قمة أفريقية استثنائية لبحث الوضع في زيمبابوي .. ونتائج الانتخابات لا تزال معلقة

الضغوط على نظام موغابي تتزايد

مواطنون في زيمبابوي ينتظرون دورهم لشراء الخبز امام احد متاجر هراري (رويترز)
TT

تصاعدت وتيرة الضغوط الدولية على نظام الرئيس روبرت موغابي في صدد حثه على اعلان نتائج الانتخابات التي شهدتها البلاد قبل 11 يوما ولاتزال نتائجها معلقة. اذ يعقد قادة دول مجموعة تنمية افريقيا الجنوبية قمة استثنائية بعد غد السبت في زيمبابوي، لدرس الازمة التي يواجهها هذا البلد، بحسب بيان نشره امس مكتب الرئيس الزامبي ليفي موانواسا. ويتولى موانواسا حاليا رئاسة هذه المجموعة.

وقال موانواسا: «نظرا الى التطورات التي اعقبت الانتخابات، قررت بوصفي رئيسا لمجموعة تنمية افريقيا الجنوبية، الدعوة الى عقد قمة استثنائية السبت المقبل، لبحث سبل مساعدة شعب زيمبابوي»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وبعد 11 يوما على الانتخابات العامة، لا يزال الوضع متوترا في زيمبابوي، حيث لم تعرف بعد نتائج الانتخابات الرئاسية. وتضم الهيئة 14 بلدا عضوا ومقرها غابورون (بوتسوانا).

وفي بروكسل، اكد رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروزو، ان شعب زيمبابوي «يريد التغيير» وان هذا الامر «يجب ان يكون واضحا جدا بالنسبة لرئيس زيمبابوي روبرت موغابي.

وقال باروزو خلال مؤتمر صحافي، ان «هناك امرا يجب ان يكون واضحا جدا بالنسبة الى موغابي: الشعب يريد التغيير والديمقراطية».

واضاف رئيس المفوضية الاوروبية «يجب فعل كل ما يلزم لتجنب تدهور الوضع». وتابع «نحن قلقون للغاية من التأخير وغياب الشفافية» في نشر النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية.

وانضمت امس جنوب افريقيا الى الجهود المبذولة من اجل الضغط على موغابي لاعلان النتائج. ودعا جاكوب زوما زعيم الحزب الحاكم في جنوب افريقيا الجار القوي لزيمبابوي الى اعلان نتائج انتخابات الرئاسة.

وصرح زوما الذي ينافس الرئيس ثابو مبيكي باعتباره أقوى رجل في جنوب افريقيا ويتقدم السباق لخلافته في عام 2009، لصحيفة ستار بقوله «أعتقد انه كان يتعين على اللجنة الانتخابية في زيمبابوي ان تكون قد اعلنت النتائج الان»، حسب ما نقلت وكالة رويترز.

وقال زوما الذي اجتمع مع زعيم المعارضة في زيمبابوي في وقت سابق هذا الاسبوع «ليس شيئا جيدا إبقاء الأمة في حالة ترقب. الان اصبحت الانتخابات في زيمبابوي قضية دولية. لقد توقعنا جميعا ان تعلن النتائج بمجرد انتهاء الانتخابات. والان توجد شكوك بين الناس».

وأحدثت تصريحاته فجوة مع مبيكي الذي دعا باستمرار الى «دبلوماسية هادئة» في زيمبابوي.

وكان زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفانجيراي اعلن امس انه يقوم بجولة اقليمية لاقناع قادة افريقيا الجنوبية بالتدخل في زيمبابوي لتجنيب بلاده الغرق في حال الفوضى على حد قوله.

وقال تسفانجيراي في مقابلة مع اذاعة «اس اي اف ام» جنوب الافريقية الرسمية «انا الآن موجود في بوتسوانا حيث التقيت الرئيس (يان) كاما لإطلاعه على الوضع». واضاف «سأزور دول المنطقة للتشديد على انها (المنطقة) ليست بحاجة الى فوضى سياسية» على ابوابها. وفي هراري، أكد محامو اللجنة الانتخابية في زيمبابوي ان عملية فرز كل اصوات الانتخابات الرئاسية لم تنته بعد، مطالبين القضاء برفض المراجعة التي تقدمت بها المعارضة لارغام اللجنة بالنشر الفوري للنتائج.

وقال المحامي جورج شيكومبيريكي امام المحكمة الناظرة في الدعوى في هراري في اليوم الثاني لنظر هذه المحكمة في مضمون المراجعة التي تقدمت بها الحركة من اجل التغيير الديمقراطي (المعارضة): إن «عمليات الفرز لم تنته وعملية التحقق لاتزال جارية».

واضاف «ما يطلبونه ليس معقولا. يجب رفض مراجعتهم، ما كان يجب ابدا قبولها».

وقد طلبت المعارضة في زيمبابوي من قادة دول مجموعة التنمية في افريقيا الجنوبية ان يدعوا موغابي الى التنحي من السلطة خلال قمتهم المقررة في زامبيا.

وقال الامين العام لحركة التغيير الديمقراطي (معارضة) تنداي بيتي خلال مؤتمر صحافي «نأمل ان يوجه طلب الى الرئيس موغابي للاستقالة».

واتهمت المعارضة في زيمبابوي انصار الرئيس موغابي بشن حملة انتقامية ضد الناخبين الذين لم يصوتوا للحزب الحاكم في الانتخابات، مشيرة الى تعرض نحو مائتي شخص لتهديدات او مضايقات.

وقال نلسون شاميسا المتحدث باسم الحركة الديمقراطية من اجل التغيير المعارضة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «وردتنا معلومات عن تعرض مائتي شخص للتعنيف، طردوا من منازلهم او هددوا بطريقة او بأخرى». واضاف ان «عددا من القرويين تعرضوا للضرب، بعض انصارنا ومرشحينا تمت ملاحقتهم وفروا من منازلهم. الناس يائسون». واضاف «قالوا لهم انهم لم يحسنوا التصويت».

واوضح المتحدث ان المعلومات عن حصول مضايقات وردت من سائر انحاء البلاد، مؤكدا ان «الاعمال الانتقامية ضخمة»، واشار الى ان انصار موغابي «يمارسون الدعاية ويستخدمون لغة الكراهية لاشعال حرب».

الى ذلك، اعلن القاضي الذي رفعت اليه المعارضة في زيمبابوي مراجعة لنشر نتائج الانتخابات الرئاسية الاخيرة فورا انه «يفترض ان يكون جاهزا» لإصدار حكمه الاثنين المقبل.

وقال القاضي تنداي اوشينا امام محكمة هراري «ادراكا مني للطابع الطارئ للطلب، يفترض ان اكون جاهزا لاصدار حكم بعد ظهر الاثنين».

ومن جانبها، اتهمت حكومة موغابي المعارضة بالسعي لزعزعة استقرار البلاد باعلان فوزها في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 29 مارس قبل اعلان النتائج الرسمية.

وقال وزير العدل باتريك شيناماسا، أحد المعاونين المقربين من موغابي خلال مؤتمر صحافي «ان مطالب (المعارضة) تهدف الى زعزعة استقرار البلاد».