لبنان: قوى الأكثرية تستبعد «اختراقا» يسهل انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة المقبلة

TT

فيما يواصل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جولة عربية لحشد الدعم لاقتراحه معاودة الحوار اللبناني لملاقاة المبادرة العربية بشأن الازمة اللبنانية في منتصف الطريق، عكست التصريحات المتبادلة بين فريقي الاكثرية والمعارضة مؤشرات تؤكد التباعد في المواقف من الاولويات المطلوبة المباشرة البحث عن مخارج من الازمة المتمادية. وفي هذا الاطار، استبعد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا حصول «اختراق» يسهل انعقاد جلسة مجلس النواب في 22 ابريل (نيسان) الحالي لانتخاب الرئيس التوافقي للجمهورية، قائد الجيش العماد ميشال سليمان. فيما اكد عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر ان «لا بديل عن المبادرة العربية» وان «اي طرح لمبادرة جديدة هو للالتفاف عليها وعدم تطبيقها».هذا، وكانت محطة «اخبار المستقبل» نقلت ليل الاثنين ـ الثلاثاء عن زوار العماد سليمان «رفضه المطلق قبول فكرة تولي رئاسة حكومة انتقالية» وتأكيده على انه «سينهي خدمته في قيادة المؤسسة العسكرية اعتباراً من 21 اغسطس (آب) المقبل. وسيبدأ اجازة خارج البلاد». وشدد على انه لن يرضى بالتمديد له على رأس المؤسسة العسكرية. وقال ـ بحسب ما نقل عنه ـ ان «قبول هذا الحل مشروط بان يجتمع مجلس النواب ويوافق على تمديد الولاية لفترة محددة وقصيرة، على ان يتضمن قانون التمديد تحديد المهام من جهة، والتزام الاطراف بحل سريع يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية من جهة ثانية».

وقد استبعد النائب زهرا، في حديث اذاعي بث امس، حدوث «اي اختراق يذكر لتسهيل جلسة مجلس النواب في 22 الجاري». وقال: «المؤسف ان الحركة التي يقوم بها رئيس مجلس النواب هي تغيير اتجاهات الازمة واظهارها وكأنها مجرد خلاف لبناني ـ لبناني. ولا اتوقع اختراقاً. ولا نية حقيقية لانتخاب الرئيس التوافقي حتى الآن. وما زال هذا الانتخاب يُربط بشروط، فبعدما كان الشرط الاتفاق على الحكومة، اليوم الاتفاق المسبق على قانون انتخابات، وكأن المجلس النيابي لا دور له، والحكومة لا دور لها. ويستمر الامعان في تغييب المجلس من خلال فرض قانون انتخابي من دون مناقشته سلفاً».

وحول خطة تحرك قوى «14 آذار» للمرحلة المقبلة، افاد: «ان قوى 14 آذار تستمر في استعمال صداقاتها العربية والدولية للضغط من اجل اتاحة انتخاب رئيس جمهورية في اسرع وقت ممكن. اما اذا تبينت استحالة الوصول الى هذه الحلول فعلينا التفكير في خيارات جديدة».

من جهته، اعتبر النائب سمير الجسر «ان لا بديل عن المبادرة العربية التي توافق عليها الاشقاء العرب وأكدوا عليها في مؤتمر القمة الاخير والتي حددت نقاطها وجرى التداول فيها، لأن ما اخشاه ان يكون طرح اي مبادرة جديدة جانبية تحت اي عنوان محاولة لانهاء المبادرة العربية او الالتفاف عليها. لذلك المبادرة واضحة والنقاط توضحت امام الجميع، فإما ان يعملوا على تطبيقها، وإما انهم يتهربون منها في المعارضة لغايات اخرى». وقال: «لسنا ضد الحوار. ولكن للحوار شروطه ولا بد له من ناظم اولاً. ولا يكون ناظماً من يرى انه طرف وانه شيخ المعارضين (اشارة الى بري). كما ان الحوار يحتاج الى جدول اعمال، فاذا كان الجدول هو الخروج على المبادرة العربية فليست دعوة للحوار، وانما لتقويض المبادرة العربية». وقال وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية جان اوغاسبيان: «اننا الآن في مرحلة تفعيل الجهود العربية. وإن جولة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تهدف الى التأكيد ان مفتاح الحل في لبنان هو في تصحيح العلاقات اللبنانية ـ السورية برعاية عربية. وهناك قناعة لدى العديد من الدول العربية بأن المشكلة ليست محصورة داخل لبنان، بل هي في العلاقات اللبنانية ـ السورية التي تشوبها ازمة ثقة والكثير من التشنجات، ما ينعكس احتداماً للأزمة اللبنانية وسط التوجه الواضح لشل المؤسسات كافة بدءاً من الفراغ في رئاسة الجمهورية واقفال مجلس النواب ومحاصرة الحكومة والتشكيك في الجيش والاجهزة الامنية».

ودعا المعارضة الى «ان تبرر للمرشح التوافقي، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، أسباب عدم نزولها إلى البرلمان وانتخابه رئيسا». وقال: «من الواضح أن المعارضة لم تحسم حتى اليوم أمرها لانتخاب رئيس جمهورية. فالبعض فيها يربط قراره بالخارج». في المقابل، كرر النائب علي حسن خليل، التأكيد على موقف الرئيس بري المؤيد للمرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية». وقال امس: «حاولت بعض وسائل الاعلام الربط بين زيارة الرئيس بري الى مصر وما تردد عن طرح لتشكيل حكومة انتقالية برئاسة العماد سليمان. والحقيقة ان مثل هذه الاخبار ملفقة. وهي محاولة للتشويش على الزيارة الناجحة للرئيس بري الى القاهرة ولخلق اجواء من الشحن الطائفي وتصوير ان هناك تجاهلا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي محاولة لاجهاض مبادرته». ورأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب انور الخليل «ان المطلوب بإيجاز هو ان تكون هناك محاولة جدية من قبل الموالاة والمعارضة لحوار يكون في نتيجته وصول الفريقين الى توجه نهائي لحل هذه المعضلة التي شكلت ازمة كبيرة منذ فترة طويلة». وقال: «ان ما يقوم به الرئيس بري في حركته المتواصلة بين العواصم العربية هو محاولة حقيقية وجدية باتجاه الوصول الى الدعم المطلوب للحوار المنشود بين الفريقين، فريق الموالاة وفريق المعارضة».