تأهب في إسرائيل في ضوء إعلان سورية عن تدريبات الدفاع المدني

جنرال أميركي أشرف على المناورات الإسرائيلية الداخلية

TT

في اليوم الرابع وقبل الأخير لتدريبات الدفاع المدني في اسرائيل، أمس، كشف النقاب في تل أبيب، عن ان جنرالا أميركيا يشرف على هذه التدريبات واستنتاجاتها، وان اسرائيل قررت الاستمرار في حالة التأهب العسكري في الشمال، في ضوء اعلان سورية عن اجراء تدريبات دفاع مدني.

وكانت التدريبات الاسرائيلية، المستمرة منذ يوم الأحد الماضي، وستختتم اليوم، قد تركزت أمس على عمليات الانقاذ، حيث تم تصور خطر سقوط صواريخ تحمل أسلحة كيماوية وبيولوجية، بهدف تجربة الأدوية وتدريب طواقم العمل الخاصة لهذا النوع الحساس من الأسلحة، كما تم هدم عدة عمارات قديمة في جادة القدس في مدينة يافا، بهدف التدرب على انقاذ مواطنين من تحت الركام.

وظهر في أحد التدريبات الجنرال الأميركي ستيفن بلوم قائد قوات الحرس الوطني الرئيسي في الولايات المتحدة، وهو يتفقد قوات الدفاع المدني الاسرائيلية. وتعرف الصحافيون بسهولة على شخصيته، إذ انه أحد الزائرين الدائمين لاسرائيل ضمن وفود التنسيق الاستراتيجي المشترك بين الجيشين الأميركي والاسرائيلي. واتضح انه يشرف على هذه التدريبات منذ بدايتها. وشارك في الاجتماعات اليومية التي عقدتها قيادة الجيش الاسرائيلي وسلطة الدفاع المدني، للخروج باستنتاجات من التدريبات.

ولفت المراقبون النظر الى ان هناك تعاونا دائما بين اسرائيل والولايات المتحدة أيضا في مجال الدفاع المدني، ولكن حضور جنرال أميركي بهذه المسؤولية في مثل هذه التدريبات، هو أمر نادر الحدوث، مما يدل على اهتمام الولايات المتحدة بتحقيق هدف هذه التدريبات، ألا وهو الاستفادة من اخفاقات اسرائيل في حربها الأخيرة مع لبنان.

وعقد الجنرال بلوم عدة لقاءات خلال التدريبات مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، ونائبه متان فلنائي، اللذين يقودان طواقم التدريب. ونقل على لسانه ان الولايات المتحدة واسرائيل تدركان ان «هناك تهديدات حقيقية مشابهة على أمن مواطنيهما من عناصر الارهاب ومن يدعمه». من جهة أخرى، أعلن ناطق عسكري اسرائيلي ان حالة التأهب العالية المعلنة منذ اغتيال عماد مغنية، القائد العسكري لقوات حزب الله، قبل حوالي الشهرين، ستستمر في الايام المقبلة، ايضا بعد انتهاء التدريبات، وذلك في ضوء اعلان سورية عن تدريبات مشابهة. وقال انه يقرأ بدقة الاعلان السوري بأن هذه التدريبات تستهدف معرفة جاهزية سورية لمواجهة «خطر كوارث طبيعية وغيرها»، لكن اسرائيل كما قال «جاهزة لأي احتمال آخر».

والجدير بالذكر ان الاسرائيليين يذكرون جيدا ان الجيش السوري استعد لشن هجومه العسكري الأول في حرب أكتوبر (تشرين الاول) 1973، من خلال اجراء تدريبات عسكرية. فقد نجح في خداع اسرائيل يومها بالقول ان تلك مجرد تدريبات، ولكنه انتقل بسرعة وبشكل مفاجئ تماما الى هجوم حربي متكامل بعد أيام قليلة من بدء التدريب. وكانت قيادة سلطة الدفاع المدني الاسرائيلية قد أعلنت، مساء اول من امس، انها راضية عن نتائج التدريبات كما جرت حتى الآن. ونصحت المتخوفين من الاخفاقات التي ظهرت فيه، بألا يثيروا الهلع والفزع بسبب تلك الاخفاقات، «فنحن نجري التدريبات حتى نتعرف على نواقصنا ومشاكلنا ونجد الحلول لها، إذا ما وقعت الواقعة، لا سمح الله، وتدهورت الأمور الى حرب»، كما قال متان فلنائي. وأضاف ان قوات الدفاع المدني والمؤسسات الشعبية الاسرائيلية جميعها، تعاملت مع التدريبات بمنتهى الجدية وأثبتت ان «شعب اسرائيل يعرف كيف يكون موحدا ومتعاضدا في مواجهة الأخطار الخارجية، وهذا هو سر نجاح التدريبات».

ولكن هذه الصورة الوردية لم تكن مطابقة في الواقع في كل الحالات. ووقعت حادثة طريفة، في الكنيست اول من أمس، عندما دخل المدير العام للبرلمان الى غرفة النائب جلعاد اردان من حزب الليكود وطلب منه أن ينزل الى الملجأ. فسأله: عن أية تدريبات تتحدث؟ فأجابه: عن تدريبات الدفاع المدني الجارية في كل اسرائيل، وأرجوك إسرع للنزول الى الملجأ». ورفض النائب اردان النزول محتجا: «كيف يمكنكم أن تجروا تدريبات كهذه من دون أن تخبروا منتخبي الشعب؟». ورد المدير العام: «سيدي لا تمازحني، لقد صرفنا أموالا طائلة على هذه التدريبات، أرجوك امتثل للتعليمات وتعاون معي في انجاح التدريب». لكن النائب اردان أصر على النقاش: «تصرفون أموالا طائلة على تدريبات من دون أن تجدوا وسيلة اعلام واحدة تخبر الناس؟». فصاح به المدير العام: «يا سيدي ان العالم كله يعرف عن هذه التدريبات ويتحدث عنها وهناك خطر أن تتحول الى حرب حقيقية. فإذا لم تستمع حضرتك الى الأخبار، هذا ليس ذنبي، إنني مضطر لأخذك بالقوة الى الملجأ». واستدعى حرس الكنيست ليساعده على تنفيذ مهمته.