انتخابات إيطاليا قد تعيد برلسكوني إلى الحكم

الناخبون يبدأون التصويت اليوم لاختيار رئيس وزرائهم... وثلثهم لم يحسم قراره بعد

TT

تنطلق الانتخابات النيابية في ايطاليا اليوم وتستمر حتى الغد في عملية اقتراع من الصعب تكهن نتائجها اذ تظهر احصاءات الرأي ان ثلث الناخبين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون. ويتقدم مرشح اليمين سيلفيو برلسكوني بفارق نقاط بسيطة على منافسه عمدة روما السابق والتر فلتروني، الذي يخلف رئيس الوزراء المنتهية ولايته رومانو برودي كمرشح اليسار. ولم يتقابل المرشحان وجها لوجه في مناظرة تلفزيونية كما اصبح مألوفاً، بل فضل كل منهما التجول في ايطاليا والقاء الخطابات الهجومية في المهرجانات الانتخابية لكسب المؤيدين. والبعض يعتقد أن اللهجة «شبه المؤدبة» رغم حدتها أحيانا قد تحمل في طياتها احتمال قيام حكومة وحدة وطنية يشاركان فيها وتسمى «حكومة فلتروسكوني».

ويذكر ان النظام السياسي الايطالي معقد لكثرة الاحزاب والتحالفات وحتى ورقة الانتخاب تبدو في غاية التعقيد لكن المرشحين هذه المرة ينتمون الى أربع مجموعات كبيرة يتألف كل منها من الأحزاب القديمة الكبيرة التي انشطرت الى اجنحة متباعدة وعدد من التشكيلات الحزبية الصغيرة بحيث يبلغ مجموع الاحزاب الرسمية 21 حزباً. ويتصدر اليمين «شعب الحرية» المكون من تحالف حزب برلسكوني رئيس الوزراء السابق «ايطاليا الى الأمام» وحزب وزير خارجيته السابق جان فرانكو فيني «التحالف الوطني» الذي يتودد الى المهاجرين حتى لا يقتصر احتضانهم من قوى اليسار وحزب «رابطة الشمال» المعادي للهجرة والحزب الصغير لألسندرا موسوليني حفيدة الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني. أما اليسار، فيتكون أولا من التيار المعتدل المسمى الآن «الحزب الديمقراطي» برئاسة والتر فلتروني وهو وريث أحزاب «اليسار الديمقراطي» وحزب «زهرة المارغريتا» من وسط اليسار برئاسة فرانشسكو روتيللي نائب رئيس الوزراء المستقيل برودي والمرشح الحالي لمنصب عمدة روما خلفا لفلتروني وحزب «ايطاليا الفضيلة» برئاسة انطونيو دي بييترو المدعي العام السابق في قضايا الفساد في التسعينات من القرن الماضي. وهناك جملة من الاحزاب الصغيرة على جهتي اليسار واليمين ولكن المجازفة غير المحسوبة في الانتخابات الحالية هي أن من لا يتمكن من الحصول على 4 في المائة من الأصوات في مجلس النواب و8 في المائة في مجلس الشيوخ لن يتمكن من الدخول الى البرلمان مما قد يمحي في المستقبل تأثير الأحزاب الصغيرة التي كانت تسبب الأزمات الحكومية وعدم استقرار النظام السياسي كما أن التصويت لها الآن قد يكون عديم الفائدة وفيه خسارة لقوى اليمين أو اليسار الرئيسية.

وتواجه كافة هذه الاحزاب قضايا ايطاليا المزمنة مثل البطالة والتهرب من دفع الضرائب وعصابات المافيا والجريمة المنظمة، وقد تفاقمت المعضلات مؤخراً من مشكلة تجميع النفايات في نابولي الى الاقتصاد الجامد المصاب بالعجز والمتجه نحو الانحدار منذ سبع سنوات. وعلى الرغم من بعض النجاحات الفردية فالانتاجية الايطالية ادنى من مثيلاتها في الدول الاوروبية المشابهة والنمو هذا العام هو الادنى في اوروبا ولن يتجاوز الصفر الا بقليل. ومع تفاقم المشاكل الداخلية، قد يلجأ الحزب الفائز في الانتخابات الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولكن صرح كل من برلسكوني وفلتروني أنهما لا يؤيدان فكرة التعاون بينهما ولجأ كل منهما الى كسب الأصوات على طريقته. قال برلسكوني في احتفال أقامه في مدرج روما التاريخي اول من أمس أنه لا يحب لاعب الكرة الشهير توتي لأنه «من جماعة روتيللي صديق فلتروني وهذا يعني انه فقد عقله». أما فلتروني فكان آخر تصريح له أول من أمس بعد انتهاء الحملة الانتخابية رسميا عبارة عن سؤال للناخبين، متسائلاً: «هل تريدون تغيير ايطاليا أم الاستمرار بفريق عمل قديم منذ خمس عشرة سنة كما لو طلبنا من فريق يوفنتوس لكرة القدم أن يأتي بلاعبيه القدماء ونطلب منهم التفوق الآن على اللاعبين الشباب الجدد». ويشدد فلتروني على مسألة العمر، اذ يصغر برلسكوني، وعمره 71 عاما، بعشرين عاماً.