قياديون بعثيون: حزبنا لا يمكن اجتثاثه بقانون.. ولا بجرة قلم من بريمر أو المالكي

أحدهم لـ «الشرق الأوسط»: بدلا من 6 ملايين عضو أصبحنا تنظيما رشيقا من نصف مليون

TT

بعد خمسة اعوام على الاجتياح الاميركي للعراق الذي اطاح صدام حسين قبل اعدامه، بدأت مئات من البعثيين من المراتب الدنيا يستعيدون وظائفهم العامة لكنهم يفقتدون الى زمن القبضة الحديدية للرجل الذي حكم العراق قرابة ربع قرن.

وقانون «المساءلة والعدالة» الذي يتيح ضمن شروط معينة إعادة تأهيل عناصر من الحزب عبر اعادتهم الى وظائفهم دخل حيز التنفيذ في الثالث من فبراير (شباط) الماضي. وبعد خمس سنوات من الاحتلال الاميركي للعراق وحل حزب البعث الذي حكم ما يقرب من 35 عاما البلد، يبدو السؤال المطروح راهنا هو اين حزب البعث اليوم، وكم هم عدد اعضائه بعد ان كان يضم اكثر من 6 ملايين بعثي من مختلف الدرجات الحزبية، ومن يقود الحزب حاليا ؟.

المتحدث باسم البعث في دمشق الدكتور خضير المرشدي يؤكد أن «حزب البعث اخذ طابع المقاومة أكثر من طابع التنظيمات السابقة، والعراقيون عرفوا كشعب مقاتل من خلال ما مروا به من حروب بدءا بالحرب العراقية ـ الإيرانية»، مشيرا الى أن «عملياتنا كمقاومة كلها تصب ضد المحتل وليس ضد أبناء شعبنا الذي يتعرض على أيدي الميليشيات للقتل اليومي». ويقسم الممثل السياسي للبعث التنظيمات إلى قسمين «الأول تنظيم سياسي لا علاقة له بفصائل الحزب المقاومة، والثاني تنظيم مقاوم مسؤول عن الجناح العسكري للحزب»، منوها إلى انه «ليس هناك أي تنظيمات للحزب في الخارج وتنظيماتنا كلها داخل العراق». ويقول المرشدي إن «الحزب يرفض بشكل قاطع التعامل أو التفاوض مع قوات الاحتلال أو مع الحكومة أو أي طرف مشترك فيها، كما يرفض التعامل والاعتراف بها وبالبرلمان وبالدستور ويعتبرها إجراءات باطلة أقرها المحتل، ويجب إنهاء الاحتلال والعملية السياسية القائمة الآن، لتقوم عملية سياسية وطنية يشترك بها كل العراقيين». واضاف المرشدي «نحن رافضون لكل القرارات التي صدرت وتصدر في ظل الاحتلال، ومنها قوانين اجتثاث البعث، او المساءلة والعدالة او النفط والغاز»، مشيرا الى «ان هذه القوانين باطلة وغير شرعية وان القانون الدولي لا يعترف بأية قوانين او قرارات تتخذ في ظل الاحتلال». وقد أقر مجلس النواب هذا القانون بديلا لقانون «اجتثاث البعث» من اجل تشريع عملية المصالحة الوطنية. وزعم أن «حزبنا يؤمن بالعمل السياسي التعددي الوطني الديمقراطي لإقامة حكومة ديمقراطية وفق دستور يكتبه العراقيون انفسهم، وبناء أفضل العلاقات مع الدول العربية ودول العالم». ويضيف أن «تنظيمات الحزب قوية في الداخل، فهو حزب عريق عمره أكثر من 60 عاما ومتعود على وسائل العمل السرية والعمل المسلح وقيادة الدولة والجماهير لما يقرب من 40 عاما ولا يمكن اجتثاثه بقانون ولا بجرة قلم من بريمر او المالكي». وحول تمويل الحزب، قال المرشدي «تمويلنا وتمويل المقاومة البعثية يتم من كل العراقيين الخيرين ولم نتسلم أية مساعدة من أشخاص أو حكومات أو منظمات غير عراقية أو من خارج العراق، وللحزب امكانياته وعلاقاته المعروفة»، نافيا أن تكون للحزب «أية علاقة تنظيمية مع حزب البعث في سورية سوى الالتقاء الفكري والأهداف الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية». المرشدي يؤكد ان «الرفيق عزة الدوري» المطلوب الرئيسي اليوم للقوات الاميركية، «هو من يقود الحزب»، مشيرا الى ان «الرفيق عزة الدوري موجود وهو من يقود الحزب حاليا ونحن على يقين بوجوده، وكان قد ادلى بحديث صوتي خلال قمة الرياض وتمت اذاعته».

الكاتب السياسي البعثي صلاح المختار، رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» الناطقة باسم الحكومة العراقية سابقا، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «حزب البعث كان مترهلا في عدد الأعضاء قبل الغزو، واليوم بات رشيقا وتخلص من الانتهازيين الذين انتموا لتحقيق مصالح شخصية»، مضيفا أن «عدد البعثيين كأنصار وأعضاء كان ستة ملايين بعثي واليوم هناك في الداخل نصف مليون بعثي حقيقي وهذه علامة صحية في حياة البعث». وزعم المختار أن «هناك 200 ألف بعثي في فصائل المقاومة المسلحة و300 ألف بعثي في التنظيمات السياسية وهم احتياط داعم للمقاومة»، قائلا إنه «ليس هناك تنظيم سياسي في العراق يضم جميع أطياف الشعب العراقي ويغطي العراق بأكمله سوى حزب البعث. هناك أحزاب طائفية مدعومة من قبل ايران». ويؤكد مزهر مضني عواد، عضو القيادة القطرية السابق للبعث، والذي يعتبره المرشدي بانه منشق عن الحزب، قائلا «أنا لم التق بعزة الدوري، أين هو؟ أين مكانه؟ أنا اعرف انه مايزال على قيد الحياة وهناك من يقول إنه في سورية أو اليمن لكنني اعرف انه مايزال في العراق وأوضاعهم المالية جيدة حيث كانت الدولة والحزب لهم وعندهم حساباتهم في الخارج .. كلها لدى عزة الدوري اليوم».

ويقول باسم رضا الحسيني مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي لوكالة الصحافة الفرنسية «ان البعثيين عراقيون، يجب معاملتهم كذلك، فالعراق بلدهم»، مشيرا الى ان «البعث فقد مكانه في العراق كونه قتل شعبنا لكن هناك العديد من السنة والبعثيين السابقين الذين يشغلون مناصب مهمة في الحكومة والادارة العامة لن نقوم بطردهم».

من جهته، يقول نبيل محمد يونس استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد ان «كفاءة البعثيين وخبرتهم في اجهزة الدولة ودوائرها مهمة جدا من اجل اعادة اعمار العراق». ويضيف «اذا كنا نريد نظاما ديمقراطيا فيجب علينا قبول هؤلاء».