انتحاري يفجر نفسه وسط مجلس عزاء لشقيقين من «قوات الصحوة» جنوب كركوك

القتلى 51 والجرحى 22.. والعائلة تجاهلت تهديدا من «القاعدة»

صبي يعاين أمس هيكل سيارة في مدينة الصدر ببغداد استهدفها صاروخ أميركي الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
TT

قتل وأصيب العشرات في تفجير انتحاري استهدف أمس مجلس عزاء لعنصرين من قوات «الصحوة» التي تقاتل تنظيم «القاعدة» جنوب مدينة كركوك (شمال العراق)، حسبما اعلنت مصادر أمنية وطبية.

وقال النقيب نجم عبد الله من الشرطة ان حصيلة الضحايا بلغت 51 قتيلا، فيما أصيب 22 آخرون بالتفجير الانتحاري الذي استهدف مجلس عزاء في قرية البو محمد التابعة لناحية العظيم شمال محافظة ديالى، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

بدوره، قال الطبيب جودت عبد الله من مستشفى الطوز ان «جناح الطوارئ تلقى عددا من الجرحى بينهم من يعاني من اصابات خطيرة». وأفاد شهود من سكان القرية بان مجلس العزاء يعود لشقيقين يعملان مع الصحوة وهما عارف ومحمود العزاوي اللذان ورد انهما كانا قد قتلا قبل ثلاثة ايام. واشاروا الى ان عددا كبيرا من الجثث نقلت بشاحنات صغيرة الى المقابر مباشرة. وقال بعض الجرحى الذين وصلوا الى مستشفى طوز خرماتو جنوب كركوك، ان «الانتحاري فجر نفسه عند مدخل الخيمة التي نصبت للعزاء قبيل وقت الغداء حيث كانت تعج بالمعزين». وأضاف احدهم ان التفجير ادى الى انهيار واحتراق الخيمة وتناثر أشلاء الضحايا في كل مكان، مؤكدا انه «لم تصل سيارات الشرطة او الاسعاف الى موقع الانفجار لكننا نقلنا بسيارات مدنية». وقال احد الجرحى ويدعى علي خلف الذي نقل الى بلدة طوزخورماتو لوكالة رويترز ان كرة لهب ملأت فجأة خيمة الجنازة. واضاف انه شاهد جثثا مبعثرة في كل مكان. وكان تنظيم «القاعدة» بعث بتهديدات للعائلة بعد اقامة مجلس العزاء، لكنها رفضت التهديد، حسبما افاد شهود. وقرية البو محمد تسكنها غالبية من العرب السنة، وتحيط بها بعض القبائل التركمانية وتقع قرب جبال حمرين حيث معاقل تنظيم «القاعدة». ويسمى الطريق العام الذي يمر قرب القرية بطريق الموت حيث كان ولا يزال لحوالى اربع سنوات وكرا لتنظيم «القاعدة» وشهد عمليات خطف وابتزاز واستهداف مواكب المسؤولين ودوريات الشرطة والجيش والمقاولين والمهندسين. وبحسب سكان محليين، فان هذه القرية شكلت قبل عشرة ايام فوجا لقوات الصحوة لقتال «القاعدة». ويحارب عناصر الصحوة الذين اطلق عليهم الجيش الاميركي اخيرا اسم «ابناء العراق»، اتباع القاعدة في مناطق متفرقة في البلاد خصوصا في مناطق الغرب والوسط. والتحق نحو ثمانين الف عنصر كانت غالبيتهم تقاتل الجيش الاميركي، بمجالس الصحوة وعددها اكثر من 130 منذ مطلع العام الماضي لمحاربة تنظيم «القاعدة» بدعم مالي من الاميركيين. وبدأت العملية كحركة محدودة في محافظة الانبار، معقل التمرد سابقا، في اوساط زعماء العشائر في سبتمبر (ايلول) 2006، لكنها سرعان ما تحولت الى ظاهرة تشمل جميع مناطق العرب السنة. وتعرضت قوات الصحوة لخروقات من قبل اشخاص يعملون مع «القاعدة» ما اسفر عن مقتل العديد من قادتها. وصعد تنظيم القاعدة من هجماته في الأيام الاخيرة حيث قتل نحو 40 شخصا وأصيب ثمانون آخرون بانفجار سيارة مفخخة وسط بعقوبة الثلاثاء. كما قتل 13 شخصا في اليوم ذاته بتفجير انتحاري استهدف مطعما شعبيا شمال مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار.