نجاد يطلب حماية شيرين عبادي بعد تهديدها بالقتل

إيران تنظم غدا عرضا عسكريا بمشاركة حوالي 200 طائرة ومروحية قتالية

إيرانيون يهتفون أمس خلال تشييع ضحايا انفجار مسجد بمدينة «شيراز» الإيرانية يوم 12 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

أمر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الشرطة الإيرانية بتأمين حماية للمحامية الإيرانية شيرين عبادي، حائزة جائزة نوبل للسلام عام 2003، والتي أكدت أنها تلقت تهديدات بالقتل. وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية «إثر معلومات عن تلقي شيرين عبادي رسائل تهديد، أمر الرئيس قائد الشرطة باتخاذ اجراءات فورية لضمان سلامة هذه المواطنة الايرانية وتهدئة المخاوف». وأضافت الوكالة ان «احمدي نجاد طلب من قائد الشرطة التحقيق حول هذه القضية وكشف مصدر الرسائل وإحالة المسؤولين (عنها) على القضاء». وأكدت عبادي، المحامية والناشطة دفاعا عن حقوق الانسان أول من أمس، انها تلقت تهديدات بالقتل. وقالت في بيان: «في الثالث من ابريل، وعند مدخل المبنى حيث مكتبي، وجدت ورقة كتب عليها (شيرين عبادي، موتك وشيك)».

وتولت عبادي في الاعوام الاخيرة قضايا حساسة تتصل بحقوق الانسان في ايران، وكانت قد تلقت تهديدات مماثلة العام 2006. واعلنت ان: «تهديدي وعائلتي ازداد في الآونة الاخيرة. من يريدون موتي لا يحقدون علي شخصيا، انهم يرفضون افكاري، لذا ليس صعبا العثور على من كتب او كتبوا رسائل التهديد هذه». وأرفقت عبادي بيانها بنسخ من رسائل التهديد، والتي حذرتها احداها من إلقاء خطب في الخارج. وجاء في الرسالة «نبهناك مرارا الى ضرورة الصمت، ولكن رغم تحذيراتنا واصلت الكلام. اذا، للمرة الاخيرة، راجعي تصرفاتك والا سنثأر» الى ذلك، قال المحامي الإيراني صالح نكباخت: ان الصحافي الايراني والناشط دفاعا عن حقوق الانسان عماد الدين باقي سيعود الى السجن بعدما نال ترخيصا بالخروج لثلاثة اشهر لتلقي عناية طبية. وقال نكباخت في تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية «سيعود (باقي) الى السجن رغم انه لم يتعاف كليا». واضاف ان «الاطباء لم يتمكنوا من اعطاء تشخيص دقيق لمشاكله في القلب والجهاز العصبي». ويترأس باقي لجنة الدفاع عن حقوق السجناء، وكان قد نقل الى المستشفى في ديسمبر جراء اضطرابات في الجهاز العصبي. وبقيت خمسة اشهر من محكوميته بعدما حكم بالسجن عاما بتهمة ممارسة «الدعاية ضد النظام». وناضل باقي ضد حكم الاعدام في ايران، وحاز عام 2005 جائزة الجمهورية الفرنسية لحقوق الانسان، وصدرت بحقه احكام عدة. وفي الثامن من ابريل، تلقى جائزة الصحافة البريطانية لجهوده في اعلام القراء. ويأتي ذلك فيما حكم على ثلاثة من قادة الحركة الطلابية في ايران معتقلين منذ مايو 2007 بتهمة اهانة الاسلام، بالسجن لمدد تتراوح بين 22 الى 30 شهرا مع النفاذ، كما اعلن المتحدث باسم القضاء علي رضا جمشيدي في مؤتمر صحافي امس. وكان قد برئ احسان منصوري وماجد توكلي واحمد قصبان من جامعة امير كبير، احدى اهم جامعات البلاد، اثر استئنافهم الاتهامات بإهانة «القيم الدينية» وشتم «قادة الجمهورية»، لكنه لم يتم الافراج عنهم. واعلن جمشيدي «ان محكمة الاستئناف اعتبرت طلاب أمير كبير مذنبين بالدعاية ضد النظام ونشر اكاذيب وشتائم للقيم الدينية». وقال «حكم على ماجد توكلي بالسجن 30 شهرا وعلى احمد قصبان 26 شهرا واحسان منصوري 22 شهرا». وكان ايداع ثلاثة طلاب في السجن ادى الى تظاهرات احتجاجية في جامعات طهران. وكانت هذه التظاهرات مناسبة لانتقادات جمة ضد سياسة حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد وكذلك ضد القمع الذي طاول الاوساط الطلابية. وجامعة امير كبير هي معقل الاعتراضات الطلابية حيث تعرض الرئيس احمدي نجاد اثناء خطاب له في خريف العام 2006 للسخرية والتهكم.

