مظاهرات في 36 مدينة عالمية في يوم دارفور للمطالبة بالضغط على الخرطوم

كتاب روايات بينهم مؤلفة «هاري بوتر» يوجهون رسالة تطالب بتحرك عاجل

TT

تستعد عدد من مدن وعواصم العالم اليوم لتسيير مظاهرات بمناسبة «يوم دارفور العالمي»، الذي تنظمه منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان بالاضافة الى مجموعة «أنقذوا دارفور» الاميركية لمطالبة المجتمع الدولي الضغط على الخرطوم لنشر قوات دولية والتشديد على ضرورة تسليم المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب جرائم ضد الانسانية في الاقليم. وهي المرة الخامسة التي ينظم فيها هذا الحدث منذ اندلاع النزاع في السودان في 2003، وقد خصص هذه السنة للتحرك لحماية الاطفال.

ووقع عدد من كتاب روايات الاطفال بينهم البريطانية جي كاي رولينغ مؤلفة سلسلة مغامرات «هاري بوتر» والفرنسي دانيال بيناك حائز جائزة رينودو لعام 2007، رسالة مفتوحة يطالبون فيها بتحرك عاجل لحماية اطفال دارفور. ويندرج هذا النداء الذي أطلقه 15 كاتبا يؤلفون روايات للاطفال مثل الاميركية جودي بلوم والالمانية كورنيليا فانك في اطار اليوم العالمي لدارفور. وقال الكتاب في رسالتهم «رأى اطفال بالكاد يمشون منازلهم تحترق أو تدمر وأمهاتهم يغتصبن وآباءهم يقتلون. ويعيش معظمهم اليوم في مخيمات كبيرة للاجئين في حالة خوف مستمرة». وأضافوا «آن الأوان لتغيير الرواية. حان الوقت لكشف الحقيقة. في شهر ابريل يحتفل العديد من اطفال دارفور بعامهم الخامس من دون ان يدركوا معنى السلام. على العالم ان يتحرك لأنه ترك هؤلاء الاطفال لمصيرهم الأليم لفترة طويلة. على قادتنا السياسيين التحرك من أجل إنقاذ دارفور». وحسب مجموعة «انقذوا دافور»، فان 36 مدينة وعاصمة عالمية ستشهد تظاهرات في هذا اليوم المخصص سنوياً لدارفور. وابلغ الامين العام لاتحاد ابناء دارفور في المملكة المتحدة وآيرلندا نور الدائم محمد «الشرق الاوسط» ان العاصمة البريطانية لندن ستشهد تظاهرة امام السفارة السودانية ومقر الحكومة البريطانية، وقال ان اطفالا من دارفور وبريطانيا سيلتقون رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في مقر الحكومة وتسليمه رسالة اطفال ونازحي دارفور بحضور ممثل للخارجية البريطانية. وأضاف «سيتم تسليم مذكرة تطالب بضرورة نشر قوات دولية بصورة عاجلة ومعاقبة من يعرقل نشرها الى جانب تسليم مسؤولين سودانيين متهمين بارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية»، مؤكداً ان عددا من أبناء دارفور يبدون ارتياحا لتعاطف المجتمع الدولي وشعوب العالم وبعض الحكومات بشأن مأساتهم. الى ذلك، اعلنت المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة، أمس، ان حريقا شب في مخيم للاجئين في دارفور وأسفر عن إصابة 10 اشخاص بجروح طفيفة وتهجير ثلاثة آلاف شخص الى شرق تشاد. ويبدو ان الحادثة نجمت الجمعة عن اهمال نار في احد المطابخ في مخيم غوز عامر الذي يؤوي 20 ألفا و500 لاجئ على بعد حوالي 70 كلم من الحدود السودانية بحسب بيان للمفوضية. وتم استقبال اللاجئين الذين فقدوا مؤونتهم من الغذاء والحاجيات الخاصة القليلة، في مباني المدارس الثلاث في المخيم. وتم توزيع الاغطية عليهم بانتظار وصول معدات طوارئ اخرى في نهاية الاسبوع.

واتت النيران بسرعة على اكواخ الخشب والقماش التي شيدها اللاجئون، بعد ان قطنوا لفترة في خيم قدمتها لهم المفوضية العليا للاجئين عند افتتاح المخيم عام 2004. ومن المفترض، بحسب المفوضية ان تبنى تلك المساكن لاحقا بالآجر. ويلجأ اكثر من 240 الف سوداني الى تشاد منذ بدء النزاع في دارفور في ربيع 2003. من جهة ثانية، نفى مسؤول الإعلام بالقصر الرئاسي التشادي جبريل محمد آدم لـ«الشرق الاوسط» دخول مسؤولين اسرائيليين لدولة تشاد في مهمة لإعادة تهجير لاجئين سودانيين من تشاد إلى إسرائيل. وقال ان بلاده لديها كامل السيادة على اراضيها، وانها ترفض اي تعامل مع اللاجئين بما يتنافى مع المواثيق الدولية، وتابع «هذا حديث غريب ولن نسمح بأي تجاوزات من مثل هذا القبيل». وكانت المعارضة التشادية قد اتهمت حكومة الرئيس التشادي ادريس ديبي بالتعامل مع اسرائيل، وقالت ان مجموعة من العسكريين الإسرائيليين ومسؤولين من منظمات يهودية، وصلوا الى مدينة أبشّي شرق تشاد لإكمال ما سمته عملية تهجير للاجئين السودانيين من تشاد إلى إسرائيل.