الصدر يلوح برفع تجميد ميليشيا المهدي ويعلن عن تأجيل المظاهرة «المليونية»

تجدد الاشتباكات في مدينة الصدر.. والسلطات تفرض حظر التجول في بغداد

عراقية تجمع حبات الرز من فوق الأرض بينما يراقبها جندي عراقي في نقطة تفتيش داخل مدينة الصدر امس (ا.ب)
TT

قرر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس «تأجيل» تظاهرة مناهضة «للاحتلال الاميركي» كان دعا اليها اليوم بمناسبة الذكرى الخامسة لسقوط النظام العراقي السابق، وهدد في الوقت ذاته بـ«رفع تجميد» جيش المهدي، من جهتها.

وأعلنت السلطات العراقية في وقت لاحق فرض حظر التجول في العاصمة اليوم خشية وقوع أعمال عنف في العاصمة اليوم.

وقال الصدر في بيان من صفحتين ممهور بختمه «أدعو الشعب العراقي ممن يرغب في التظاهر ضد الاحتلال الى ان يؤجلوا خروجهم خوفا مني عليهم وحرصا على حفظ دمائهم. انني اخاف ان تمتد يدا العراقي ضدكم وأتشرف بأن تمتد يدا الاميركي عليكم».

وعزا زعيم جيش المهدي، الذراع العسكري للتيار الصدري، قرار تأجيل المظاهرة «المليونية» الى «تكثيف الحواجز وزرع الجواسيس وغيرها من الامور التي اعتادوا عليها»؛ في اشارة الى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.

من جهته، أوضح صلاح العبيدي، المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري لـ«الشرق الاوسط» «منذ الصباح الباكر (أمس) منعت الاجهزة الامنية الجموع الوافدة من المحافظات المحيطة ببغداد من الدخول اليها». لكن المتحدث العسكري باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا قال للصحافيين في وقت لاحق «لدينا معلومات بأن تنظيم القاعدة الإرهابي يحاول ان يستغل المظاهرات السلمية من خلال الزج بعناصر ترتدي أحزمة ناسفة وتفجر نفسها وسط المتظاهرين». وأضاف «ان القوات الامنية تحاول تجنيب المتظاهرين مخاطر السفر (...) ولذا جعلت التظاهرات مناطقية». من جهة أخرى، وفيما يبدو انه رد على تهديد المالكي اول من أمس بمنع التيار الصدري من المشاركة في الانتخابات المحلية في اكتوبر (تشرين الاول) ما لم يصار الى حل ميليشيا جيش المهدي، لوح الصدر أمس بـ«رفع تجميد» نشاطات جيش المهدي ان «اقتضت المصلحة ذلك». وقال الصدر ان جيش المهدي «سيكون يدا بيد مع شعب العراق من اجل توفير كل ما يحتاجه من امن واستقرار واستقلال (...) وان اقتضت المصلحة رفع التجميد لأجل تطبيق اهدافنا وعقائدنا وثوابتنا فسنفعل ذلك لاحقا وببيان مستقل». وكان الزعيم الشيعي قد أعلن تجميد نشاط جيش المهدي مدة ستة أشهر بعد اشتباكات مسلحة منتصف اغسطس (آب) الماضي في كربلاء أدت الى مقتل 52 شخصا وإصابة نحو 300 آخرين. كما جدد قرار التجميد في فبراير (شباط) الماضي. وفي مدينة الصدر، تجددت الاشتباكات بين القوات العراقية والاميركية من جهة، وجيش المهدي منتصف ليلة أمس. وقالت مصادر طبية ان ما لا يقل عن 12 شخصا قتلوا وأصيب 36 آخرون خلال الاشتباكات.

وعلى صعيد متصل، أعلنت الحكومة العراقية انتهاء المهلة التي منحتها للمسلحين لتسليم أسلحتهم، وقال مدير العمليات في البصرة ان قوات الامن ستباشر اليوم باستهداف المسلحين في محافظة البصرة ممن لم يستفيدوا من فرصة العفو. كما امهلت السلطات حي الكاظمية، معقل جيش المهدي في شمال بغداد، ثلاثة أيام لتسليم الاسلحة اعتبارا من اليوم». وأوضح عطا انه تقرر اعتبار مدينة الكاظمية منزوعة السلاح وتسليم جميع الاسلحة خلال مدة ثلاثة أيام.