بوتين يرأس الحزب الحاكم تمهيدا لعودة سريعة إلى الكرملين

ميدفيديف يرفض دعوة الانضمام

TT

على نحو يعيد الكثير من اطياف الماضي القريب اقر المؤتمر التاسع للحزب الحاكم «حزب الوحدة الروسية» بالاجماع التعديل الوحيد على ميثاقه المسجل بوزارة العدل تمهيدا لاعلان الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين رئيسا للحزب. وقد اكد هذا الانطباع ومعه دهشة الكثير من المراقبين ان التعديل يقتصر على النص الذي يوفر الاساس القانوني لانضمام بوتين رئيسا للحزب بدون التمتع بعضويته ومحتفظا في نفس الوقت بوضعيته كمستقل. وفي وقت نقلت المصادر الحزبية عن الرئيس المنتخب دميتري ميدفيديف قبيل انعقاد المؤتمر رفضه الانضمام الى الحزب بعد ان سبق وتعجل بوريس غريزلوف الرئيس المناوب للحزب اعلان عدم مشروعية ذلك نظرا لانه وبحكم منصبه يشغل منصب القائد الاعلى للقوات المسلحة متناسيا ان بوتين كان يتمتع بنفس الوضعية، رصد المراقبون حرص الكثير من وسائل الاعلام شبه الرسمية على نشر نتائج استطلاعات الرأي حول ارتفاع شعبية بوتين بنسبة 48% مقابل 45% في مطلع ابريل الجاري، بينما سجلت نفس الاستطلاعات انخفاض نسبة شعبية ميدفيديف الى 12%!. وعلى الرغم من تفسير المشرفين على اجراء هذه الاستطلاعات باحتمالات ارتفاع شعبية ميدفيديف مجددا في سبتمبر المقبل اي بعد مباشرة تنفيذه لوعوده الانتخابية. حسب صحيفة «فيدوميستي»، فان هناك من يتوقع بدء ظهور ملامح تركيز الكثير من مقاليد السلطتين التنفيذية والتشريعية في يدي رئيس الحكومة المقبل فلاديمير بوتين الذي سبق أن قال انه سوف يعتمد في نشاطه على الاغلبية البرلمانية او بتعبير آخر الاغلبية الدستورية للحزب الحاكم التي تسمح له لاحقا في حال احتدام المواجهة استخدام حق «الفيتو» ضد قرارات الرئيس ما يسلب الاخير الكثير من صلاحياته الدستورية ويمهد عمليا الاجواء اللازمة لاعلان الاستقالة المبكرة للرئيس!. وعلى خلفية مثل هذه المعلومات والاخبار بدأ المؤتمر التاسع للحزب الحاكم جلسة الامس بسلسلة من الاجراءات الشكلية التي استبق بها بوريس غريزلوف الرئيس المناوب تقريره عن دور الحزب في تنفيذ «استراتيجية 2020 » اي البرنامج الذي طرحه بوتين لتطوير الدولة حتى عام 2020 والذي اختتمه باعلان اقتراحه بانضمام بوتين الى الحزب في منصب الرئيس طارحا نفس الفكرة على الرئيس المنتخب ميدفيديف بدون تحديد منصب او موقع في تشكيلته القيادية على وقع عاصفة مدوية من التصفيق استعاد معها المراقبون الكثير من تراث الماضي. وفيما اعرب الرئيس المنتخب ميدفيديف عن تقديره الكبير لدعوته الى الانضمام الى الحزب، اعلن عن عدم قبول الدعوة استنادا الى رأيه ان الوقت لا يزال مبكرا لاتخاذ مثل هذا القرار وضرورة ان يظل الرئيس على مسافة متساوية من كل الاحزاب السياسية القائمة. واكد ميدفيديف ما سبق أن قاله حول انه سيطرح في السابع من مايو المقبل على بوتين تشكيل الحكومة الروسية ما يوفر آفاق تشكيلها على اساس الاغلبية البرلمانية وبما يكفل من خلاله افضل قناة اتصال بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. اما الرئيس المنتهية ولايته فقد اعلن صراحة انه يقبل عرض رئاسة الحزب لكنه طلب ارجاء ذلك رسميا الى حين انتهاء الفترة الرئاسية في السابع من مايو المقبل، مشيرا في نفس الوقت الى ضرورة البدء في عملية الاصلاح الاداري للحزب بما في ذلك التخلص من عناصره الانتفاعية والاعتماد على جماهير الشباب والمثقفين وعناصر الشعب العامل في كل ارجاء الدولة الروسية بعيدا عن سلبيات البيروقراطية.