علاء الأسواني يُستقبل كالنجوم .. وسعودية تنتظر جائزة أصغر ناشرة

معرض لندن للكتاب يُختتم اليوم

بهاء طاهر وعلاء الاسواني
TT

تختتم مساء اليوم أعمال معرض لندن للكتاب الذي استضاف العرب كضيف شرف طوال الأيام الثلاثة الماضية. وكانت الأنشطة الكثيفة التي تعرف بالعالم العربي قد تواصلت طوال يوم أمس وتنوعت بين الندوات والحوارات واللقاءات. وعقد وزير الثقافة اللبناني، طارق متري، مؤتمرا صحافياً في المعرض تحدث خلاله عن اختيار «بيروت عاصمة عالمية للكتاب» للعالم المقبل، وعن سلسلة من النشاطات تمتد طوال السنة، وقد بدأت لجنتان إحداهما تحضيرية والثانية تنفيذية بوضع برنامج شامل للدفع بالكتاب إلى الأمام. وقال متري: «رغم الظروف القاسية التي يمر بها لبنان إلا أنني مصمم، والناشرون وأصحاب المكتبات والمطابع وكل العاملين في مهنة الكتاب مصممون بدورهم على النجاح، وسنقوى بالكتاب على مشاكلنا، ونتعالى على انقساماتنا بالكتاب الذي يعبر مناطقنا أكثر من سواه، وسنستعين به لنستعيد وحدتنا». وسئل الوزير إن كان لبنان سيستقبل الناشرين السوريين أيضاً، فقال إن السوريين يحبون الحرية وهم يأتون إلى لبنان باستمرار كناشرين وكتاب باحثين عن ناشر، والعرب جميعهم مرحب بهم في لبنان».

واللافت أن وزير الثقافة اللبناني تجاهل كل المعوقات التي يمكن أن تنسف الاحتفالية، خاصة أن معرض الكتاب الفرانكوفوني، وهو الثالث بحجمه في العالم قد ألغي للسنة الثانية على التوالي بسبب تخوف الفرنسيين من الأحوال الأمنية. إلا ان الوزير يعتبر القرار الفرنسي تعسفياً واتخذ دون استشارة لبنان، ومن دون أسباب مقنعة أيضاً، وهو ما يؤسف له. أحد نجوم المعرض يوم أمس، كان الأديب المصري علاء الأسواني، الذي جاء ليوقع كتابه «عمارة يعقوبيان» الصادر بالانجليزية. وقد علقت صورة في صالات المعرض وأعلن عن حضوره كأديب عالمي كبير يستحق احتفاءً خاصاً. وكان الأسواني قد استقبل يوم أول من أمس في مكتبة «فويلز» في لندن حيث التقى قراءه من خلال ندوة جمعته مع الأديبين العربيين اللذين يكتبان بالانجليزية هشام مطر وخالد مطاوع، حيث تحدث الكتّاب الثلاثة عن تجربتهم في الكتابة، واعتبر الأسواني نفسه محظوظاً لأنه بات قادراً على تخفيف وتيرة عمله كطبيب اسنان بعد ان اشتهر في الغرب وصار بإمكانه ان يعيش من مداخيل كتبه، لكن لم يخف الأسواني في الوقت نفسه انه لم يحب ترجمة كتابه إلى الانجليزية، وانه حين قرأ النص شعر بانزعاج، وانه بعيد عن روح نصه العربي».

وجدير بالذكر ان الناشرين العرب عاشوا أمس يوماً حيوياً وحاسماً، وتحدث البعض عن صفقات استطاعوا إنجازها مع ناشرين غربيين لكن الغالبية، تفضل عدم التحدث عن تفاصيل هذه الصفقات كي لا يتم تخريبها من قبل طرف ثالث قبل قطف الثمار.

