«الأقصى» تتهم السلطة بتنفيذ قرارت اسرائيلية ـ أميركية وحملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية

اشتبكت مع الأجهزة الأمنية في نابلس وغادرت مقار السلطة في جنين

TT

شن الجيش الاسرائيلي أمس حملات مداهمة واقتحام واعتقالات طالت عددا من مدن الضفة الغربية وفي مدينة نابلس، التي تتولى الأجهزة الأمنية مهمة حفظ الامن فيها، إذ اعتقل الجيش 25 فلسطينيا ينتمون بمعظمهم لحركة فتح، وذلك بعد يوم من اشتباكات مسلحة بين عناصر من كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، والأجهزة الأمنية الفلسطينية، اتهمت خلالها الكتائب السلطة بمحاولة قتل احد المطاردين عبر اصابته بالرصاص. وتركزت الحملة في نابلس على مخيم عسكر. وأجبر الجيش المواطنين على الخروج من منازلهم وسط إطلاق نار كثيف. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان اكثر من 30 آلية عسكرية اسرائيلية اقتحمت المدينة عند الساعة الثانية فجرا من محور «مسلخ نابلس» في شرق المدينة ومحور حاجز بيت ايبا العسكري في الغرب. واستمرت العملية حتى الساعات الاولى من فجر امس. وتقول السلطة ان هذه العملية هي الأكبر في نوعها التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في المدينة منذ عدة أشهر. وكانت اجهزة الأمن الفلسطينية قد تبادلت مساء أول من أمس إطلاق النار مع مجموعات من كتائب الأقصى. واصيب خلال الاشتباكات احد ناشطي الكتائب، وهو سفيان قنديل، وأحد المارة.

واتهم مهدي أبو غزالة، قائد مجموعات فرسان الليل التابعة للكتائب، الأجهزة الأمنية الفلسطينية بـ«تنفيذ قرارات أميركية وإسرائيلية» في ملاحقة المسلحين الفلسطينيين رغم التزمنا بالاتفاقات مع السلطة». وقال ان السلطة اصدرت امرا باعتقال أو قتل المسلحين التابعين للكتائب الذين فروا من سجن الجنيد بنابلس قبل ايام .وأكد أبو غزالة أن الكتائب لن تسلم نفسها للسلطة الفلسطينية مهما بلغ الأمر. وكانت قوات كبيرة من الأمن الفلسطيني قد حاصرت عدة منازل في البلدة القديمة وشرعت في عمليات تفتيش بحثا عن 12 من المطاردين الذين فروا من السجن. وفرض الامن طوقا امنيا حول محيط البلدة القديمة، وشن حملة تفتيش واسعة ودقيقة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية العملية مستمرة، وبأمر من «السلطات العليا». وحذر احد مسؤولي كتائب الأقصى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من تداعيات كبيرة لملاحقة واصابة ناشطين من الكتائب في نابلس. وقال ان الكتائب لن تسمح باستمرار ملاحقة ابنائها كما يحدث في نابلس وجنين. وكانت مجموعة اخرى من كتائب الأقصى في جنين قد غادرت بالقوة مقر المقاطعة هناك بعد احتجاجهم على ظروف احتجازهم دون أن يسوى ملفهم نهائيا. وقال بيان صادر باسم الكتائب «إن الأجهزة الأمنية أصبحت ذنبا للاحتلال»، مطالبا بوقف التنسيق الأمني، ومحذرا من ان الصمت لن يطول.

من جانبها، ادانت حركة حماس «ملاحقة أجهزة عباس ـ فياض لعدد من المقاومين من مجموعات «فرسان الليل» التابعة لكتائب الأقصى الليلة (قبل) الماضية في البلدة القديمة بمدينة نابلس، ومحاولة تصفية سفيان قنديل القيادي في هذه المجموعات». وقال الناطق باسم حماس، سامي ابو زهري، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه «إن ارتكاب أجهزة عباس ـ فياض لهذه الجريمة واستمرار ملاحقة المقاومين من كتائب الأقصى والقسام وغيرهم، هو دليل على تورط فريق رام الله في مخطط تصفية مشروع المقاومة بالاشتراك مع الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية التي يمثلها الجنرال دايتون. كما أن ما جرى يفضح حقيقة الخطة الأمنية التي تنفذها حكومة فياض بشكل متدحرج في مدن الضفة الغربية، إذ بات واضحاً أن هذه الخطة لا تعني إلا ضرب المقاومة وتصفيتها».