كوشنير يطالب الأفغان بتحمل مسؤولية أكبر في إدارة المساعدات الدولية

وزيرا خارجية باريس وأوتاوا يؤكدان على التزامهما محاربة طالبان

TT

طالب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امس بتحمل الحكومة الافغانية المزيد من المسؤولية في ادارة المساعدة العسكرية والمالية الدولية. واستخدم كوشنير، الذي يقوم بزيارة تستمر يومين الى افغانستان مع نظيره الكندي مكسيم برنييه، عبارة «أفغنة» مرات عدة ليوضح ان باريس ترى ان على الشعب الافغاني ان يشارك اكثر فاكثر في محاربة حركة طالبان بمساعدة قوات دولية وفي اعادة اعمار البلاد. وخلال زيارتهما، سيتوجه وزيرا الخارجية الفرنسي والكندي الى قندهار الواقعة في جنوب افغانستان والتي تعد احد معاقل عناصر طالبان الذين كثفوا حركة تمردهم منذ ما يزيد عن العام.

وقال كوشنير امام عسكريين فرنسيين واجانب في معسكر ويرهاوس، القاعدة العسكرية الرئيسية في المنطقة للقوة الدولية المساعدة على ارساء الأمن «ايساف» التابعة لحلف الشمال الاطلسي، «لن ننسحب غدا كما اننا لن نبقى الى الابد». واوضح: «ينبغي في الفترة الفاصلة ان نأخذ في الاعتبار مسؤولية الافغان، وبالنسبة لهم ان يتحملوا مسؤولياتهم. وسننسحب متى اصبح ذلك ممكنا ليتولوا هم الامر». وتابع «فكرتنا هي التقرب من الافغان»، مؤكدا ارسال كتيبة من 700 جندي الى شرق البلاد ليرتفع بذلك عديد القوة الفرنسية الى نحو ثلاثة الاف عنصر. واكد: «نحن لا نشن الحرب على الافغان بل مع الافغان على الارهاب»، مضيفاً «ان التعزيزات الفرنسية مخصصة للافغنة» ولافتا الى ان قسما من القوة الفرنسية كلف فعلا بتدريب الجيش الافغاني. وتابع: «لن نكسب هذه الحرب كما اننا لن نخسرها، لكن ينبغي علينا ان نكسب قلوب الافغان». ورأى ان الدعم العسكري لسبعين الف جندي في القوتين الدوليتين المنتشرتين «ايساف» والتحالف في اطار عملية «الحرية الدائمة» بقيادة اميركية لا يكفي، مضيفاً ان محاربة الطالبان رهن ايضا باعادة اعمار البلاد. ووعد كوشنير بان فرنسا «ستهتم ايضا بالمساعدة في المجال الزراعي الذي لا يخصص له سوى القليل جدا من المساعدة الدولية».

واجرى كوشنير لقاءات مع عدد من المسؤولين الافغان، بمن فيهم الرئيس حميد كرزاي. وتهدف هذه اللقاءات الى التحضير للمؤتمر الدولي حول افغانستان المقرر عقده في 12 يونيو (حزيران) المقبل في باريس. وهذا المؤتمر الذي ينتظر مشاركة حوالى 80 وفدا فيه، يتوقع ان يسمح بجمع الاموال لاعادة بناء هذا البلد ووضع اطار سياسي للجهود الدولية.

وتحاول فرنسا لعب دور اكبر في افغانستان ومساندة كندا التي شكت في السابق من ان الدول الاوروبية لا تتحمل العبء الكافي في العمليات العسكرية هناك. وتتمركز قوات كندا البالغ عديدها 2500 جندي في جنوب افغانستان، حيث يوجد خط المواجهة الاول مع حركة طالبان التي كثفت بشكل كبير هجماتها منذ اكثر من عام.

واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الثالث من الشهر الحالي اثناء قمة حلف شمال الاطلسي في بوخارست عن ارسال تعزيزات الى افغانستان من 700 جندي فرنسي. ووصف رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر قرار الرئيس الفرنسي هذا ونيته المعلنة في اليوم ذاته خلال قمة بوخارست، بعودة فرنسا الى الحلف بشكل كامل بانه «منعطف تاريخي».

وعلى صعيد اخر، اعلنت السلطات الافغانية اكتشاف مقبرة جماعية بها 100 جثة على الاقل يعتقد انها لضحايا مذبحة اقترفتها طالبان في التسعينات من القرن الماضي. واكتشفت المقبرة في اقليم بلخ في شمال البلاد على بعد نحو 15 كيلومترا من مدينة مزار الشريف. وقال المسؤول الامني الاقليمي عبد الرؤوف تاج انه عثر على نحو 100 جثة في المقبرة التي تقع على بعد 100 متر من منطقة سكنية. ونقلت «رويترز» عن تاج قوله: «نتوقع ان العدد ربما يزيد». وتشتبه السلطات في ان الضحايا من أبناء أقلية الهزارة العرقية وقتلوا بعدما استولت طالبان على المنطقة في اواخر التسعينات من القرن الماضي.