وتواصلت الندوات طوال يوم أمس افتتحت بندوة موضوعها المرأة العربية والكتابة أدارتها الأديبة المصرية رضوى عاشور، وشاركت فيها الأديبة السعودية رجاء عالم، والمغربية ليلى أبو زيد، والتونسية عروسية النالوتي. وتحدثت عاشور عن تزايد وبوتيرة متسارعة لعدد الكاتبات النساء في السنوات الأخيرة. واعتبرت التونسية الغالوتي أن هذا الزخم النسائي العربي الجديد، ألزم النقاد الاهتمام بهذا الأدب ودراسته ورصده.

أما السعودية رجاء العالم، فتحدثت عن بيئتها المكية وكيف أن البعض كان يظنها ذكراً في البداية، ثم قيل إن كتاباتها ليست سعودية، وبعد ذلك ثمة مَن اعتبر أنها معقدة وغير متوازنة بسبب عدم الرضا عن كتاباتها. لكن العالم تقول إنها في النهاية اعتُرف بها ككاتبة واحتفت بها الصحف. وهي لا تعتبر نفسها كاتبة سعودية تمثل أي أحد، إنما كاتبة تمثل نفسها، وهذا يكفيها. وهي ليست بحاجة لأن تعبّر عن الواقع بقدر ما تريد أن تكون أمينة لأحلامها.

تبدو السعودية حاضرة بقوة من خلال مشاركة رسمية إضافة إلى حضور «دار العبيكان» ووجود العديد من الصحافيين السعوديين والكتّاب، كذلك مشاركة الكاتبتين رجاء العالم ورجاء الصانع. وساد كلام أمس في أوساط الناشرين العرب، أن السعودية ثريا بترجي مرشحة للحصول على جائزة أصغر ناشرة، التي سيعلن عنها اليوم.

وإن فازت هذه الناشرة عبر دارها «كادي رمادي»، التي تصدر كتباً للأطفال، فسيكون فوزاً مفرحاً للعرب في اليوم الأخير للمعرض، وهي قد لا تكون المفاجأة الوحيدة، فثمة حركة قوية من قِبل الناشرين باتجاه الأجنحة العربية التي يبدو أنها تثير اهتمام مؤسسات النشر الغربية.

وتتابعت الندوات طوال يوم أمس، واللقاءات مع الأدباء العرب. فكان ثمة ندوة حول الشعر العربي، قدم خلالها الشعراء عباس بيضون (لبنان)، نجوم الغانم (الإمارات)، منذر المصري (سوريا)، أمجد ناصر (الأردن)، شهادات حول تجربتهم الشعرية. كما كان هناك لقاء بين زوار المعرض والشاعر الفلسطيني ؟؟؟مريد؟؟؟ البرغوثي في المقهى الأدبي، تعرّف خلاله الجمهور على روح شعره. كما تم تنظيم لقاء شارك فيه الفائزون الستة في اللائحة الأخيرة لجائزة بوكر العربية، وهم: جبور الدويهي، مي منسى، خالد خليفة، مكاوي سعيد، الياس فركوح، وبهاء طاهر. وخلال هذا اللقاء تحدث الفائزون عن رواياتهم وتجربتهم التي أوصلتهم إلى جائزة لم يكن أحد منهم ينتظرها.

اليوم تنتهي المغامرة العربية الثقافية في معرض لندن للكتاب، لتظهر نتائجها في الأشهر القليلة المقبلة من خلال كتب جديدة مترجمة عن لغات أجنبية ستجد طريقها إلى السوق، وكتب عربية قد نراها تخترق السوق الإنجليزية. وفي كل الأحوال، فإن اليوم الأخير سيكون مليئاً بالزخم كما اليومين السابقين. ففي الصباح يلتقي بهاء طاهر الحائز على جائزة بوكر العربية بجمهوره في المقهى الأدبي، وهناك ندوة حول الأدب الفلسطيني، وأخرى عن السير الذاتية العربية، وغيرها عن البحث الأكاديمي في السعودية.

وقد خصّ الناشرون العرب ببرنامج خاص وحضّرت لهم لقاءات وندوات، كما استطاعوا أن يستفيدوا من أنشطة عديدة حول حقوق الملكية الأدبية، وما يحدث من تطورات على عقود النشر، وجديد سوق الكتاب.