بوش يقرر اليوم مستقبل قواته في العراق بناء على توصيات بترايوس

طهران تنتقد الاتهامات الأميركية حول دورها «التدميري».. وأوباما يدعو إلى محاورتها

رجل أمن يطرد متظاهرا يحمل ملصقا كتب عليه «لن أصمت»، احتجاجا على وجود القوات الاميركية في العراق اثناء ادلاء كروكر وبترايوس بشهادتيهما في الكونغرس اول من امس (رويترز)
TT

من المرتقب ان يعلن الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم موافقته على توصيات قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس، بتجميد سحب القوات من هذا البلد بعد يوليو (تموز) المقبل.

وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو للصحافيين أمس: «تسمعون الرئيس يردد منذ سنوات انه القائد الاعلى للقوات، الذي يستمع الى قادته الميدانيين والخبراء القادرين على اعطائه افضل النصائح». وتابعت ان الرئيس «اعتاد الاستماع الى قادته الميدانيين، ولن يكون وفيا لاسلوبه ان لم يستمع اليهم».

واوصى الجنرال بترايوس في شهادته امام الكونغرس، يومي امس واول من أمس، بتجميد سحب القوات الاميركية من العراق لفترة لا تقل عن شهر ونصف الشهر، اعتبارا من يوليو المقبل. ويذكر ان هذا الموعد حدد اذ انه موعد سحب القوات الاميركية الاضافية التي ارسلت الى العراق العام الماضي كتعزيزات، ليعود عدد القوات الاميركية الى 140 الفاً من جديد. وكرر بترايوس، ومعه السفير الاميركي لدى بغداد ريان كروكر، شهادتيهما امام لجنتي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي امس، بعدما ادليا بشهادتيهما امام لجنتين مماثلتين في مجلس الشيوخ اول من أمس. وقال بترايوس: «أوصي قيادتي بأن نواصل عملية خفض عديد القوات الاضافية التي تم ارسالها الى العراق، وعند الانتهاء من سحب اخر لواء قتالي من تلك القوات، نأخذ فترة 45 يوما للمراجعة والتقييم». وتابع انه بعد ذلك «نباشر درس الظروف الميدانية لتحديد الوقت الذي يمكننا ان نوصي فيه بعمليات تخفيض جديدة» للقوات، معتبرا ان التقدم الذي تحقق في العراق «هش ويمكن ان ينعكس». ورداً على سؤال في جلسة أمس، قال بترايوس انه يستبعد الطلب مجدداً من الرئيس الاميركي ارسال قوات جديدة في العراق، حتى في حال تراجعت الاوضاع في البلاد. وأوضح ان هذا الاحتمال «بعيد عن ذهني».

وواجه بترايوس وكروكر سيلاً من الانتقادات في اللجنة العسكرية في مجلس النواب الاميركي، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، أكثر حدة من تلك التي سمعاها في مجلس الشيوخ أول من امس، التي 3 من اعضائها مرشحون للرئاسة الاميركية. وقال رئيس اللجنة الديمقراطي أيك سكيلتون، إن سياسة إدارة بوش في العراق تركت الولايات المتحدة من دون موارد كافية لحماية نفسها من أي هجوم. واضاف سكيلتون قائلاً: «حرب العراق تحول بيننا وبين الاستعداد لاي نزاع مقبل».

وأعاد الجنرال بترايوس قوله في مجلس النواب، إن الوضع ما يزال هشاً في العراق ولا يسمح بتقديم وعود بالانسحاب. واضاف: «الاوضاع في بعض المناطق غير مرضية وهناك تحديات مستمرة». في حين قال السفير كروكر إن هناك تحسناً سياسياً واقتصادياً خلال الأشهر الماضية، لكنه تحسن غير صلب. وبدا الجمهوريون في مجلس النواب أكثر تفاؤلاً عن قبل. وقال النائب دنكان هنتر «لا يمكن لأحد ان ينكر ان الوضع الأمني في العراق قد تحسن».

وعلى صعيد آخر، انتقدت ايران الولايات المتحدة أمس، غداة اتهام بترايوس الجمهورية الاسلامية بلعب دور «مدمر» في العراق، مشيرة الى عجز واشنطن عن تحقيق اهدافها في هذا البلد. واعلن الجنرال بترايوس في شهادته للكونغرس ان ايران تلعب دورا «مدمرا» في العراق، معتبرا ان الدعم الايراني للميليشيات الشيعية المسلحة يشكل اكبر خطر على الديمقراطية في العراق على المدى البعيد.

وجاء في بيان صادر عن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني أمس، ان «هذا التقرير يكشف انه على الرغم من الاجتياح ـ الذي نتج عنه المزيد من القتلى ـ فان الاميركيين عاجزون عن تحقيق الاهداف التي اعلنوها في العراق». وتابع البيان: «لا يمكن للولايات المتحدة ان تلقي على الاخرين مسؤولية مشكلاتها الناتجة عن ادائها، من خلال المواربة واللعب على الكلام».

وكرر بترايوس وكروكر اتهامهما لايران بلعب دور سلبي في العراق، ودعم الجماعات المسلحة. وكان المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية باراك اوباما قد دعا الى بدء حوار مع ايران حول احلال الاستقرار في العراق في جلسة مساء اول من أمس. ورأى اوباما ان افضل ما يمكن ان تحققه الولايات المتحدة في العراق هو «الابقاء على الوضع القائم، الذي يتسم بالفوضى»، معتبرا ان تحقيق اهداف الادارة الاميركية في العراق يتطلب بقاء القوات الاميركية لمدة ثلاثين عاما. واضاف اوباما: «اذا كان (رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي) يقبل باقامة علاقات طبيعة وحسن جوار مع ايران، فعلينا التحدث اليهم ايضا». وتابع باراك اوباما: «لا اعتقد اننا نستطيع احلال الاستقرار بدونهم».

وبينما اكدت هيلاري كلينتون التي تنافس اوباما على الرئاسة اول من أمس رفضها لابقاء القوات الاميركية في العراق، عبر مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين عن تأييده القوي للحرب. وبعد مشاركته في جلسة أول من أمس، خرج ماكين مبكراً من الجلسة ليحضر حفل تسليم الرئيس الاميركي وساما الى عائلة جندي اميركي قتل في العراق. وبينما بكى بوش في الحفل، عبر ماكين مجدداً عن عزمه «انهاء المهمة في العراق» في حال تولى الرئاسة.