مصر تحذر من محاولة انتهاك حدودها وتستنكر تلويح حماس والجهاد باقتحامات جديدة

مصادر فلسطينية تتحدث عن انتشار لقوات الأمن المصرية على طول الحدود مع رفح

TT

في وقت يتحدث فيه الفلسطينيون عن حشود لقوى الأمن المصرية على الحدود مع قطاع غزة تحسباً لتكرار اجتياح 23 يناير (كانون الثاني) الماضي، حذرت مصر بشدة أمس، من محاولة انتهاك حرمة حدودها مجددا، قائلة على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية «إن أية محاولات للانتهاك بالقوة أو المس بخط الحدود بشكل غير قانوني سوف تقابل بالجدية والحزم المناسبين، وبما يكفل صون تلك الحدود والحفاظ على حرمتها». وأكد المسؤول في تصريحات للصحافيين أمس بمقر الخارجية المصرية رفض مصر القاطع لـ«أية محاولات للابتزاز أو الضغط من جانب أي طرف مهما كان».

وأعرب عن بالغ الدهشة والاستنكار للتصريحات التي أدلى بها قياديون في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولوحوا فيها بإمكانية اللجوء لاقتحام بشري فلسطيني جديد للحدود مع مصر.

وقال المصدر «إن مبعث الدهشة هو أن تلك التصريحات غير المقبولة تتناقض بشكل صارخ مع الجهد الذي تعهدت مصر بأن تبذله وتقوم به من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة والتوصل إلى تهدئة تتيح استئناف الفلسطينيين في القطاع لحياتهم الطبيعية».

وذكر أنه من المؤسف أن يسعى البعض في المنظمات الفلسطينية سواء من خلال تصريحات غير مسؤولة أو تحركات غير محسوبة أو تقديرات خاطئة إلى الإساءة للعلاقات التاريخية بين مصر وأشقائها الفلسطينيين.

وأوضح أن مثل ذلك السلوك يسيء إلى القضية الفلسطينية، ولن يخدمها أو يخدم أبناء الشعب الفلسطيني الذين يقدرون الدور المصري الكبير في دعم ومساندة قضيتهم العادلة، بل يمكن أن يخدم اعتبارات سياسية ضيقة معروفة ومرصودة سلفا، وهو في كل الأحوال سلوك غير مقبول وغير مجدٍ مع مصر. وأضاف أن المساعي لافتعال أزمات على الحدود المصرية بالتزامن مع مشكلات مفتعلة داخل مصر أمر يدعو إلى الارتياب والشك في الدوافع الحقيقية وراء خروج تصريحات قيادي التنظيمات الإسلامية الفلسطينية بالشكل الذي خرجت به.

وكان مسؤولون في حماس والجهاد الاسلامي قد حذروا من انفجار آخر على غرار ما حصل في 23 يناير الماضي حيث اقتحم الحدود بعد تحطيمها حوالي ثلاثة ارباع مليون فلسطيني للخروج من حالة الحصار.

وحذر خليل الحية، القيادي البارز في حماس، اول من امس من أن انفجاراً يوشك على ضرب المنطقة بأسرها، وأن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء استمرار عملية القهر والحصار التي يتعرض لها، وأن من حقه تجريب كل الوسائل لفك الحصار عن نفسه. لكن الحية لم يحدد ما اذا كان الانفجار سيكون في الاتجاه المصري او الاتجاه الاسرائيلي، مكتفيا بالقول ان كل الاحتمالات مفتوحة.

غير ان الدكتور محمد الهندي، احد قادة الجهاد الاسلامي في القطاع، كان اكثر صراحة بقوله أن أي انفجار للأوضاع في غزة سيكون باتجاه مصر، والتي طالبها ببذل جهود مضاعفة لحل مشكلة الحصار.

الى ذلك، نقل موقع الكتروني مقرب من حماس أن قوى الأمن المصري انتشرت بأعداد كبيرة على الحدود مع غزة، متسلحة حسب زعمه بقذائف «آر بي جي» ومدرعات وأسلحة خفيفة. وقال موقع الشبكة الفلسطينية للاعلام، نقلا عن شهود عيان، إن مدرعات مصفحة للأمن المصري انتشرت على طول الحدود بكثافة كبيرة جداً بحيث قدرت المسافة بين كل مدرعة وأخرى بنحو خمسين متراً فقط.