دعت السلطة الوطنية الفلسطينية إلى تحقيق تهدئة في قطاع غزة أولاً، كما أطلعت مصر وجامعة الدول العربية على مدى تعثر المفاوضات مع إسرائيل.
وشهدت العاصمة المصرية (القاهرة)، أمس مباحثات مكثفة أجراها صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، والوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية، وتناولت المباحثات الأوضاع الداخلية، في الأراضي الفلسطينية، خاصة قطاع غزة، ومسألة المفاوضات مع إسرائيل.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع موسى عقب المباحثات، دعا عريقات فصائل العمل السياسي في غزة إلى أن تتعاون مع مصر من أجل تحقيق تهدئة في قطاع غزة أولا، لأن هذا يشكل مصلحة فلسطينية عليا، مشددا في الوقت ذاته على أن محاولة العبث بالأمن القومي المصري أمر لا يجوز على الإطلاق، وغير مسموح به على الإطلاق.وقال عريقات، في تصريحات صحافية أمس عقب لقائه عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية «إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) سبق أن طلب من الرئيس حسني مبارك أن يساعدنا في محاولة تثبيت تهدئة متبادلة ومتزامنة في قطاع غزة ... كما طلبنا اليوم مرة أخرى أن تستمر مصر في بذل كل جهد ممكن من أجل تثبيت الهدنة في قطاع غزة أولا، مشيرا إلى أنه التقى اليوم بالسيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان.
وأضاف أن هذه التهدئة في قطاع غزة هي مصلحة فلسطينية عليا، لأنه إذا قررت القوات الإسرائيلية شن اعتداء كبير على قطاع غزة فسوف تكون كارثة إنسانية محققة لأنه أكثر مكان اكتظاظا بالسكان في العالم، كما أن المياه والكهرباء وغيرهما باتت كالسيوف مسلطة على الرقاب .. لذلك لابد من تهدئة متبادلة ومتوازنة في غزة أولا. وقال إن مصر تقوم بجهد كبير في هذا الشأن لحماية أبناء الشعب الفلسطيني، موضحاً أن البدء بالهدنة في غزة لا يؤثر على وحدة الضفة والقطاع، وأضاف: نحن نقول لنبدأ في قطاع غزة أولا، في مرات كثيرة بدأنا في جنين ثم قلنا، نابلس بعدها، فإذا كانت الضفة وقطاع غزة وحدة واحدة فهذا لن يضير. وقال إنه بالأمس سقط ثمانية شهداء، وطلبنا حماية دولية، ولكن كل طلباتنا تقع على آذان صماء في هذا العالم.وأوضح أن أي مسؤول لا يجب أن يقول للشعب ما يحب سماعه ولكن ما يجب سماعه.وفيما يتعلق بتأثير الهدنة المقترحة على استمرار وضع حماس في غزة، قال صائب عريقات إن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة هما شعب واحد، وحماس حركة فلسطينية فازت في الانتخابات، ولكنها ارتكبت خطأ استراتيجيا في انقلابها، وندعوها للتراجع عنه والاحتكام إلى الشرعية الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير لأن تحدينا الرئيسي هو الاحتلال الإسرائيلي، ومهمتها هي حماية أبناء شعبنا.