أبوعلاء منزعج من وجود خط ثان للمفاوضات .. وعرض إسرائيل لا يتجاوز 64 % من الضفة

أولمرت يريد من أبومازن أن ينسى ما وراء الجدار والأغوار

TT

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ابلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) ان عليه ان ينسى ما وراء الجدار الفاصل ومنطقة الاغوار، وان يفاوض على المناطق المصنفة، أ وب وج (مناطق الضفة الغربية التي تم الاتفاق عليها في اتفاق اوسلو).

وحسب المصادر، فان اولمرت يحاول عرض حلول على ابومازن تتضمن ادارة احياء عربية في القدس، الى جانب ادارة المقدسات، وتسهيل حرية مرور الفلسطينيين الى المناطق المقدسة، عبر طرق محددة. ويريد الرئيس الفلسطيني عرض اي اتفاق نهائي على الشعب الفلسطيني كما يقول، ويبدو ان عباس الذي هندس اتفاق اوسلو قبل ذلك، ماض في طريقه الى هندسة اتفاق اخر مع اولمرت هذه المرة. وبعيدا عن المباحثات الجارية بين طاقمي المفاوضات برئاسة احمد قريع (ابوعلاء) وتسيفي ليفني وزير الخارجية الاسرائيلية. وقالت مصادر مقربة من ابوعلاء انه منزعج من «خط ثان» يدير مفاوضات اخرى بين الجانبين، بدون ان تشير المصادر ما اذا كان هذا الخط يقوده عباس شخصيا او لا، لكن المصادر قالت ان ابوعلاء يعرف ان هناك خطا اخر، لمفاوضات ثانية، وهو ما يزعجه للغاية، وانه منزعج ايضا من استثنائه من بعض لقاءات ابومازن اولمرت. وكان اللقاء الاخير، بين ابومازن واولمرت مساء يوم الاحد الماضي، حسب مصادر اسرائيلية، بطلب من اولمرت شخصيا، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» ان اولمرت طلب لقاء ابو مازن ليقول للرئيس الاميركي انه يبذل جهودا، لكن اي اتفاق لم ينجز.

وسيذهب ابومازن للقاء بوش في غضون 10 ايام، اذ ان الزعيمين لن يلتقيا اثناء مشاركة بوش في احتفالات اسرائيل بمناسبة الذكرى الستين لنشوئها في منتصف مايو(ايار) المقبل.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان المعروض على السلطة الان، هو فقط 64 %، من مساحة الضفة الغربية، وان التواصل الجغرافي سيكون عبر الطرق فقط. كما علم ان السلطة اعدت بدعم اميركي، مشاريع توسيع وتعبيد طرق فرعية واصلة بين المدن الفلسطينية، في اشارة الى انها قد تكون بديلا لبعض الطرق الرئيسية.

ولم تبدأ اللجان الفلسطينية المتخصصة، عملها حتى الان، لأن ابوعلاء كما قالت المصادر يعتقد انه «اذا كثر الطباخين، ستفسد الطبخة»، وهو يفاوض حول كل شيء، من قضايا الحل النهائي. ومن غير المعروف ما اذا كان ابوعلاء سيواصل في منصبه رئيسا لطاقم الوفد المفاوض، لكنه في الاونة الاخيرة صعد من لهجته بالقول انه بدون القدس والوحدة الجغرافية مع قطاع غزة فلا حل ولا سلام. ووفق المصادر فان السلطة تطلب اولا، انهاء حكم حماس في غزة قبل تنفيذ اي اتفاق يمكن التوصل اليه، الا ان اسرائيل لم تقرر حتى الان ماذا تريد هي من القطاع. وقالت المصادر الاسرائيلية ان اولمرت لا يثق بقدرة السلطة الفلسطينية على ضبط الامن في الضفة الغربية على المدى البعيد. وفي اسرائيل ينظرون الى ابومازن على انه بعد عام قد لا يكون رئيسا، كما انهم غير مستعدين لتقديم تنازلات كبيرة للرئيس الاميركي، في نهاية ولايته.