الى ذلك، قال مسؤول عسكري ايراني كبير امس ان ايران «ستزيل اسرائيل عن خارطة العالم» في حال تعرضها لهجوم من الدولة العبرية، وذلك ردا على تصريح لوزير اسرائيلي هدد بتدمير ايران في حال تعرض بلاده لاعتداء. وقال مساعد القائد العام للجيش الايراني الجنرال محمد رضا اشتياني في مؤتمر صحافي عشية اليوم الوطني للجيش في 17 ابريل، بحسب ما نقلت وكالة مهر للأنباء امس، ان «المناورات الاسرائيلية لا تعنينا. لكن في حال شنت اسرائيل اي عمل ضد الجمهورية الاسلامية فسنزيلها عن خارطة العالم». وكان الجنرال الايراني يشير الى مناورات الدفاع المدني التي اجرتها اسرائيل الاسبوع الماضي لتحضير السكان لهجمات محتملة بالاسلحة التقليدية او لقصف بصواريخ مجهزة برؤوس كيميائية او جرثومية.

وفي السابع من ابريل، قال وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن أليعازر: إن اسرائيل ستدمر ايران في حال هاجمت طهران اسرائيل. وقال بن اليعازر، العضو في الحكومة الامنية المصغرة، حينها، إن «ايران لن تسرع الى مهاجمتنا لانها تدرك معنى عمل كهذا. فهجوم ايراني على اسرائيل سيؤدي الى رد قاس سيتسبب بتدمير الأمة الايرانية». ومن المقرر ان ينظم الجيش الايراني عرضا عسكريا غدا بمشاركة حوالي 200 طائرة ومروحية قتالية ستحلق فوق العاصمة طهران، كما اعلن الجنرال اشتياني. وتملك ايران صواريخ بالستية «شهاب-3» يصل مداها الى الفي كيلومتر تقريبا وهي قادرة على بلوغ الاراضي الاسرائيلية. لكن طيرانها ليس في وضع جيد كما اظهر الحادث الذي تعرضت له طائرة عسكرية تحطمت اول من امس في مطار مهراباد قرب طهران. وتحطمت طائرة «سوخوي» روسية الصنع لحظة هبوطها، بينما كانت تقوم بمهمة تدريبية. ويملك الجيش الايراني طائرات اميركية من طراز «اف4» و«اف5» و«اف14» تعود لاكثر من ثلاثين عاما، ويملك كذلك طائرات روسية اكثر حداثة تم شراؤها في السنوات الاخيرة.

وعلى صعيد آخر، يلتقي وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الخميس في برلين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لبحث الملف النووي الايراني خصوصا، كما أعلنت وزارته أمس. واوضحت الوزارة في بيان ان سياسة حظر الانتشار النووي واردة ايضا على جدول هذا اللقاء المتوقع اجراؤه في مناسبة مؤتمر دولي في برلين مخصص للتحديات التي تطرحها الامدادات بالوقود النووي. وسيفتتح شتاينماير والبرادعي هذا المؤتمر الذي يستغرق يومين وتنظمه كل من بريطانيا والمانيا وهولندا، ويتوقع ان يشارك فيه اكثر من 80 ممثلا لـ 32 دولة اضافة الى خبراء دوليين. والمؤتمر الذي سيعقد في جلسة مغلقة، يهدف الى «بدء حوار مفتوح بين كل الدول حول هذه المسائل» المتعلقة بالامداد الدولي بالوقود النووي، بحسب البيان.