الرئيس هو يستضيف أول لقاء رفيع المستوى بين الصين وتايوان منذ نصف قرن

تقدم دبلوماسي لصالح بكين بعد أسبوع محرج حول التبت

TT

شهدت الصين يوماً تاريخياً أمس بعدما اجرت اتصالات على اعلى مستوى مع تايوان في لقاء جمع الرئيس الصيني هو جنتاو ونائب رئيس تايوان المنتخب فينسنت شيو. وولد اللقاء امالاً بانفراج العلاقات بين الصين وتايوان بعد سنوات من التوتر بينهما. ويأتي هذا اللقاء لتسجل بكين نصراً دبلوماسياً بعد اسبوع من الضغوط الدولية عليها بسبب الاوضاع في التبت.

والتقى الرئيس الصيني والامين العام للحزب الشيوعي هو نائب الرئيس التايواني المنتخب شيو أمس الذي زار الصين ضمن وفد لحضور اجتماع «منتدى بواو الآسيوي» الاقتصادي الاقليمي في جزيرة هينان، جنوب الصين. وقال هو: «التبادل والتعاون الاقتصاديان بين ضفتي المضيق يشهدان لحظة تاريخية تتطلب جهود الجميع»، موضحا انه يريد الاستماع لشيو الذي وصفه الرئيس الصيني بـ«الخبير في هذا المجال». وقال شيو من ناحيته مبتسما وجالسا الى يمين هو: «ان الواقع يثبت ان التنمية الاقتصادية للمضيق هي الامل المشترك للسكان لتحسين مستوى معيشتهم وتشجيع السلام الاقليمي». وطلب هو جنتاو من شيو نقل صداقته الى ما ينغ ـ جيو، مرشح الحزب القومي «كومينتانغ» القريب من بكين والذي فاز في الانتخابات الرئاسية التايوانية قبل ثلاثة اسابيع، على ما ذكر التلفزيون الصيني المركزي. وقد جعل ما ينغ ـ جيو، الذي سيتسلم مهامه في 20 مايو (ايار) المقبل، تحسين العلاقات مع الحكومة في الصين حجر الزاوية في برنامجه. واكد في الاونة الاخيرة مجددا رغبته في توقيع «اتفاق سلام» مع الصين لوضع حد للنزاع المسلح الذي لم ينته رسميا منذ عام 1949. وتصاعد التوتر مع الصين بعد تولي شين شوي بيان، الداعي الى الانفصال، الرئاسة عام 2000. وقال سو تشي العضو في الوفد التايواني لوكالة الصحافة الفرنسية: «اننا نسعى لكسر الجليد بعد ثماني سنوات من الجمود. اننا نريد فتح صفحة جديدة من العلاقات» بين تايوان والصين. ورحبت الولايات المتحدة التي تعهدت بدعم تايوان اذا ما تعرضت لأي تهديد، مساء أول من أمس بالاعلان عن هذا الاجتماع. وقال المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي: «نعتقد ان الحوار بين جمهورية الصين الشعبية والسلطات التايوانية هو الطريقة الافضل للمضي قدما». وتعتبر بكين اعادة توحيد الجزيرة «رهاناً كبيراً»، مهددة انها ستتدخل عسكريا اذا ما حصلت تايوان على استقلالها رسميا، وهو استقلال تم بحكم الامر الواقع عام 1949. ففي ذاك العام، لجأت الى تايوان القوات القومية بقيادة زعيم كومينتانغ شيانغ كاي ـ شيك بعد هزيمتها على ايدي الشيوعيين، ناقلة اليها مؤسسات الجمهورية الصينية، بينما ارسى الشيوعيون على الجزء القاري من البلاد دعائم جمهورية الصين الشعبية.

وكان لقاء أمس نصراً دبلوماسياً للصين التي تواجه ضغوطا دولية بسبب الاوضاع في التبت، وخاصة مع اقتراب موعد عقد الاولمبياد هناك والاحتجاجات التي رافقت الشعلة الاولمبية حول العالم. ورفض الرئيس الصينى دعوات القادة الغربيين الى عقد محادثات مع الزعيم الروحي للتبت المنفي الدالاي لاما، متهما اياه بـ«التحريض على العنف» و«افساد دورة الالعاب الاولمبية ببكين». وقد اعلن قادة مثل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقاطعتهم للحفل الافتتاحي للالعاب الاولمبية للتضامن مع التبت.

ونقلت وكالة الانباء الصينية «شينخوا» عن الرئيس الصيني قوله لرئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود خلال اجتماعهما في جزيرة هينان ان «العائق الذي يحول دون اقامة اتصالات واجراء محادثات لا يكمن في جانبنا، بل في جانب الدالاي لاما». واكد هو موقف بلاده القديم من انها ستجري فقط محادثات مع الدالاي لاما في حال تخليه عن الكفاح من اجل استقلال التبت ونبذه للعنف، وهما الشرطان اللذان ألزم الزعيم البوذي نفسه علنا بهما مرات عدة. ورفض الرئيس الصيني أمس أية وساطة دولية في قضية التبت، قائلا ان «مشكلة التبت بأكملها من الشؤون الداخلية للصين».

ومن جهته، اعلن الدالاي انه لا يؤيد مقاطعة دورة الالعاب الاولمبية في بكين. وسئل في برنامج اخباري بثته قناة «ان بي سي» الاميركية عما اذا كان يريد من العالم مقاطعة الاولمبياد هذا الصيف، فرد «لا»، موضحاً: «من المهم جدا توضيح انها ليست فقط قضية التبت، ولكن في الصين نفسها تقرير حقوق الانسان ضعيف، وحريتهم ضعيفة جدا ايضا»، وقال ان رسالته للصين هي: «اننا لسنا ضدكم... ولا أسعى للانفصال».