مواجهات نواكشوط: مقتل 2 أحدهما ضابط وجرح 15 وفرار 3 سلفيين

العثور على قنابل في موقع تحصن المسلحين.. والأمن الفرنسي شارك في توجيه العملية

عنصرا أمن يشاركان في الهجوم على المنزل الذي تحصن فيه سلفيون شمال نواكشوط صباح أمس («الشرق الاوسط»)
TT

شنت قوات الأمن الموريتانية عملية ضد سلفيين جهاديين تحصنوا في منزل شمال نواكشوط، الليلة قبل الماضية، انتهت بمقتل اثنين على الاقل بينهم ضابط أمن، فيما تمكن ثلاثة من السلفيين من الفرار. وتمكنت وحدة خاصة من الحرس الرئاسي، فجر أمس، من اقتحام المنزل الذي دارت المواجهات بقربه، ووقعت عملية الاقتحام بعد مضي عشر ساعات على محاصرته من طرف الحرس والدرك، فيما لم يتم العثور على أحد بداخله ووجد مقتحموه قنابل يدوية ومعدات إلكترونية وكتب للوعظ والإرشاد. وذكرت مصادر طبية أن حوالي 15 جريحا وصلوا إلى الحالات الاستعجالية بالمستشفى الوطني لتلقي العلاج.

وأعلنت الإذاعة الوطنية ان ثلاثة من «الجهاديين» فروا قبل شن الهجوم، مشيرة إلى أن الهجوم أرجئ حتى ساعات الفجر لاسباب أمنية حرصاً على تجنب الحاق أضرار بالمساكن المجاورة. وذكر شهود عيان ان قوات الامن شنت الهجوم قرابة الساعة السابعة والنصف صباحا، وأفادوا بانهم شاهدوا عناصر الامن يقتحمون المنزل القائم في مبنى كبير من طبقة واحدة، وذلك بعدما القت قنابل مسيلة للدموع واطلقت النار بالاسلحة الرشاشة.

وأكد شهود عيان أن عناصر من الأمن الفرنسي شاركوا في توجيه وقيادة العملية الليلة قبل الماضية، وقال شرطي مصاب لـ«الشرق الأوسط» إن الضباط الفرنسيين قادوا أفراد الشرطة خلال عمليات التوجيه إلى نقطة خطيرة ومكشوفة، مما تسبب في إيقاع الشرطة في مرمى المسلحين السلفيين الذين كانوا متحصنين داخل المنزل، ثم أطلقوا وابلا من الرصاص على رجال الأمن قبل أن يلوذوا بالفرار. وذكرت مصادر أمنية أن سيارة تقل خمسة أو ستة اشخاص تمكنت من الفرار خلال المواجهات الليلة قبل الماضية وقد أمن لهم التغطية آخرون بقوا في المنزل. وتوجه هؤلاء إلى الشمال لكنهم تخلوا عن السيارة بسرعة بسبب ثقب في احد اطاراتها.

وعثرت قوات الامن داخل السيارة على رجل جريح خضع لعملية جراحية مساء. وتردد في البداية أن الجريح كان هو المطلوب سيدي ولد سيدنا، لكن اتضح لاحقاً أنه شخص آخر. وولد سيدنا هو أحد الثلاثة المتهمين بقتل السياح الفرنسيين الاربعة في ديسمبر (كانون الاول) الماضي في جنوب موريتانيا وقد تمكن من الفرار الاربعاء الماضي من قصر العدل.

والليلة قبل الماضية، سادت حالة من الرعب والقلق في نفوس سكان حي «تفرغ زينة» النائم في ضاحية نواكشوط الشمالية الغربية، قبل أن تتجدد الاشتباكات صباحاً، مما استدعى وصول تعزيزات أمنية.

وتشكل مواجهة الليلة قبل الماضية أول معركة مباشرة بين التيار السلفي الجهادي والجيش الموريتاني، ويخشى مراقبون من ان يشكل هذا بداية فصل جديد في البلاد بين الجماعات المسلحة المحسوبة على تنظيم القاعدة وقوات الأمن الحكومية. ويخشى كثيرون من أن يكون «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» نجح في اختراق أجهزة الأمن في البلد.