إسرائيل تتحفظ على قمة خماسية في شرم الشيخ

TT

أبدى رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، تحفظاً من مبادرة أميركية جديدة لاستغلال وجود الرئيس جورج بوش في المنطقة، الشهر المقبل، وعقد لقاء قمة خماسية تجمعهما بالرئيس المصري، حسني مبارك، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن)، والعاهل الأردني، الملك عبد الله.

وقال يوسي بيلين، رئيس الفريق الاسرائيلي في مشروع «مبادرة جنيف» التي صاغها مسؤولون اسرائيليون سابقون ومسؤولون فلسطينيون، لتكون اساس اتفاقية سلام دائم بين الطرفين، في مؤتمر صحافي أمس، ان القادة الاسرائيليين الحاليين لا يدركون أهمية المرحلة ولا يتصرفون بما يليق بالفرص السانحة لتحقيق السلام. وأكد بيلين الذي كشف أمر المبادرة الأميركية، ان الادارة الحالية في البيت الابيض معنية في سنتها الأخيرة بإحداث اختراق في الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني باتجاه السلام، ورئيس الوزراء أولمرت، يبدي اهتماما ايجابيا بها، ولكن عليه أن يعرف انه إذا كان مخلصا في نواياه، يجب أن يغير من طريقة تفكيره ومن أسلوب عمله وتوجهه في الموضوع. فمثل هذه القمة ستكون محفزاً قوياً آخر للمسار التفاوضي وسيعزز قناعة العرب بجدوى هذه المسيرة حسب قول بيلين. وأضاف بيلين الذي كان احد كباء المفاوضين في اتفاق اوسلو، ان على حكومة اسرائيل ان تغير من توجهها أيضا لحركة حماس. فمع ان عباس هو الرئيس المنتخب والشرعي وينبغي التوصل الى السلام معه وتوقيع اتفاق السلام معه، إلا ان حماس قوة موجودة ولها حضورها ولا يمكن تجاهلها. ودعا الحكومة الى توسيع حلقة التفاوض الجاري حاليا عن طريق مصر، مع حماس، ليشمل قضايا العلاقات المستقبلية بين الشعبين وليس فقط تبادل الأسرى والتهدئة.

وكان بيلين قد دعا الى هذا المؤتمر الصحافي ليحذر من أخطار السياسة الاسرائيلية الحالية على الفلسطينيين، فقال ان هناك خطرا حقيقيا بأن تضيع فرصة التوصل الى اتفاق سلام دائم مع نهاية السنة الجارية. وشارك في المؤتمر شاؤول أرئيلي، الرئيس السابق لطاقم المفاوضات الاسرائيلي مع الفلسطينيين في زمن حكومة ايهود باراك (1999 - 2001)، فقال ان طواقم التفاوض الاسرائيلية الحالية برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني لا تعمل بالجدية اللازمة للتوصل لاتفاق سلام.

وفي سياق آخر، اتهم نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، حايم رامون، المستوطنين في الضفة الغربية وعناصر يمينية أخرى لم يسمِّها، بالعمل الحثيث على عرقلة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وضرب مثلا على ذلك بمستوطنة «عوفرا»، الواقعة شمال غربي رام الله، التي كانت أولى المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية. فقال: ان «هذه المستوطنة قائمة بالكامل على أراض فلسطينية ذات ملكية خاصة. والمستوطنون الذين يعرفون ذلك جيدا، يطالبون ببناء 30 وحدة سكنية جديدة فيها تضاف الى 450 وحدة قائمة حاليا، وهذا يدخلنا في مشكلة قانونية جدية». وأعلن رامون انه سيطرح بعد شهرين خطة لترتيب مسألة البناء في المستوطنات، ويضمن أن تزال العقبات في طريق السلام.

ووجه أحد قادة المستوطنين سؤالا الى رامون إن كان ينوي وقف البناء في الضفة الغربية، فأجاب: «لو كان الأمر بيدي لأوقفت كل بناء شرقي الجدار العازل وأزلت كل المستوطنات القائمة هناك. وأنا أعتقد ان غالبية الاسرائيليين تفكر مثلي. ولكنني أدرك أن الأمر غير ممكن، لذلك أحاول ترتيب الاستيطان بأقل ما يمكن من أضرار. وقلنا اننا لن نسمح ببناء على أراض خاصة، لأن ذلك غير قانوني حتى بموجب القوانين الاسرائيلية».