دبلوماسي أميركي: هوية العراق تبقى عربية ونأمل أن توفد السعودية سفيرا

إدارة بوش تسعى لتواجد عربي في بغداد

TT

قال مصدر دبلوماسي اميركي إن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق والسفير رايان كروكر سفير واشنطن في بغداد، سيحثان خلال زيارة مرتقبة الى المملكة العربية السعودية الرياض على فتح سفارتها في بغداد. وجاء ذلك بعد يوم واحد من تصريحات كروكر ان «العرب غير موجودين فعليا ببغداد». وقال فليب ريكر مساعد السفير كروكر لـ«الشرق الاوسط» إن زيارة أعلى مسؤولين اميركيين في العراق الى السعودية ستركز على التطورات الجارية هناك، واضاف «أكد السفير كروكر مراراً انه من المهم ان تلعب الدول العربية في المنطقة دورها في دعم الحكومة العراقية...ونحن ندرك تداعيات مسألة غياب سفراء عرب في بغداد»، وزاد قائلا «نحن نأمل ان تبادر السعودية الى تعيين سفير لها في العراق».

وقال ريكر ان واشنطن تعتقد ان العراق جزء من العالم العربي، وزاد موضحاً «لا أظن انني احتاج الى تذكير قرائكم انه من مؤسسي جامعة الدول العربية لأنهم يعرفون ذلك». وأشار الى ان «العراق يتكون من اعراق وطوائف متعددة، لكنه يبقى بلداً بهوية عربية ولعب دوراً كبيراً عبر التاريخ العربي»، على حد قوله. وأوضح ان الجنرال بترايوس والسفير كروكر سيتطرقان لهذا الموضوع عندما يزوران السعودية.

ولم يحدد ريكر موعد زيارة الجنرال بترايوس والسفير كروكر للسعودية واكتفى بالقول إن الزيارة تمت برمجتها. يذكر ان الرئيس الاميركي جورج بوش كان قد أعلن في الخطاب الذي وجهه للشعب الاميركي حول الوضع في العراق، وأشار فيه الى تجميد اي تقليص للقوات الاميركية في العراق بعد يوليو (تموز) المقبل، وانه طلب من الجنرال بترايوس والسفير كروكر زيارة السعودية في طريق عودتهما الى العراق، واشار الى انه طلب من مسؤولين اميركيين آخرين اللقاء مع قادة الاردن ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر والكويت ومصر. وقال إنه خلال هذه الاجتماعات سيتم تقديم ايضاحات حول الاوضاع في العراق وسيطلب هؤلاء المسؤولون من هذه الدول اعادة فتح سفاراتها في بغداد. وكان السفير قد حمل اول من أمس ايران المسؤولية عن رفض الدول العربية الجارة للعراق المساعدة، مشيرا إلى أن الوعد السعودي بفتح سفارة في العراق لم يتحقق حتى الآن. وأضاف كروكر في مقابلة: «العرب غير موجودين فعليا». وقال إن السعودية ساعدت في لجم تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق، وهناك حاجة للحكومات السنية في الشرق الاوسط كي تقيم لها حضورا دبلوماسيا في العراق، وهذا حسبما يراه مسؤولو إدارة بوش سيمنح شرعية أكبر للحكومة العراقية المدعومة من قبل الولايات المتحدة.

وقال كروكر: «إنها واحدة من القضايا التي ظلت في طور التحقق منذ فترة طويلة. فتلك الدول أرسلت وفودا بحثا عن مبان لسفاراتها، لكن لا شيء قد تحقق حتى الآن». كما قال كروكر إن إيران أصبحت طرفا في حرب غير مباشرة مع الولايات المتحدة داخل العراق، حيث أنها تبنت تكتيكات مشابهة لتلك التي اتبعتها في دعم المقاتلين بلبنان.

وقال كروكر إنه ليس هناك تغيير جوهري في سلوك إيران داخل العراق، على الرغم من انقضاء أكثر من عام على المحادثات التي أجرتها إدارة بوش مع إيران حول الكيفية التي يمكن وفقها التخفيف من حدة التوترات القائمة ما بين الشيعة والسنة في العراق. وقال إن فيلق الحرس الثوري الإيراني مستمر في توجيه هجمات الميليشيات الشيعية ضد أهداف أميركية وعراقية على الرغم من أنه لم يقدم أدلة مباشرة تدعم هذا الرأي.

وحينما سئل فيما إذا كانت الولايات المتحدة وإيران تخوضان حربا بالنيابة في العراق، أجاب كروكر: «لا أظن أن هناك حربا بالنيابة قد تم شنها من وجهة النظر الأميركية» لكنه أضاف: «حينما تنظر إلى ما يقوم به الإيرانيون والكيفية التي يتصرفون بها ستصل إلى هذا الاستنتاج».

وإذا ظل مسؤولو إدارة بوش يستنكرون ما وصفه بأنه تدخل إيران في شؤون العراق، فإن لهجة كروكر هذه المرة كانت حادة بشكل استثنائي، وتعكس قلقا جديدا حول ما وصفه في شهادته أمام الكونغرس بدور إيران في تزويد الميليشيات بالتدريب والأسلحة التي تشمل صواريخ استخدمت في الهجمات الأخيرة على المنطقة الخضراء ببغداد.

الى ذلك، طمأن بوش بترايوس الى انه سيحصل على «كل الوقت الذي يحتاجه» لتقرير ما اذا كان ممكنا إجراء انسحابات أخرى بعد فترة «التعزيز» و«التقييم».

وفي مقابلة مع شبكة «اي بي سي» التلفزيونية الاميركية، لم يستبعد بوش بقاء 140 ألف جندي في العراق لدى مغادرته البيت الابيض في يناير (كانون الثاني) 2009، معربا في الوقت عينه عن أمله بسحب المزيد من الألوية، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. ولكنه رفض الحديث عن احتمال انخفاض عدد الجنود الاميركيين في العراق لدى انتهاء ولايته الى مائة الف جندي، عازيا السبب الى نيته عدم خلق «آمال» تنقلب لاحقا الى خيبات أمل.

وينتشر في العراق حاليا حوالي 158 ألف جندي اميركي. وأكد بوش ان «احتمالات النجاح» في العراق «تجددت»، وان الوقت ليس مؤاتيا للتخلي عن الجهود المبذولة لأن الوضع في هذا البلد لا يزال هشا. ولكن بوش بدا حريصا على ان يكون الملف العراقي في أفضل حال ممكن حين سيتسلمه منه خلفه. وقال بوش «أي رئيس كان يحرص على ان يكون هناك إطار، للرئيس المقبل ايا كان حزبه، لكي يتمكن من معالجة مسائل الامن القومي التي سيواجهها»، كما اكد ان الانتخابات الرئاسية لن تؤثر بأي شكل من الاشكال على قراره سحب مزيد من القوات من العراق أو عدمه.