بري يرد على منتقديه في الداخل والخارج ونائبه مكاري يتهمه بخدمة النظام السوري

الجميل يشدد على أولوية انتخاب الرئيس اللبناني

TT

اشتعلت جبهة التصريحات السياسية في "الوقت الضائع" الذي يفصل لبنان عن الاتصالات الدولية والاقليمية الجارية في محاولة لوضع الازمة اللبنانية على سكة الحل.

وقد انشغل رئيس مجلس النواب نبيه بري في التصدي للمواقف التي استهدفته في الداخل والخارج. فأصدر بياناً رد فيه على وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي اتهمه بـ«اللعب»، وأدلى بتصريح قال فيه: «مثل فرنسي يقول: بعد ربع قرن من صداقة بين اثنين لا بد ان يخون احدهما الآخر، وقد فعلت، كان بإمكانك ان تسأل سفير فرنسا لدى لبنان اندريه باران لتتأكد انني لم اطلب موعدا لزيارة فرنسا ولا نية لي حاليا لا سيما ان سعادة السفير اكد لي احترام فرنسا للحوار الذي ادعو اليه، فهل يفعل ذلك من يرقص على حبال خارجيتها؟».

وكان بري استقبل امس الرئيس السابق امين الجميل، الذي اشار الى ان «الاولوية المطلقة في الوقت الحاضر ويجب ان تكون لدى كل الاطراف اللبنانيين وليس فقط اولوية فريق، هي انتخاب رئيس الجمهورية». وقال: «بعد كل الذي عشناه نعتقد ان من المفروض التركيز الآن على انتخاب الرئيس وبعد ذلك نغوص في كل المواضيع الاخرى، وخصوصا تشكيل الحكومة حيث لا يوجد أي اشكال ان تكون حكومة وحدة وطنية وتكون هناك مشاركة حقيقية. واعتقد ان الرئيس المقترح، الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان كفيل بتشكيل هكذا حكومة. وليس من المفروض ان نضع شروطا مسبقة طالما ان هذا هو توجهه وهو قادر من خلال صلاحياته على ان يقف في وجه اي حكومة غير وفاقية».

واعتبر «ان اي حوار لا يكون هادفا وله آلية واضحة وفيه تأكيد على اننا نريد ان نصل الى نتيجة، يكون ذا نتائج عكسية ولن يجدي نفعاً. ما يهمنا الآن ان لا نناقش اذا كان الحوار تابعاً لهذه المبادرة او تلك. ما يهمنا هو ان نضع آلية واضحة وهادفة مع تقنيات دقيقة تؤدي في النهاية الى انتخاب رئيس جمهورية في اسرع وقت، لانه يظهر ـ وانا مقتنع بما اقول ـ ان كل الاتصالات التي اجريناها او الحوارات ايا يكن نوعها يتأكد ان الشروط التي توضع امام انتخاب الرئيس هي للالهاء ولتحويل الانظار عن هذا الانتخاب، وكأن المقصود تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية. ونحن نخشى ان نعود ونقع في الفخ نفسه».

هذا، وأكد النائب علي حسن خليل ان الرئيس بري «لم يكن يوما يتعاطى باستخفاف في مسألة الحوار، بل كانت كل مبادراته تنبع من تقدير دقيق للموقف ولطبيعة الازمة ولمواقف الاطراف بما يعكس آمال اللبنانيين القلقين اليوم ويطرحون سؤالا على كل المعنيين في الخارج والداخل الذين يعترضون على الدعوة الحوارية: ما هو البديل؟». وذكر ان الرئيس بري «حدد جدول أعمال لهذا الحوار يرتكز على ترجمة النقاط الثلاث التي شكلت عناصر المبادرة العربية: اولا التوافق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية باعتباره نقطة محسومة. وتبقى نقطتان هما تشكيل الحكومة وقانون الانتخابات. وهما خاضعتان للحوار الداخلي. وللمعارضة موقف في هذا الامر تعكسه على الطاولة. وهي منفتحة على مناقشة كل الاقتراحات من الجانب الآخر. هذا هو اطار الحوار الذي طرحه الرئيس بري والذي لا يتعارض على الإطلاق مع اقتناعه الاكيد بان الحوار الوطني يجب ان يرعاه رئيس الجمهورية الذي سينتخب. ولا مانع ان يكون الحوار بل المطلوب ان يكون الحوار في قصر بعبدا. ولكن ما يدعو اليه هو الحوار حول المشكلة السياسية للوصول الى انتخاب لهذا الرئيس الذي سيرعى الحوار»، مشيراً الى انه «حتى الآن، لا يوجد جدول زيارات خارجية للرئيس بري».

ورداً على سؤال عما يقال من ان الرئيس بري طرف ولا يصلح ان يترأس الحوار، سأل خليل: «اولا من قال ان الرئيس بري طرف؟ وأعني رئيس الحكومة (فؤاد السنيورة) بالتحديد في جولته الخارجية عليه ان يتحول الى رئيس للحكومة وليس ممثلا للأكثرية في هذه الحكومة. خطاب الرئيس السنيورة هو خطاب الأكثرية ولا يمثل اللبنانيين ولا يعبر عن موقفهم من رئيس الحكومة الذي يجب ان يكون». وقال: «الرئيس بري لم يخف يوما انه في دعوته الى الحوار انما يرعى ويدير. اما عند انعقاد طاولة الحوار فهو طرف يعبر عن موقف التيار السياسي الذي يمثله كرئيس لحركة أمل ولكتلة نيابية وكطرف أساسي في المعارضة الوطنية».

وعلى صعيد ذي صلة، اكد نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري: «ان الحوار هو الحل وهو الطريق الى الحل في لبنان». لكنه اشار الى «ان للحوار اصوله وقواعده وقوانينه». وقال: «الحوار الذي ينطلق به الرئيس نبيه بري حوار غير مقبول ليس للاكثرية فحسب بل لغالبية الناس التي تفكر بالطريقة المنطقية. ولم يعد مقبولاً ان يكون هناك شخص هو طرف في هذا النزاع ويمثل هذا الطرف وان يكون هو الداعي الى الحوار». واعتبر ان الرئيس بري «يقوم بخدمة النظام في سورية قبل ان يقوم بخدمة حل المشكلة اللبنانية. اليوم وبعد القمة العربية هناك موقف عربي كبير وضاغط على سورية وهناك موقف دولي ايضاً ضاغط على سورية. الرئيس بري يحاول فك هذا الضغط بإعادة الحوار في لبنان والتحوير ليخفف الضغط عن سورية. وأنا اراه اليوم كما كنت اراه سابقاً انه يعمل لخدمة النظام السوري وليس لخدمة لبنان».