جامعات الصفوة الأميركية لا تريد منح شهاداتها العلمية في فروع بالخارج

«ييل» تنسحب من مشروع كلية الفنون بأبوظبي بسبب إصرار السلطات على منح درجة علمية

TT

بعد أكثر من عام من المحادثات، تراجعت جامعة ييل الاميركية من خطتها لتأسيس معهد للفنون في ابوظبي، يشمل كليات الفنون والموسيقى والمعمار والدراما. وكان العائق وراء إتمام العقد هو إصرار أبوظبي على أن تقدم ييل برامج دراسية تمنح درجات علمية، ورفضت ييل منح درجاتها العلمية في ابوظبي. وكان من المفروض أن يصبح معهد ييل للفنون جزءا من مشروعات تطوير جزيرة السعديات في أبوظبي باعتبارها مراكز ثقافية، يضم فروعا لكل من متحفي اللوفر وكغنهايم ضمن متاحف أخرى. وقالت ليندا لوريمر أمينة ونائبة رئيس جامعة ييل «من البداية، كنا واضحين ان برامج الدرجات العلمية ليس هو ما نجري محادثات حوله. كنا نستكشف بعض الخطط المثيرة لبعض البرامج التي تعتبر اضافة للتطور الثقافي ولكن في النهاية أرادوا درجات علمية. وفي تلك الفترة من الزمن، لا نعتقد انه في إمكاننا تأسيس كلية بنفس المستوى الذي لدينا هنا، او جذب طلاب بنفس المستوي. وتجدر الاشارة الى ان كل الجامعات الاميركية الرئيسة اصبحت تسعى للانتشار العالمي، والعديد منها أسس فروعا في دول الخليج، بينما يسعى البعض الآخر الى عقد شراكة ودرجات علمية مشتركة حول العالم. إلا ان ما يعرف باسم رابطة جامعات اللبلاب (مجموعة الجامعات الرئيسة في الولايات المتحدة) فيما عدا كورنيل التي أسست كلية طب في قطر ـ ليست راغبة في منح شهادات علمية عبر برامج تعليمية في الخارج. وتوجد في جامعة ييل على سبيل المثال عشرات البرامج التعليمية في الصين وفي اماكن اخرى، ولكنها لا تمنح درجات علمية. وأوضح الدكتور ادوارد جوليانو رئيس معهد نيويورك للتكنولوجيا الذي يمنح درجات علمية في الصين وكندا والاردن والبحرين وابوظبي «من المفهوم أن بعضا من جامعات الصفوة في الولايات المتحدة غير راغبة في زيادة عدد الدرجات العلمية التي تمنحها سنويا سواء هنا او في الخارج». وربما كان مشروع أبوظبي أول مشروع لجامعة ييل في منطقة الشرق الأوسط. فقد استثمرت دولة الإمارات العربية المتحدة أموالا طائلة في جذب مؤسسات ثقافية وتعليمية من الغرب؛ ففي عام 2006 افتتحت السوربون فرعا لها في أبوظبي. كما ان جامعة واشنطن تعتزم فتح فرع لها أيضا في جزيرة السعديات. وكانت أبوظبي قد دفعت مبلغ 520 مليون دولار للحصول على حق استخدام اسم متحف اللوفر، كجزء من صفقة بقيمة قرابة 1.3 مليار دولار لإقامة فرع للمتحف. وكان مدير جامعة ييل ريتشارد ليفين قد قال لمجلة خريجي ييل إنه يأمل في استكمال الاتفاق الخاص بافتتاح فرع الجامعة بأبوظبي صيف عام 2007. وكانت أقسام الدراسات العليا الأدبية بييل تعتزم القيام بنشاطات لمعهد أبوظبي، ومن المقرر ان تسدد التكلفة حكومة الإمارات. ومع سير خططها في أبوظبي، أنهت جامعة نيويورك مطلع الشهر الحالي محادثاتها الخاصة باستيعاب الجامعة الأميركية في باريس. وقال جون بيكمان، المتحدث باسم جامعة نيويورك، انه باقترابهم من استكمال الاندماج أصبح التبادل أكثر وضوحا. وأضاف قائلا إن ما ظلوا يسمعونه من مسؤولي الجامعة الأميركية بباريس ظل يدور باستمرار حول قلقهم إزاء الحفاظ على تميز هوية الجامعة، وقال أيضا انهم ظلوا يتحدثون معهم باستمرار حول شعورهم بعدم تطابق التجربة الأكاديمية بين المؤسستين.

*خدمة «نيويورك تايمز»