الرئيس الإسرائيلي السابق يبطل صفقة مع النيابة ويطلب محاكمته بتهمة اغتصاب سكرتيرته

TT

اثار الرئيس الاسرائيلي السابق موشيه قصاب، اول من أمس، عاصفة من الصخب الاعلامي بإعلانه ابطال الصفقة التي عقدها محاموه مع النيابة بخصوص اتهامه باغتصاب إحدى سكرتيراته وهو وزير للسياحة. وقال انه مستعد للمحاكمة. وراح أنصار ضحايا الاعتداءات الجنسية التي اشتبه قصاب بتنفيذها يهاجمون النيابة لأنها وقعت في مصيدة نصبها لها قصاب ومحاموه.

يذكر ان قصاب كان قد اضطر الى ترك منصبه منذ حوالي السنتين، بسبب الشكاوى التي قدمت ضده الى النيابة وتتهمه فيها عشر نساء بأنه نفذ اعتداءات جنسية عليهن عندما كن يعملن معه في مختلف مناصبه (وزير سياحة ووزير عمل ورفاه ووزير مواصلات ورئيس دولة)، وتتراوح هذه الاعتداءات، حسب الشكاوى، ما بين الأعمال المشينة والاغتصاب. وفي حينه ثارت ضجة كبرى في اسرائيل ما بين مؤيد للرئيس ومعارض له. فقال المؤيدون انه ضحية للابتزاز السياسي وان كل ما يقال عنه افتراءات دبرها ضده قائد حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، لأن قصاب كان قد أعلن انه سيعود الى النشاط السياسي بعد انتهاء فترته في رئاسة الدولة، وسيتنافس على رئاسة الليكود. وقالوا ان الحرب ضد قصاب تجري بسبب أصله الشرقي.

أما المهاجمون، فقد اعتبروا قصاب واحدا من مجموعة قادة سياسيين وعسكريين في اسرائيل يستغلون مراكزهم وسطوتهم لاستضعاف موظفاتهم وممارسة الجرائم الأخلاقية ضدهن. ورافقت وسائل الاعلام تحقيقات الشرطة في هذا الملف، بنشر كل ما يصلها من معلومات. وهاجم قصاب الصحافة واتهمها بمحاولة تلفيق التهم الأخلاقية اليه للقضاء عليه وقتل شخصيته وألمح الى ان هذه الهجمة عليه مردها العنصرية ضد اليهود الشرقيين. في ما ظهرت النساء الضحايا العشر برواياتهن، التي لا تترك مجالا للشك في ان هناك نارا وراء هذا الدخان. لكن الصدمة جاءت عندما أعلن ان محامي قصاب ومحامي النيابة توصلوا الى صفقة يعترف بموجبها بأنه مارس أعمالا مشينة وتحرشات جنسية مع إحدى سكرتيراته، وبالمقابل لا تطلب النيابة أن يصدر ضده حكم بالسجن. وخرجت منظمات الدفاع عن حقوق النساء والمنظمات الحقوقية بهجوم كاسح على النيابة واتهمتها بالتضحية في الضحايا. ونظمت المظاهرات. وراح المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية، ميني مزوز، يدافع عن النيابة قائلا ان الصفقة ستجعل قصاب يقف في قفص الاتهام ويعترف بتهمة جنائية. وهذا بحد ذاته انجاز كبير. وقال ان قصاب تلقى عقابا كبيرا عندما اضطر الى ترك منصبه كرئيس دولة والقضاء على حياته السياسة. ثم اتهم النساء بعدم التركيز في شهاداتهن، مما جعل النيابة في وضع ضعيف.

وقال مزوز «يكفي قصاب أنه سيحمل العار الى أبد الآبدين». وهذه الجملة بالذات، أثارت انتباه قصاب والمحامين فأعلنوا انهم يريدون من النيابة أن تضيف الى الصفقة انه لا يوجد في هذه التهمة عار. فرفضت النيابة. وكان من المقرر أن تعقد جلسة المحكمة أول من أمس ليعلن فيها قصاب انه معترف. ففاجأ الجميع بالقول انه غير معترف، مما يعني ان المحكمة ستستمر، وقد تطول سنوات عديدة. وحسب النيابة فإنها ستوجه الى قصاب لائحة اتهام شديدة للغاية في مركزها اتهامه باغتصاب عدة نساء. وحسب محامي قصاب فإنهم سوف يفضحون المؤامرة ضده وسيثبتون بأنه بريء.