موسى: هناك صدام بين حضارات... المتطرفين

الأمين العام يحذر الغرب من محاولة هزم الإسلام على غرار الشيوعية

TT

حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الدول الغربية من السعي لهزم الإسلام على غرار هزم الشيوعية في القرن الماضي، موضحاً ان هناك فرقا كبيرا بين الدين الاسلامي و«عقيدة صنعها الانسان وفشلت». وأضاف موسى «هناك صدام بين الحضارات» ولكنه اوضح ان هذا الصدام «بين المتطرفين». وجاءت تصريحات موسى في كلمة ألقاها أمس في معهد «تشاتام هاوس» في ختام زيارته الى بريطانيا حيث افتتح معرض الكتاب في لندن الذي حل العالم العربي ضيفاً عليه. وطالب الأمين العام بأن تكون هناك «شفافية أعلى بين الشرق الاوسط والغرب في التعامل بينهما لأن هناك قضايا مشتركة تهمنا»، معدداً من بين هذه القضايا السلام في الشرق الاوسط وتطوير التعاون بين دول البحر المتوسط. وشدد موسى على «ضرورة مواجهة تهديد يتطور لشعوب كلا الجهتين، وهو صدام الحضارات»، موضحاً ان مواجهة هذا التهديد يجب ان تأتي من خلال «خطوات ناضجة وتقدمية». وقال موسى: «اؤمن بأن هناك صداما بين الحضارات، ولكن الصدام هو بين الاجنحة المتطرفة من كلا الجانبين، فالغالبية المعتدلة لا تؤمن بفرضية ضرورة تصادم الطرفين». وأضاف: «في الشرق الأوسط نحن نؤمن بضرورة الإصلاح ولكن يجب ان يؤمن الغرب بأنه لا يمكن هزم الإسلام» واوضح: «يجب ألا يقارن الدين الاسلامي مع الشيوعية وهي عقيدة صنعها الانسان وفشلت»، مضيفاً ان «سياسات (غربية) مثل الفوضى الخلاقة والتعدي على الدين كلها سلبية وتضر الجانبين». وتابع: «يجب وقف أعمال التحريض» ونصح بأن تكون الاعمال والاهداف تصب باتجاه «عزل المتطرفين على كلا الجانبين»، معتبراً ان جزءا كبيرا من ذلك يعتمد على «حل المشاكل السياسية والامنية في المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية». واستخوذت القضية الفلسطينية على جزء كبير من كلمة موسى التي تلتها اسئلة الحضور الذي ضم دبلوماسيين واعلاميين وخبراء في الشؤون العربية في لندن. وقال موسى ان حل النزاع العربي ـ الاسرائيلي «يفتقد وسيطا نزيها»، مضيفاً: «نحن بحاجة الى وسيط نزيه للتوصل الى حل نزيه». وأوضح ان اجتماع انابوليس لم يحرز أية نتائج ملموسة، مضيفاً ان الاجتماع كان فقط «فرصة لالتقاط الصور ودكانا للحديث، فلم تخرج منه ورقة واحدة او حتى مسودة». وحذر من ان هناك شهرين فقط قبل الوصول الى نصف سنة 2008، التي وعد الرئيس الاميركي جورج بوش انه خلالها ستتم ولادة دولة فلسطينية، ما يقلل من فرص تحقيق هذا الهدف.

ورداً على سؤال من احد الحضور حول «الدول الاجنبي» في تأزم العلاقات بين «حماس» و«فتح» قال موسى: «يجب ألا نلقي كل فشلنا على الاصابع الاجنبية والضغوط الاجنبية، فعلينا ايضاً ان نلوم انفسنا». واضاف: «كان من الطبيعي ان تختلف حماس وفتح ولكن كان يجب ألا تصل الى حد هدر الدماء». وفي ما يخص الوضع في لبنان كرر الأمين العام التأكيد على اهمية انتخاب رئيس لبناني وبعد ذلك انتخاب حكومة وحدة وطنية. وأضاف ان العلاقات السورية ـ اللبنانية جوهرية لحل الأزمة اللبنانية، مستبعداً ان تكون المحكمة الدولية حول مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري «المحرك الوحيد للسياسة السورية، فالأمور اكثر تعيقداً من ذلك». وشدد موسى على اهتمام الجامعة العربية بالوضع السوداني، مؤكداً ضرورة عقد «مؤتمر لكل الدارفوريين» لحل أزمة اقليم دارفور. وناشد موسى العواصم الاوروبية كي «لا تستضيف قادة المتمردين وان تشجعهم على العودة الى السودان حتى يعودوا ويعملوا لإحراز السلام». وأضاف ان هناك حاجة لبناء الثقة بين السودان وجيرانه لإرساء السلام في البلاد. وختم الأمين العام كلمته بالرد على تعليق لوزير الخارجية البريطاني السابق اللورد دوغلاس هيرد، الذي ترأس الجلسة، وقال انه «يمكن حسد الأمين العام على منصبه، أو الشعور بالتعاطف معه»، فرد موسى: «ارجو ان تتعاطفوا معي».