كوريا الشمالية تعلن اتفاقا مع أميركا حول أسلحتها النووية وتنتظر «المكافأة السياسية»

واشنطن تقلل من أهمية ما تحقق وتقول إن الكثير يجب أن ينجز

TT

قللت واشنطن من أهمية التقدم الذي تحقق حول الاسلحة النووية لكوريا الشمالية، في وقت اعلنت فيه بيونغ يانغ انها توصلت الى اتفاق مع الولايات  المتحدة بشأن الاعلان عن اسلحتها النووية. وكانت الخارجية الكورية قد قالت ان الجانبين توصلا خلال محادثات سنغافورة التي جرت اول من امس الى اتفاق بشان حصول كوريا الشمالية على «مكافأة سياسية» من واشنطن.

وقال مصدر في الخارجية الاميركية إن اختراق حالة الجمود الراهنة مايزال لم يحدث. واشار المصدر الى تصريحات كرستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية التي قال فيها من بكين انه لم يتم بعد حسم كل الامور. وبحث هيل في العاصمة الصينية ترتيبات عقد الاجتماع الخماسي الذي يضم اميركا والصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية. وقال هيل «لدينا الكثير الذي نعمله ولا أود القول اننا حققنا تقدماً اساسياً». لكنه اشار الى ان اجتماعاته في سنغافورة مع نائب وزير الخارجية كيم غوان كانت ايجابية. وأضاف «بصورة عامة يمكن القول إنها كانت أياماً حسنة». ورفض ان يعطى خلاصات لما تحقق كما امتنع عن الاجابة على اسئلة بشأن مدى اقتراب البلدين من إحراز تقدم.

وتؤكد كوريا الشمالية انها اصدرت اعلانا واضحا بمنشآتها النووية في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي لكن الولايات المتحدة تتهمها باخفاء برنامج لتخصيب اليورانيوم واقامة علاقات مع سورية في المجال النووي. وتطالب الولايات المتحدة بيونغ يانغ بكشف مفصل عن كل نشاطاتها النووية. ووافقت كوريا الشمالية في فبراير (شباط) من العام الماضي على التخلي عن برنامجها النووي مقابل الحصول على معونات اقتصادية، وذلك في اتفاق وقعت عليه مع الولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا. واوقفت بيونغ يانغ منذ ذاك بالفعل مفاعلها النووي في يونغبون، الا انه لم يتم تنفيذ الاتفاق بسبب امتناع الكوريين الشماليين عن تقديم كشف بكل نشاطاتهم النووية قبل نهاية العام الماضي كما نص عليه الاتفاق. وقلل هيل حتى قبل بدء اجتماعات سنغافورة من احتمالات ان تسفر جولة المحادثات عن اتفاق جديد حيث قال «لا اعتقد اننا سنتوصل الى اتفاق، حيث اننا لا نسعى الى اتفاق جديد بل للتشاور حول بعض الامور التي فرقت بيننا». واضاف: «ان الكوريين الشماليين يعرفون بالضبط ماهية هذه الامور، ويعرفون ايضا اننا ما كنا لنجتمع بهم لولا ثقتنا بامكانية تحقيق شيء ما». يذكر ان قضيتين محوريتين تفصلان ما بين الجانبين: ما اذا كان لكوريا الشمالية برنامج لتخصيب اليورانيوم، وما اذا قامت بنقل التقنية النووية الى دول اخرى. وتنفي كوريا الشمالية من جانبها التهمتين، وتقول إنها قد سلمت الاميركيين كل التفاصيل المتعلقة بنشاطاتها النووية. وتزامن الاجتماع مع ارتفاع في حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. فقد اغضب بيونغ يانغ قرار الرئيس الكوري الجنوبي الجديد بربط المعونات المقدمة الى كوريا الشمالية بالتقدم المحرز في مجالي نزع الاسلحة النووية وحقوق الانسان. وكانت كوريا الشمالية طردت مديرين كوريين جنوبيين من منطقة صناعية مشتركة بين البلدين، كما قامت باختبار عدد من الصواريخ .

وفي الجار الجنوبي، حقق الحزب المحافظ بزعامة الرئيس لي ميونغ باك الأغلبية الساحقة في الانتخابات البرلمانية التي جرت امس في كوريا الجنوبية، بحسب استطلاعات أجرتها اربع محطات تلفزيونية رئيسية لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع.

وفي حال تأكيد النتائج فانها ستعزز موقف الرئيس بتطبيق اصلاحات واسعة وانعاش الاقتصاد وفرض قيود على كوريا الشمالية.

وتوقعت الاستطلاعات، التي اثبتت عدم دقتها في انتخابات برلمانية سابقة، فوز الحزب الوطني الكبير بما بين 154 الى 184 مقعدا في البرلمان الذي يضم 299 مقعدا.

كما توقعت فوز الحزب الديمقراطي المتحد الليبرالي، اكبر احزاب البرلمان الحالي، بما بين 67 الى 93 مقعدا. وصرح كانغ جاي ـ سوب، احد زعماء الحزب الوطني الكبير عقب الاستطلاعات «اعتقد ان الناخبين اعطوا الحزب الوطني الكبير تخويلا لتغيير بلادنا بشكل كبير» حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

ورجحت استطلاعات الرأي ان يحقق الحزب الوطني الكبير الذي يتزعمه لي فوزا ساحقا على خصمه الليبرالي الحزب الديمقراطي المتحد. وكان لي حقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وخاض حملته من اجلها تحت شعار «الاقتصاد أولا».