مصادر فرنسية: إسرائيل تربط التسوية حول شبعا بإطلاق الأسيرين الإسرائيليين

قالت إن باريس تبحث عن «بدائل» عن المبادرة العربية

TT

يعود الملف اللبناني الى واجهة الاهتمامات الفرنسية الأسبوع المقبل عبر حدثين متوازيين: الأول زيارة الأيام الثلاثة للرئيس المصري حسني مبارك، ابتداء من الأحد المقبل الى باريس والثاني اجتماع وزراء خارجية دول الجوار العراقي في الكويت.

وقالت مصادر فرنسية رسمية إن اجتماع ساركوزي ـ مبارك «سيكون فرصة لتقويم ما وصلت اليه الجهود العربية والدولية لإيجاد مخرج للأزمة السياسية في لبنان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية». وترى باريس أن أهمية الإجتماع تنبع من كونه يأتي بعد القمة العربية في دمشق التي قاطعتها مجموعة من الزعماء العرب بينهم الرئيس مبارك وخصوصا بعد القمة السعودية ـ المصرية في شرم الشيخ والاتصالات المتلاحقة بين الرياض والقاهرة.

وما زالت باريس تعلن رسميا تمسكها بالمبادرة العربية. وامس كررت الناطقة باسم الخارجية باسكال أندرياني هذا الموقف. إلا أن الأوساط الفرنسية تؤكد في مجالسها أن المسؤولين «فقدوا الأمل من أن تثمر» هذه المبادرة وهم يرون أنها «انتهت الى الفشل» وبالتالي «من الضروري التفتيش عن شيء آخر» بديل عنها.

وتعزو باريس عرقلة المبادرة الى «دوافع محلية وأخرى إقليمية» والى رغبة المعارضة ومعها دمشق وطهران في «كسب الوقت» وانتظار «التطورات الإقليمية» قبل أن تقرر السير في حل ممكن في لبنان. وبالمقابل، تقول الأوساط نفسها إن الولايات المتحدة الأميركية «لا تريد حلا في لبنان يمكن أن يفسر على أنه انتصار للمعارضة ودمشق وطهران وهي بالتالي تشجع الأكثرية اللبنانية على الصمود». وتوقعت مصادر فرنسية واسعة الإطلاع تحدثت اليها «الشرق الأوسط» أن «تطول الأزمة» لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية على أقل تعديل. ومن وجهة النظر الفرنسية، تلعب المعارضة ودمشق وطهران «لعبة الوقت» خصوصا أن هذه الأطراف «تفترض أن الزمن يلعب لصالحها». غير أن الشرط المطلوب لذلك هو أن يبقى الوضع اللبناني «تحت السيطرة» مثلما حصل حتى الآن «لأن دمشق وطهران لا تريدان أن يدفع تدهور الوضع اللبناني الى مزيد من الضغوط على المعارضة من جهة وعلى دمشق وطهران من جهة أخرى».

إزاء هذا الواقع، تسعى باريس «لاستكشاف» إمكانيات التحرك على المستوى الدولي بعد أن «استنفدت» الجهود العربية واصطدم عمرو موسى بالعقد التي ارتطمت بها المبادرة الفرنسية قبل ذلك. وهذا ما سيبحثه ساركوزي ومبارك وما سيسعى اليه الوزير كوشنير في «الاتصالات واللقاءات» التي سيقوم بها في الكويت على هامش المؤتمر الخاص بالعراق.

وأمس، نفت الخارجية الفرنسية أن يكون ثمة «مؤتمر» سيعقد عن لبنان في العاصمة الكويتية بل تحدثت عن «اتصالات». ومن الأفكار التي تريد باريس طرحها إمكانية الدعوة الى مؤتمر دولي خاص بلبنان على غرار باريس 3 الذي عقد في العاصمة الفرنسية بداية العام 2007 والذي سيكون غرضه «إبقاء قوة الدفع قائمة باتجاه انتخاب رئيس لبناني وإبقاء الموضوع اللبناني على الأجندة الدولية».

وتنبه باريس لـ«تعب» بعض اعضاء مجلس الأمن من الملف اللبناني وهذا ما ظهر من المناقشات التي دارت حول مشروع بيان رئاسي تقدمت به فرنسا حول القرار 1701. وفي هذا السياق، كشفت مصادر فرنسية أن إخفاق الجهود الدولية بخصوص توفير الشروط السياسية للإنتقال من «وقف الأعمال العدائية» بين إسرائيل ولبنان الى «وقف إطلاق النار» مرده الى الصعوبات التي أصابت جهود تسوية موضوع مزارع شبعا التي يقترح لبنان وضعها بعهدة الأمم المتحدة بانتظار إيجاد حل لها. وقالت مصادر فرنسية واسعة الإطلاع إن إسرائيل «تمانع لسببين: الأول رفضها لتسوية يمكن أن يسوقها حزب الله انتصارا له ولمن يقف وراءه والثاني فرض إسرائيل تحرير الجنديين الإسرائيليين اللذين اختطفهما حزب الله شرطا للسير بتسوية خاصة بمزارع شبعا».