شوارع بغداد.. اختناقات مرورية حادة في النهار والأولوية للأميركيين والمسؤولين

المواطنون متذمرون من تصرفات مواكب الوزراء والنواب وأرتال الجيش الأميركي

أرملة تنتظر الحصول على مساعدات انسانية في بغداد أمس (رويترز)
TT

اختناقات وأزمات مرورية وزحامات طويلة قد تمتد لساعات ولمسافة كيلومترات، تتسبب بتعطيل الحياة العامة للكثيرين من موظفي الدوائر الحكومية وطلاب المدارس والجامعات وعمال القطاع الخاص وغيرهم في بغداد.

مشاهد الازدحام هي الصورة الأكثر شيوعا لشوارع العاصمة العراقية، حيث اعتاد السكان على هذه المشاهد الخانقة في مناطق مختلفة وعلى مدار ساعات النهار لحين حلول وقت المساء الذي تقل فيه الحركة والتنقل بشكل كبير جدا بالمقارنة مع ما تكون عليه الاوضاع في أوقات الذروة خلال الفترة الصباحية وساعات نهاية الدوام الرسمي للدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة.

وتعتبر نقاط التفتيش المنتشرة في عموم المدينة أحد الاسباب الرئيسة لهذه الازدحامات، حيث تعرقل حركة سير المركبات حتى في الطرق السريعة والخارجية، فضلا عن التصرفات غير المسؤولة للقائمين على نقاط التفتيش هذه عند تعاملهم مع سواق المركبات، حيث يسمحون بالمرور لأشخاص معينين ويفرضون على البقية المكوث ساعات في الزحام او اجبارهم على سلوك طرق أخرى طويلة.

حادثة تتكرر باستمرار في منطقة الباب الشرقي وبالتحديد نفق ساحة الطيران الذي خصص لمرور الوزراء والمسؤولين ومواكب الحمايات ومن يحمل شارات المنطقة الخضراء فقط، فيما يمنع الآخرون من سلوكه وإلا تعرضوا لعقوبة من قبل عناصر نقاط التفتيش. وغالبا ما يتم قطع جانبي الطريق الذي يربط بين مدخل وزارة الداخلية وجسر الجمهورية، بحيث لا يمكن المرور بالسيارات لا من فوق النفق ولا من تحته إلا بعد مرور موكب احد الوزراء او المسؤولين في الوزارة، وفي بعض الأحيان تستمر فترة انتظار اصحاب المركبات لأكثر من ساعة، حيث يتم غلق الطريق أمامهم قبل خروج المسؤول من المنطقة الخضراء او من مقر الوزارة بفترة طويلة، ولا يتم فتحه إلا بعد انتهاء عملية مغادرة المسؤول وموكبه المتكون من (20) سيارة تقريبا، وهي مسألة تتكرر باستمرار ولاكثر من مرة في اليوم الواحد.

كذلك الحال بالنسبة للقوات الأميركية وأرتالها العسكرية ومواكب الشركات الامنية الاجنبية التي تتعمد السير في احيان كثيرة عكس اتجاهات السير خوفا من تعرضها للهجمات بالسيارات المفخخة او العبوات الناسفة ودائما ما تكون سببا رئيسا للزحمة المرورية في مناطق مختلفة من بغداد.

والشعور بالتذمر من تصرفات مواكب المسؤولين المحليين يعبر عنه باستمرار المواطنون خصوصا في المناطق التجارية والرئيسة وما يرافقها من مشاكل وحوادث أحيانا وما تخلفه من ارباك وزحام مروري. كما ان الاشارات واللافتات المرورية أصبحت غير مجدية نهائيا ولا يتم الالتزام بها لا من قبل المارة ولا من قبل اصحاب المركبات سواء الأهلية منها او الحكومية، او حتى من قبل مواكب المسؤولين الحكوميين وأرتال الجيش الاميركي التي تخلق حالة من الفوضى والإرباك فور وصولها لأي مكان او تقاطع مروري لأن عناصرها يقومون بشتى انواع التجاوزات كالسير في الاتجاه المعاكس، والمرور من فوق الارصفة مما يؤدي الى تدميرها، والاصطدام بالسيارات المدنية الواقفة على جنب الطريق. وأزيلت اللوحات المرورية المكتوب عليها «ممنوع الوقوف» وحلت مكانها الحواجز الكونكريتية، فضلا عن الحراسات الامنية المكثفة التي تمنع الوقوف نهائيا وتحاسب المخالفين للقواعد التي تم وضعها من قبل المسؤول الامني الخاص للوزارة او الدائرة الحكومية.