاء الكونغرس الذين يرون في الاتفاق بشأن القوات الاميركية في العراق محاولة لإلزام الولايات المتحدة بخوض حرب طويلة الاجل هناك حتى بعد ان تترك ادارة الرئيس جورج بوش السلطة في يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال كروكر: «ستحتاج قواتنا الى تفويضات أساسية وضمانات للحماية كي تواصل عملياتها، وسيوفر هذا الاتفاق تلك التفويضات والضمانات». وأضاف: «لن يقيم الاتفاق قواعد دائمة في العراق ونتوقع ان يستبعدها صراحة. ولن يحدد الاتفاق مستويات القوات ولن يغل يدي الادارة التالية». وتابع: «هدفنا هو ضمان ان يتولى الرئيس التالي منصبه ولديه اساس ثابت يقيم عليه قراراته السياسية، وهذا هو ما سيتيحه هذا الاتفاق بالتحديد».

من جهتها، طالبت السناتور كلير مكاسكيل من كروكر وبترايوس فرض بند في الاتفاق يلزم العراق بدفع أجور الجنود الاميركيين في العراق. وقالت مكاسكيل: «في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية الشعب يساهم في العبء العسكري، أليس من المفروض ان يتحمل العراقيون ذلك؟». ورد كروكر على سؤالها بالقول «هذا أمر يمكن درسه».

ويذكر ان منسق الشؤون العراقية في وزارة الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد سيمثل امام اللجنة غداً لبحث الاتفاقين اللذين سينظمان العلاقات العراقية ـ الاميركية على الأمد البعيد، كما من المتوقع ان يلقي الرئيس الاميركي خطاباً حول العراق غداً.