التهريب بين سبتة والمغرب: مصدر رزق «للصغار» وثراء «للكبار»

رجل أمن إسباني يوقف مغربياً عند الحدود بين سبتة والتراب المغربي في 31 يناير الماضي (رويترز)
TT

يرى مهاجرون غير شرعيين في مدينتي سبتة ومليلية بأنهما المدخل إلى حياة أفضل في أوروبا لكن كثيرين من المغاربة يعانون من الضرب ويدفعون رشاوى للمرور عبر أسلاك شائكة حتى يتمكنوا من العودة إلى بلادهم.

يصرخ جندي من حرس الحدود الإسبان بينما يكافح زملاؤه لصد الحشد، ومن وقت لآخر يوجهون ضربات بالهراوات على السلع التي يحملها الناس على ظهورهم وهو يقول «ارجعوا. شخص واحد في المرة الواحدة». تسقط امرأة على الارض في نوبة هستيرية ويسكب زملائها الماء على وجهها. وقالت فاطمة زكريا وهي تحمل عبوة ثقيلة من الفول والمكسرات والأرز على ظهرها فوق ملاءة من القطن: «أحيانا يأخذون السلع التي معي وأحيانا يضربوني وحتى عندما أقدم لهم رشوة يوجهون لي إهانات».

تبكي فاطمة وهي تحكي عن 40 عاما أمضتها في الذهاب والعودة من أجل عائد ضئيل. وفي تقرير نشرته «رويترز» أمس عن ظاهرة التهريب بين سبتة والمغرب، نقلت الوكالة عن فاطمة قولها: «من وقت لآخر أعود إلى وطني بعد إصابتي بجروح. عادة يمكنني أن اكسب نحو 100 درهم (13.73 دولار) لكن يجب ان انحي جانبا 30 الى 40 درهما من هذا المبلغ للرشوة».

وكثير من التجار مجرد حمالين يعملون لدى رجال اعمال مغاربة أثرياء لا يقدمون على نفس المخاطر مع موظفيهم. وقال عبد القادر البالغ من العمر 32 عاما: «رئيسي أصبح ثريا وأنا أكسب فقط الإهانات والضرب».

وتقول الحكومة المغربية إن التهريب عبر حدودها يتسبب في خسارة تبلغ 240 مليون دولار في ايرادات الضرائب سنويا. قال مسؤول جمارك مغربي طلب عدم نشر اسمه «أحيانا نغض الطرف عن المهربين الصغار لأنهم فقراء ويعيشون على هذه التجارة، لكن عندما يتعلق الأمر بعمليات التهريب الكبيرة فاننا نتخذ إجراء حاسما للغاية».

وبعد اعمال العنف التي تفجرت في عام 2005 وفجرها نزوح جماعي لمهاجرين افارقة اقيم جداران ارتفاع كل منهما ستة امتار تعلوهما اسلاك شائكة في سبتة التي يفصلها طرق بها دوريات منتظمة وكلاب بوليسية وتعززها أجهزة فصل الكترونية. ويرى مسؤولو امن اوروبيون ان سبتة ومليلية تعدان تواجهان مخاطر الهجرة غير الشرعية إضافة إلى مشاكل المخدرات والتشدد الإسلامي.