قضية التحرش الجنسي بالأطفال تهيمن على أول زيارة لبابا الفاتيكان إلى أميركا

بوش يبحث مع بنديكتوس السادس عشر سبل «تحقيق السلام» في العالم

استكمال التحضيرات لمراسم زيارة البابا في واشنطن (أ ب إ)
TT

هيمن موضوع رجال دين كاثوليك اميركيين متورطين في قضايا تحرش جنسي بأطفال على اول زيارة يقوم بها بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر للولايات المتحدة. فقد قال البابا قبل وصوله امس الى واشنطن إنه يشعر بالخجل بسبب هذه الفضائح، وتعهد ان لا يسمح للمتورطين من الكنيسة الكاثوليكية الاميركية بان يصبحوا كهنة. وخصص الرئيس الاميركي جورج بوش وزوجته لورا استقبالاً حافلاً لبابا الفاتيكان، حيث كانا في استقباله في قاعدة اندرو الجوية في ولاية ميرلاند المجاورة للعاصمة، في بادرة غير مسبوقة، حيث لا يستقبل عادة الرئيس الاميركي زوار واشنطن في المطار لدى وصولهم. ويغطي «جيش من المراسلين» زيارة البابا بلغ عددهم خمسة آلاف صحافي.

وسيزور البابا البيت الابيض اليوم ويعقد مع الرئيس الاميركي اجتماعاً على انفراد في المكتب البيضاوي وسيكون في اليوم نفسه ضيفاً على عشاء رسمي يحضره رجال دين كاثوليك، وهو اليوم الذي يصادف عيد ميلاد البابا حيث سيبلغ من العمر 81 سنة. وذكر ان محاثات بوش مع البابا ستتناول سبل تحقيق السلام في العالم، والدور الذي يمكن ان يلعبه الفاتيكان في هذا المجال، وسبق للبابا ان انتقد حرب العراق لكنه سيطرح في واشنطن «الظروف غير المواتية التي يعيش في ظلها المسيحيون العراقيون»، حيث اضطر كثيرون منهم الى الفرار من العراق بعد تفجير بعض كنائسهم.

يذكر ان الرئيس بوش سبق له ان زار الفاتيكان في التاسع من يونيو (حزيران) من العام الماضي حيث التقى البابا. وكان اول بابا للفاتيكان يزور البيت الابيض هو البابا بولس الثاني الذي زار البيت الابيض في فترة الرئيس الاسبق جيمي كارتر، وتمت تلك الزيارة في اكتوبر (تشرين الاول) عام 1979. وتجدر الاشارة الى ان كلاً من بوش وكارتر يعتبران من «المتدينين» من بين الرؤساء الاميركيين، وجميعهم من البروتستانت، ولم يشذ عن هذه القاعدة سوى الرئيس الاميركي جون كينيدي الذي كان كاثوليكياً.

ويدين نحو 70 مليون اميركي بالكاثوليكية ومعظمهم من الاميركيين اللاتينيين (هسبانك) وهم ينتظرون رسالة البابا التي سيلقيها امام الآلاف من الكاثوليك في ملعب «ناشونال بارك» في واشنطن، ويتوقع ان يتطرق فيها الى موضوع التحرش الجنسي بالاطفال حيث تتفاعل هذه القضية منذ سنوات، كما يتوقع ان يتحدث عن قضايا الاسلحة النووية والمهاجرين والاجهاض والحروب في العالم وعلى رأسها حرب العراق.

وكان البابا أدلى بتصريحاته حول قضية التحرش الجنسي بعد ان طرح عليه المراسلون في روما اسئلة حول الموضوع قبل ان يستقل الطائرة وقال في هذا الصدد «سبب هذا الأمر معاناة كبيرة للكنيسة في اميركا بكيفية عامة ولي بصفة شخصية.. من الصعب علي ان افهم ان يتصرف كهنة على هذا النحو تجاه اطفال». وأضاف «انني اشعر بالخجل وسأفعل ما في وسعي حتى لا يتكرر ذلك في المستقبل». وزاد «من المهم ان يكون لدينا كهنة جيدون عوضا عن عدد كبير من الكهنة. سنفعل كل شيء لمعالجة هذا الجرح». وكانت قضية التحرش باطفال في كنائس كاثوليكية انفجرت منذ عام 2000 وانفقت الكنيسة الكاثوليكية مئات الملايين من الدولارات بهدف تحسين سمعتها.

يشار الى ان زيارة بابا الفاتيكان الى الولايات المتحدة ستدوم ستة ايام تقوده ايضا الى نيويورك حيث يلقي كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة. وخلال زيارته للامم المتحدة التي وصفها الفاتيكان بانها ستشكل «الحدث الاهم» في رحلته، سيلقي البابا كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة تركز على مسألة حقوق الانسان والطابع المقدس لكل حياة بشرية. ويزور البابا الاحد المقبل موقع مركز التجارة العالمية الذي استهدفته اعتداءات 11 سبتمبر.